انتحار ..

40.4K 1.7K 456
                                    


ماثيو

نظرت الى ملامحها الجميلة المرتبكة لعدة ثواني فصرخت: "ماذا لا تجعل الأمر جدي! كما انك قلت أن لا ضرر منها إن كانت بلا مشاعر فلماذا انت تحدق بي الآن؟"

بلا مشاعر؟

هذا كله و تقول بلا مشاعر؟

هذا جارح جداً لأنها لو رأت المشاعر التي اجتمعت بداخل جسدي و روحي لما قالتها

قلت: "ماذا كنتِ تريدين سؤالي؟"

"اه صحيح .. هل تعرف طريق العودة؟"

نظرت حولي ببلاهة! كيف شرد ذهني و لم أحفظه؟

"في الحقيقة ... لا"

"يالهي كيف لم تحفظه هل انت أحمق؟ سيظننا الرجل اننا سرقنا حصانه!"

"و هل هذا ما يهمك؟ فكري ماذا سنأكل و أين سننام إن لم نجد طريق العودة! نفكر في أمر الحصان لاحقاً"

شتمتني بخفوت فقلت غاضباً: "و لماذا علي أنا أن الاحظ و انتبه؟ ماذا عنكِ؟"

قالت بانفعال:"انت السبب!"

أخذت نفساً و بدأت بمحاولة تذكر الطريق الصحيح و لكني انتفض حينما سمع صرختها فجأه!

نظرت لها لأجدها قد سقطت من أعلى الحصان و تفرك ظهرها بألم فاقتربت منها مسرعاً و قلت:
"هل انتِ بخير؟"

صرخت ببكاء: "لقد كسرت قدمي!!"

فردت ساقها بقلق و هدوء على فخذي و فحصت قدمها لأقول بتذمر: "صوفي انتِ تبالغين! انه التواء بسيط جداً!"

نفت برأسها: "لا أبالغ! و ماذا يدريك انت هل جربت؟"

"أنا طبيب" قلتها ببساطة فالتزمت الصمت لأفرك لها قدمها قليلاً بأصباعين قائلاً: "هل تشعرين بألم هكذا؟"

اومأت بصمت فقلت: "كما توقعت انه التواء بسيط فقط لا تستخدميها لوقت قصير"

صرخت بي فأغمضت عيناي خوفاً:
"هل تستحمق! و كيف سنعود أم انك تنوي تركي هنا!"

أجبتها بسخرية: "مازال الحصان موجوداً ليحملك يا عزيزتي .. سنبحث عن الطريق الى أن نجده فنحن لم نبتعد كثيراً"

"حسناً لنسرع قبل أن تمطر"

تساءلت باستغراب: "تمطر؟"

"هذا ما أظهره الطقس بهاتفي صباحاً"

و قبل أن أقول شيئاً سمعنا صوت الرعد القوي فشدت صوفي على قميصي بخوف و لأكون صادقاً فقد كان مخيفاً!

و في نفس الوقت صرخ الحصان ليركض بغرابة شديدة!

رمشت محاولاً الإستيعاب ثم صرخت بها بتذمر:
"لا تتحدثي مرة أخرى بشيء! ما إن ذكرتِ المطر بدأ الطقش بالتقلب!"

و فجأه رأيتها تضع يديها على وجهها و تستدير قائله:
"حسناً آسفه"

قلت باستغراب: "هي هل تبكين؟ كنت أمزح"

Love me onlyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن