تاريخ الطبري الجزء الاول

3.9K 14 2
                                    

تاريخ الطبري

الطبري ج 1

--------------------------------------------------------------------------------

[ 1 ]

تاريخ الامم والملوك للامام أبى جعفر محمد بن جرير الطبري الجزء الاول [ قوبلت هذه الطبعة على النسخة المطبوعة ] [ بمطبعة " بريل " بمدينة ليدن في سنة 1879 م ] راجعه وصححه وضبطه تخبة من العلماء الاجلاء

--------------------------------------------------------------------------------

[ 2 ]

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الاول قبل كل أول، والآخر بعد كل آخر، والقادر على كل شئ بغير انتقال، والخالق خلقه من غير شكل ولا مثال، وهو الفرد الواحد من غير عدد، وهو الباقي بعد كل أحد، إلى غير نهاية ولا أمد، له الكبرياء والعظمة، والبهاء والعزة، والسلطان والقدرة، تعالى عن أن يكون له شريك في سلطانه وفى وحدانيته نديد، أو في تدبيره معين أو ظهير، أو أن يكون له ولد، أو صاحبة أو كفؤا أحد، لا تحيط به الاوهام ولا تحويه الاقطار، ولا تدركه الابصار، وهو اللطيف الخبير. أحمده على آلائه، وأشكره على نعمائه. حمد من أفرده بالحمد وشكر من رجا بالشكر منه المزيد، وأستهديه من القول والعمل ما يقربني منه ويرضيه وأو من به إيمان مخلص له التوحيد، ومفرد له التمجيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده النجيب ورسوله الامين اصطفاه لرسالته، وابتعثه بوحيه، داعيا خلقه إلى عبادته، فصدع بأمره، وجاهد في سبيله ونصح لامته، وعبد ه حتى أتاه اليقين من عنده، غير مقصر في بلاغ ولا وان في جهاد صلى الله عليه أفضل صلاة وأزكاها وسلم (أما بعد) فإن الله جل جلاله وتقدست أسماؤه خلق خلقه من غير ضرورة كانت به إلى خلقهم، وأنشأهم من غير حاجة كانت به إلى إنشائهم، بل خلق من خصه منهم بأمره ونهيه وامتحنه لعبادته ليعبدوه وليحمدوه على نعمه فيزيدهم من فضله ومننه ويسبغ عليهم فضله وطوله كما قال عزوجل (وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما أريد أن يطممون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) فلم يزده خلقه إياهم إذ خلقهم في سلطانه على ما لم يزل قبل خلقه إياهم مثقال ذرة ولا هو إن أفناهم وأعدمهم ينقصه إفناؤه إياهم مثقال ذرة لانه لا تغيره الاحوال،

--------------------------------------------------------------------------------

[ 3 ]

ولا يدخله الملال، ولا ينقص سلطانه الايام والليال لانه خالق الدهر والازمان، فعم جميعهم في العاجل فضله وجوده وشملهم كرمه وطوله فجعل لهم أسماعا وأبصارا وأفئدة وخصهم بعقول يعقلون بها التمييز بين الحق والباطل ويعرفون بها المنافع والمضار وجعل لهم الارض بساطا ليسلكوا منها سبلا فجاجا والسماء سقفا محفوظا كما قال وأنزل لهم منها الغيث بالادرار والارزاق بالمقدار وأجرى لهم قمر الليل وشمس النهار يتعاقبان بمصالحهم دائبين فجعل لهم الليل لباسا والنهار معاشا وخالف منا منه عليهم وتطولا بين قمر الليل وشمس النهار فمحا آية الليل وجعل آية النهار مبصرة كما قال جل جلاله وتقدست أسماؤه (وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شئ فصلناه تفصيلا) ليصلوا بذلك إلى العلم بأوقات فروضهم التى فرضها عليهم في ساعات الليل والنهار والشهور والسنين من الصلوات والزكوات والحج والصيام وغير ذلك من فروضهم وحين حد ديونهم وحقوقهم كما قال عزوجل (يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس والحج) وقال (هو الذى جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون * إن في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السموات والارض لآيات لقوم يتقون) إنعاما منه بكل ذلك على خلقه وتفضلا منه به عليهم وتطولا فشكره على نعمه التى أنعمها عليهم من خلقه خلق عظيم فزاد كثيرا منهم من آلائه وأياديه على ما ابتدأهم به من فضله وطوله كما وعدهم جل جلاله بقوله (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد) وجمع لهم بين الزيادة التى زادهم في عاجل دنياهم والفوز بالنعيم المقيم والخلود في جنات النعيم في آجل آخرتهم وأخر لكثير منهم الزيادة التى وعدهم فمدهم إلى حين مصيرهم ووقت قدومهم عليه توفيرا منه كرامته عليهم يوم تبلى السرائر ; وكفر نعمه خلق منهم عظيم فجحدوا آلاءه

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 29, 2008 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

تاريخ الطبري الجزء الاولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن