أنتهى الحفل أخيراً ولم يخرجا نهائياً من الفيلا وكأنهما ليسا بالعريس والعروس ولكن لا بأس كل شئ يهون لأجلها....
أخذها فى سيارته وأتجه الى شقتة المتواجدة فى أحدى المدن الجديدة الراقية،طوال الطريق وهى تنظر الى النافذة بشرود فقط تستند برأسها عليها وكأنها بمنزلها وبمفردها،لم يحاول التحدث حتى لا تحدث لها حالة من الهياج العصبى،وصل أمام المنزل فصف سيارته وترجل منها ثم أستدار ليفتح لها بابها ويساعدها على النزول برفق، نظرت الى يده الممدودة مطولاً ثم تجاهلتها وكأنها لا تراها لتنزل من السيارة،لم يتضايق ولم يشعر بالحرج بل أبتسم بهدوء محاولاً الا يخيفها فهو لا يعلم كيفية التعامل مع حالتها،ما أن دلفت الى الشقة حتى وقعت على الأرض وبدأت بالصراخ بهستريا، هلع فى البداية ثم تدارك الأمر و نزل لمستواها محاولاً أحتوائها وتهدئتها ولكنها ظلت تصرخ وتصرخ وهى تشد كل شئ متاح اليها لتكسره ،حاول أن يمسك بيديها ويكتفها ولكن رغم قوته الجسمانية لم يستطيع فهى فى حالة هياج عصبى شديد فقط كل ما أستطاع أن يفعله هو أن يجثو فوقها مثبتاً أيها على الأرض وهى تصرخ بقوة بكل ما أوتيت من قوة وهو ينتظرها حتى تهدأ، يشعر بقلبة يؤلمة لأجلها لا يستطيع أن يراها بهذه الحالة ولا يستطيع أن يفعل أى شئ أسند رأسه على ذراعها محاولاً كبح دموعه بينما هى تصرخ بشدة وبذعر.....!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هدأت أخيراً مهلاً هل قلت هدأت هى أغشى عليها من فرط الصراخ قلق عليها وكاد قلبه أن يتوقف عندما صمتت فجاءة ولكنه تذكر محمد صديقة عندما قال له أنه من الطبيعى أن يغشى عليها أحياناً دون أية أسباب،حملها برفق وكأنها قنينة بلورية يخشى عليها من أن تجرح ووضعها على الفراش وشرع فى تبديل ثيابها لتستطيع النوم براحة،بدل لها ثيابها وكأنها أبنته يعتنى بها ويدللها ويخاف عليها، أراحها على الفراش وفرد لها شعرها الطويل بجانبها ثم أخذها بأحضانة بقوة داعياً بألم:يااارب عشان خاطرها هى ياارب!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قرر أن يأخذها لصديقة محمد الطبيب النفسى ليشرع فى علاجها، ذهب بها وكانت هادئة تماماً وكأنها ليست هى من كانت بالأمس هو يفهم أن حالة الهياج التى حدثت لها بالأمس نتيجة لتغير الأمكان فهى لم تخرج من منزلها منذ فترة، دلف بها الى محمد فنهض من مجلسة قائلاً بترحاب:أهلاً أهلاً بالعرايس وحشتنا يا يونس مشوفتكش من أمبارح!
بالتأكيد ما قاله كان مزاح لذلك بادله يونس الضحك قائلاً:خليك فى حالك!
نظر محمد الى ندى المتشبثة بيونس بقوة وكأنه سيقتلها أو ما شابه ولكنه بالطبع يفهم ما يحدث لها مد يده لها برفق كى لا تخاف قائلاً بهدوء يسبب السلام وبأبتسامة عذبة:أنا محمد صاحب يونس!
أنت تقرأ
تعويذة غرام
Mystery / Thriller"يكونون بيننا ولا نشعر بيهم" جميع الحقوق محفوظة لى: نوران طنطاوي