لم تفعلى .....!(الفصل الأخير)

1.9K 101 15
                                    


أشترى الطعام وأعطى للرجل نقوده وأكثر فاليوم هو أسعد مخلوق على سطح الأرض ركب سيارته وأتجه الى المنزل وهو يدندن بأغنيته المفضلة قائداً السيارة بفرح أن وصفته الى غداً لن أوفيه حقه،وصل أخيراً الى منزله وكأن الطريق قد طال كثيراً أم هذا من أشتياقه لها صف سيارته وكاد يدلف الى المبنى عندما رأى الناس متجمهرون بالجانب و أصواتهم مرتفعة،ذهب ليرى ماذا يحدث ليجد ذلك السائل الأحمر الذى يكرهه على الأرض مغرقاً أيها والجميع ملتف حول المكان الذى تسيل منه الدماء، أقترب أكثر وقلبه يدق ليجد فتاة ملقاة على الأرض وشعرها البنى الطويل غارقاً بدمائها كما جسدها،وقعت من يداه الحقائب وركض بسرعة دافعاً الناس لكى يعبر،نزل الى مستواها ممسكاً بها وقلبه يكاد يتوقف يدعى الا تكون هى ،أدار وجهها اليه ليشعر وكأن أحد طعنه ألف طعنه بخنجر مسوم بقلبه أنها هى،صرخ بألم وهو يناجيها قائلاً وهو يحتضنها ويلطم وجهها برفق:ندى...ندى قومى ياندى...أنا جبتلك الأكل ... يا نــــــــــدى

كانت تنظر له بزيتونتيها الخضراء حاولت أن تتحدث ولكن كلما فتحت فمها تخرج الدماء تروى اليابس من أسفلها،شعر وكأنه شل تماماً صرخ بأعلى صوته وهو يشعر بالرعب:أسعااااف أسعاف بسرعة بتروح منى!

ظل يهزها لتبقى معه قائلاً بعدم أستيعاب:ندى بطلى هزار يا ندى أكيد معملتيش كده صح!

أشبكت زيتونتيها بعيناه الرمادية قائلة بوهن و صوت ناعس: بأ...بأحبك...يونس!

قالت جملتها وهرب أخر نفس منها ليصعد الى الخالق، لم يستوعب ما حدث وهزها برفق قائلاً بتوهان وعيناه تذرفان الدمع بمفردها: ندى، ندى!

-أن لله وأن اليه راجعون!

قالها الناس من حوله فبدأ بالأستيعاب فأصبح يهزها بقوة وهو يصرخ بألم يقطع نياط القلوب:نـــدى عا لا لا يا ندى متسبنيش لاااااا!

ظل يطرق الأرض بقوة وهو يصرخ:لاااااااا لااااااااا لاا يا ندى أااااااه ااااعااااه!

أمسك بها وظل يهزها بقوة وهو يصرخ بها علها تسمعه: لا يا ندى مش هسيبك لا مش هسيبك أاااااااه يااااااااااارب يااااااارب أاااااهه!

مسح وجهها من الدماء فتلطخ أكثر وهو يترجاها بألم: مش هوديكى المصحة تانى صدقينى مش هوديكى هتفضلى معايا وفى حضنى طول الوقت هبعد أمك عنك مش هخليها تجبلك الناس ديه تانى هبعد الناس عنك ندى أصحى بقا يا ندى متسبنيش ....ندى متهزريش أنا مقدرش أعيش منغيرك.... وأنا كمان بأحبك لا أنا بعشقك يلا بقا فوقى!

حاول أحد الرجال أبعاده قائلاً بألم:يا أستاذ مش هينفع كده!

أنتابته حالة هياج عصبى فأبعد الرجل عنه وسقط لمستواها ثانية وأمسك بها وأصبح يهزها بقوة وهو يصرخ ويبكى بهستريا: لا ياندى مش هسيبك تموتى مش هسيبك تبعدى عنى مش هسيبك تاخدى قلبيى لا....ليييييه ليييييييه أااااااااااه !

وضع رأسه على جسدها وهو يحتضنها وأخذ يصرخ بألم جعل الجبال تتصدع منه ألم ما بعده ألم أصبح غارقاً فى دمائها وفى دموعه أصبحت السماء بلون الدم حزناً عليها ألماً لألمه لا ليس بألم بل تمزق هو تمزق أصبح أشلاء وكأن أحدهم قرر قتله ببطئ فأمسك بنصل سكين وقطع عروقه برفق ليتألم أكثر كأنه غارقاً فى لهب، أصبح لا يرى غير اللون الأحمر أمامه حب عمره ومعشوقته الوحيدة أنتهت ناظرة بزيتونتيها الى السماء تترجى من الله أن يرحمها فى السماء فأهل الأرض لم يرحموها.....

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رحلت لتسقط ورقة صفراء من شجرة الحياه ولكنها سقطت من جانب بأكلمه من اللون الأصفر جانب مهمش مختلف عن الباقى فكل يوم يمر تسقط ورقة من هؤلاء وسط جهل البشر كل يوم تتعذب بصمت ولا يدركون المرض النفسى هو أكثر الأمراض ألماً يكوى القلوب ويحطمها....

ماتت محطمة ألقت بنفسها من الشرفة علها ترتاح مما يفعلونه بها أهل الأرض كانت تبحث عن السلام والراحة والسكينة كانت مريضة ولا يدرى بها أحد كانت ضحية وخلفت خلفها قلب مات وتحطم...

كانت ضحية مجتمع وضحية أم جاهلة خائفة من نظرة المجتمع أهملتها فسأت حالتها حتى أصبح العلاج مستحيلاً فسقطت ورقة التوت

رفقاً بمن عانوا ويعانون بصمت ، رفقاً بألم القلب والعقل ، رفقاً بمرضى غير قادرين على التألم ، رفقاً بأشخاص عذبتهم الحياة فأكملتم عليهم...

قالوا عليها تخاريف وتعاويذ ولكن كانت أشدهم غرامه بها فكانت تعويذة غرام

مستوحاة من واقع أليم...مستوحاة من قصة حقيقية

تعويذة غرامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن