ولـــادة ألقہنہأع

155 48 44
                                    

في نفوس البشر كهف لشتى أنواع القصص والحكايات .. يختار العقل إحداها ليرويها اللسان وتسمعها أذان الناس وتتأثر بها قلوبهم وأحياناً ترفضها عقولهم ،، لكن القلوب الصافية صاحبة النية البيضاء تقتل عقولهم لتسكتهم وتتمتع بنشوة السباحة في بحر المشاعر .

استمر فريدي بالركض والركض إلى أن أصبح يلهث بكل جهده ومن شدة سرعته تعثر بسبب حجرةٍ لم ينتبه لها عند وصوله لداخل غابة الأمازون ورغم وقوعه واتساخ ملابسه وسرواله عند الركبتين وتعرضه لخدوشٍ بيده إلا أنه وقف بسرعة وتابع جريه نحو ذلك البيت داخل الشجرة

عندما وصل أخيراً دخل مباشرةً وفتح الباب كاملاً بسرعة ليجدها جلسةً تعانق ركبتيها تهتز مهتزةً كلياً بمجرد دخوله المفاجيء

اقترب منها وانحنى واضعاً يداه على ركبتيه مسترجعاً لأنفاسه ثم قال لها بعد لحظات :

- هل أنت بخير ؟! ...
- { هزت رأسها موافقةً }
- حمداً لرب ! ... لقد قلقت عليكِ حقاً ... خشيت أن مكروهاً أصابكِ
- { نفت برأسها والإبتسامة مرسومة على وجهها }
- { جلس بجانبها وإبتسم } : مسرور لأنك تبتسمين ... لقد رأيت كابوساً عنك ... وظننت أنك تعرضتي للأذى من العصابة التي حكيتي لي عنهم
- { رمش بسرعة ونظرت له بتعجب }
- إسمعي لدي فكرة قد تساعدك !

أدخل يده بجيبه وأخرج هاتفه ذا اللون الأحمر وشغله ثم بدأ بلمس زجاجه ليفتح تطبيق المذكرة بعدها أقترب أكثر منها ليتيح لها القدرة على رأيت هاتفه ثم قال :

- هنا أكتبي لي ما ترغبين بقوله عندما نكون معاً إلى أن أتمكن عند طلوع الصباح من شراء لك مذكرة ورقية وقلم لتكتبي لي كل شيء ترغبين به أو تفكرين به في اي وقت ،، اتفقنا ؟
- { هزت رأسها بإبتسامةٍ موافقة }
- { أعطاها هاتفه } : تفضلي
- { امسكته وراحت تكتب وتحرك أصابعها بسرعة ذات الأظافر المطلية بطلاءٍ وردي اللون } : أريد أن أشكرك كثيراً على مساعدتك لي أنا حقاً سعيدة لهذا ،، لقد أنقذت حياة يا بطلي ! { ملصق قلب }
- { وجهت الهاتف له وقرأ ثم حك رأسه من الخلف بخجل وتوتر } : أوه لابأس هذا واجبي !
-{ كتبت له } : دعنا نتعارف أولاً حسناً ؟ أنا نتالي وأنت ؟
- { ابتسم } : اسمكِ جميل أنا فريدي !
- { ابتسمت وكتبت } : تشرفت بمعرفتك حقاً لكن سأستمر بمناداتك بطلي !
-{ ضحك فريدي بينما يعدل سترته بخجل } : شكراً لكِ حقاً .. اذاً أخبريني ماذا حصل معك؟!
- { كتبت له } : في الحقيقة انني خائفة وللغاية ...
- { نظر لها بإستغراب } : همم ؟! لا داعي للخوف يمكنك أن تثقي بي لن أفشي أسرارك لأحد أعدك !
- { كتبت } : حسناً سأحاول .. في الحقيقة أنا إبنت متبنية عند أحدهم يعيش مع زوجته وهم متوسطي المعيشة .. فقدت صوتي بسبب صدمة وفاة والدتي الحقيقية بالإنتحار في المطبخ اثر شربها لحمض .. هذا السبب الذي جعل تلك العائلة تتبناني ..لقد اعتنيا بي وعلماني الكتابة ودرساني ووفر لي العلاج عندما مرضت .. كنت أنا الوحيدة لديهم .. ولكن منذ أشهر قليلة من هذه السنة بالضبط بدأت هذه العائلة تتصرف معي تصرفات غريبة لم أراها فيهم من قبل وكاان ذلك بعدما أنجبا فرداً جديداً لعائلتهم وقد كان طفلاً يدعى راكان .. لقد قلب طاولة الاحداث ..
- { عقد فريدي حاجبيه بتأثر شديد بينما يقرا أحرفها ثم قال } : لكن كيف هي هذه التصرفات التي تكتبي عنها ؟!
- { كتبت } : بدأت الأم تعنفني وتأمرني بالقيام بكل أشغال البيت الشاقة وتضربني على أقل شيء نسيت فعله .. والأب باع سريري الذي أنام فيه وقال بأنني لا أستحقه بعد اليوم فأصبحت أنام في الأرض الباردة بثياب العمل الرثة والممزقة وأحياناً يعود الأب في الليل ثاملاً ..
- { فرك فريدي شعره الأمامي ومرره للخلف } : سحقاً أي جحيمٍ كنت تعيشين .. وماذا حصل بعد ذلك ؟!
- { كتبت } : قبل أربعة أيام .. دخل الأب مع رجلٍ غريب .. رجلٍ مرعب بأتم معنى الكلمة .. لم أره من قبل برفقته .. كان طويلاً يلبس معطفاً أسود وقبعةً سوداء وقفزاتٍ ذات مخالبٍ حادة .. رأيت ذلك الرجل يخرج من جيبه مبلغاً هائلاً يسيل عليه اللعاب وبأصابعه خواتم براقة وشديدة الجمال ثم قدمهم للأب .. عندها أمسك الرجل بذراعي بطريقةٍ شرسة بعدها حقنني بحقنةٍ مخيفة جعلتني أفقد الوعي .. وبعد مدة لا أدري كم استغرقت .. فتحت عيناي لأجد نفسي مقيدةً بحبلٍ خشنٍ وشريطٍ لاصق بفمي وبغرفةٍ واسعة ذات سبغةٍ قديمة ونوافذ خشبٍ مكسرة وممتلئة بالغبار وخيوط العنكبوت لا يخرج منها إلا بعض ضوء الشمس الذي تتحرك فيه ثورة الغبار والقذارة والأرضية متسخة وكثيرة التراب ذو الرائحة النتنة كأنها رائحة لحمٍ متعفن أو دمٍ مر عليه وقت طويل .. لم يكن أحد هناك .. شعرت بالخوف والجوع وضياع .. بدأت أبكي .. حتى دخلوا جميعاً دفعة واحدة واسطفوا حولي ... ولقد كانو خمسة أشخاص ..
- يا إلاهي ! وماذا فعلوا لك هؤلاء المجرمين ؟!؟
- { تنهدت والحزن بوجهها } : نادى ذلك الرجل الذي اشتراني من الأب شخصاً حسب ما أذكر .. اسمه كريس ليأتيه وطلب منه أن يفك قيودي وقد كان كريس شخصاً أشد رعباً وصرامةً منهم جميعاً .. كان ذا بنيةٍ قوية ضخم الجثة لديه ندبة خدش أو جرح يبدأ من أعلى جبينه إلى أسفل ذقنه ومبتور في أحد عيناه .. عينه ذات لونٍ أسود لا بريق فيها وملامحه لئيمةً وشريرة جداً .. أنا حقاً لازلت غير قادرةً أن أصف حجم الرعب الذي فيه ،، فك قيودي وأمره الرجل الذي اشتراني أن يتصرف معي .. ولقد أوسعني ضرباً وعلقني بتلك الغرفة بحبالٍ خشنةٍ واستمر بسخرية من جسدي وقد اعتدى علياً جنسياً .. لقد كان قاسياً جداً ..

مـا وراء الأقنعة || BEYOND the MASKS حيث تعيش القصص. اكتشف الآن