مـا وراء الأقنعة || BEYOND the MASKS

الإنہسہانہيہة

يقول البعض .. خلق الإنسان لينسى لهذا سمي انسان وهناك من يقول أن بسبب أحاسيسه ومشاعره وأخلاقه الحميدة سموه انسان وولدت بهذا كلمة الإنسانية لتكون تعبيراً عنه .

زقزقت العصافير وحلقت بعيداً عن الأشجار العملاقة وتحركت السيارات يميناً يساراً وبدأ الناس بممارسة نشاطاتهم اليومية

وقتها لازل فريدي يغط في نومٍ عميق لوحده متكأً على الحائط جالساً عندها كانت نتالي واقفة أمامه تحدق فيه بإبتسامة ثم أمسكت الغطاء الذي غطاها به سابقاً وغطت أكتافه به

بعد ذلك خرجت من البيت الخشبي وراحت تحدق حولها في الغابة بصمت وتمشي وتمشي في بهدوءٍ طويل وخطواتٍ ثابة متجهةً للمكان الذي أصيبت به والذي وجدها فريدي فيه وقد كانت تهمهم من داخلها مغنيةً للحنٍ ما بصوتٍ غريب ..

عند وصولها للمكان بدأت تبحث هنا وهناك كأنها تذكرت أنها أضاعت شيئاً مهم ..

مهم جداً ..

كانت تبحث خلف الصخرة والأشجار حتى أنها قد حامت بنظرها حول النهر

فأدركت وقتها أنها أضاعته أثناء ركضها في طريقها نحو الدخول لهذه الغابة

فانطلقت لتتابع محاولةً إجاده وقد إبتعدت جداً وأخذ وقتاً طويل

وفي كل ذلك الوقت استيقظ فريدي وفتح عيناه يدعكها بيده متكسلاً قائلاً بعدما تثائب :

- صباح الخير نتالي كيف حالك اليوم ؟

أدرك بعد فترةٍ هدوءٍ غريب أنه يكلم نفسه فهو لم يجد لها أثراً إطلاقاً

أزاح الغطاء عنه ووقف ليخرج من ذلك البيت منادياً بقلق :

- نتالي ؟! نتالي أين أنت ؟! ،، هل يعقل أنها قد غادرت .. أو هربت خشية أن أفعل معها نفس ما فعلته الأخريين ؟! ... يا إلاهي ! ،، ستتعرض للخطر وقد يجدونها ؤلائك العصابة ! لن أسمح بهذا

انطلق يركض منادياً بإسمها بأنفاسٍ منقطعة والرياح تلعب بسترته وتجعلها تطير خلفه كرداء الأبطال من جديد

وبعد مدة وجدت نتالي الشيء الذي تبحث عنه وقد كان أسود اللون وحديدي ويبدو ثقيل

كانت تمسح عليه برفق واهتمام مبعدةً الغبار ثم قبلته وعانقته بسعادةٍ كبيرة

بتلك اللحظة بالضبط سمعت صوت فريدي يناديها فأسرعت وأخفت الشيء داخل وسط ملابسها واتجهت له

كان فريدي يدور حوله باحثاً ينهج متصبباً بالعرق حتى يسمع صوت تحرك الأعشاب من خلفه ليلتف ويراها أمامه فأسرع إليها يمسك بيدها بإنفعال وعلامات القلق والتوتر الشديد بوجهه

قال وهو يلهث :

- نتالي !! ... أين كنت ؟! قلقت عليك ظننت أنك غادرتي خشيت أن يصيبك أذى !