الہصفہعہة الہقاسہيہة

114 31 75
                                    

الحياة ..

تشبه القطار السريع الفاقد للسيطرة ونحن سائقونه إن عرفنا توجيهه جيداً للسكة المناسبة فإننا نعبر بسلامةٍ إلى النصر والمبتغى أما إن كان العكس فمصيرنا السقوط من مرتفعٍ مظلمّ إلى هاوية !.

في تلك الليلة ذات الحوادث المروعة تعانقت السحب وأمطرت بغزارة كدموع شخصٍ يعانق مفقوده لآخر مرةٍ

بقي فريدي متسمراً مكانه مندهشاً بما سمعه من أرتور كأنه تعرض لصفعةٍ قاسيةٍ لا يعرف من أين مصدرها

وبينما الشرطة والمحقيقين يجوبون في تلك القاعة والإسعافات هنا وهناك ناقلين الجثث هزت نتالي ذراع فريدي بسرعة والتوتر والقلق يأكلانها لكن لا جدوى فقد تجمد الدم في عروقه ولم يعد يضيء

بعد ثوانٍ التفت إليها بعيون خالية من البريق فنظرت لعيناه للحظات ثم ركضت نحو أحد الغرف

وبتلك اللحظة بالضبط التي ينظر فيها فريدي لـ نتالي أثناء ابتعادها خُيل له أنه يرى أخاه مكانها يركض إلى البعيد البعيد

أرعدت مشاعره وقصفت لب قلبه كيستفيق ويلتفت أمامه ويجري بكل قوته ليخرج من القاعة مصتدماً بالناس والشرطيين الذين احتاروا فيه كانوا شيلحقوا به بأمرٍ من المحقق حتى منعهم بيلسون في الوقت المناسب قائلاً وهو يصرخ مجادلاً :

- دعوه وشأنه لا علاقة له بما حدث انه منصدم لا أكثر ولا أقل !! لذا لا داعي لملاحقته هو لم يرتكب أي جريمة !!

بعد مدةٍ طويلةٍ من الجري المتواصل وقف فريدي ببضعة أمتارٍ قرب بيته المظلم الذي يبدو كأنه هجر لسنين يلهث بحلقٍ جاف وشفتان تهتز من البرد مبللاً بالمطر من رأسه إلى قدميه

اندفع نحو الباب بعد دقيقتين من وصوله وما أن وضع يده على المقبض وجده مفتوحاً وقد كان متأكداً مئةً في المئة أنه قد أغلقه عند خروجه جيداً وهذا ما زاده هلعاً

دخل يفتح نور الرواق يصرخ بإسم أخيه بمشاعر فائضة ويدين ترتعشان وقدمان بلكاد يحملانه

فاح اضواء الصالون والغرف لم ينتبه للدماء الكثيرة في أرضية الرواق فهو كان رافعاً نظره نحو أمامه مركزاً في البحث عن أي خيالٍ صغير لأخيه

وقف بجانب غرفة زيكو ليضع يده الراجفة على مقبض الباب ثم يدفعه بإبتسامةٍ ممتلئةٍ بالهلع منتظراً أن يجده فيها وما أن فتحه بأكمله ثم فتح الضوء حتى يلقى الغرفة فارغةً تماماً وفراشه مهجوراً وغطائه مفتوحاً

صاح فريدي بإسم أخيه من جديد وركض لفراشه ممرغاً رأسه بالمكان الذي ينام به ثم انهمرت دموعه الساخنة لتنزل قطرةً قطرة بالفراش

وفي الهدوء الذي لا يسمع فيه سوى صوت البكاء سمع فريدي فجأةً صوتاً كالصدى من العدم ينده بإسمه ليقف بسرعة ويركض بإتجاه الحمام فتحاً لباب المرحاض بهمجية لتبتسم له الفاجعة ويجد أخيه جالساً على ركبتيه مغطس الرأس بداخل المرحاض ودمائه تسيل كالخيوط الحمراء على بياضها صانعةً بركةً من الدماء المكبدة إثر الضربات العنيفة التي تلقاها على وجهه
والأرض ملطخةً بالدماء بسبب صدره الذي ينزف بشدةٍ كبيرة وكلا ذراعيه ممددتان أرضاً متمرغتان بالدماء

مـا وراء الأقنعة || BEYOND the MASKS حيث تعيش القصص. اكتشف الآن