الفصل الثالث "اقتران"

4.3K 194 0
                                    


ﺍﻗﺘﺮﺍﻥ

ﻋﺎﺩﺕ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﻫﺸﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺮﻛﺖ ﺭﺅﻯ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤُﺤﺒﻄﺔ ﺗﻠﻚ , ﻭﺑﺮﻏﻢ ﺗﻌﺎﻃﻔﻬﺎ ﻣﻌﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺗﺬﻫﺐ ﻣﻦ ﻓﻮﺭﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺣﻴﺚ ﻋﺒﻴﺮ ﻭﻓﺘﻴﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻜُﺜﺮ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ , ﻓﻤﺼﻠﺤﺔ ﻭﻟﺪﻫﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻷﻭﻝ , ﻭﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﻘﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ ﺃﻛﺒﺮ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ , ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﻫﺸﺎﻡ ﺗﻜﻮﻳﻨﻬﺎ ﻣﻊ ﻋﺒﻴﺮ ﻓﻰ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ , ﺍﺳﺘﻤﻌﺖ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻟﻠﻨﻬﺎﻳﺔ ﺑﺼﺒﺮ ﺛﻢ ﻭﻋﺪﺗﻬﺎ ﺑﺼﺪﻕ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺠﺎﺩ ﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﺯﻭﺟﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ , ﺿﺮﺑﺖ ﻋﺼﺎﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭﺝ ﻭﻫﻰ ﺗﺘﻜﺄ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺸﺮﻭﺩ ﻣﺴﺘﻨﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﻞ ﻟﺘﺼﻌﺪ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﺷﻘﺘﻬﺎ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺩﺍﺭﺕ ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺳﻤﻌﺖ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﺗﺼﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻄﺎﺑﻖ , ﺍﻟﺘﻔﺘﺖ ﻋﺎﻗﺪﺓ ﺣﺎﺟﺒﻴﻬﺎ ﺛﻢ ﻣﺎ ﻟﺒﺜﺖ ﺃﻥ ﺍﻧﻔﺮﺟﺎ ﺑﺎﻧﺸﺮﺍﺡ ﻭﺗﻐﻀﻨﺖ ﺯﻭﺍﻳﺎ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻣﺠﻌﺪﺓ ﻭﻫﻰ ﺗﺮﻯ ‏( ﻋﺎﺩﻝ ‏) ﺻﺪﻳﻖ ﻭﻟﺪﻫﺎ ﻳﻘﻔﺰ ﺍﻟﺴُﻠﻢ ﺑﺮﺷﺎﻗﺔ ﺻﻌﻮﺩًﺍ ﺑﺠﺴﺪﻩ ﺍﻟﻨﺤﻴﻞ ﻭﻳﺒﺘﺴﻢ ﻟﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻳُﺤﻴﻴﻬﺎ ﺑﻤﺮﺡ :
- ﻭﺃﺧﻴﺮًﺍ ﺍﻟﺘﻘﻴﻨﺎ ﻳﺎ ﺟﻤﻴﻠﺔ !
ﺿﺤﻜﺖ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﻫﺸﺎﻡ ﻭﻫﻰ ﺗﺮﺣﺐ ﺑﻪ ﺑﺸﺪﺓ ﻭﺗﺪﻋﻮﻩ ﻟﻠﺪﺧﻮﻝ , ﻋﺎﺩﻝ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﺿﺤﺎﻛﻬﺎ ﺑﻤﺮﺣﻪ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ , ﺗﺤﺒﻪ ﻛﻮﻟﺪ ﺛﺎﻥٍ ﻟﻬﺎ ﻭﺗﺘﻌﺠﺐ ﺩﻭﻣًﺎ ﻣﻦ ﻗﺪﺭﻩ ﺍﻟﻤُﺸﺎﺑﻪ ﻟﻘﺪﺭ ﻫﺸﺎﻡ ﻓﻰ ﻛﻞ ﺷﻰﺀ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ , ﻫﻮ ﺃﻳﻀًﺎ ﺭﺣﻠﺖ ﻋﻨﻪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺗﺮﻛﺖ ﻟﻪ ﻃﻔﻞ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﻭﻗﺪ ﻓﺎﺿﺖ ﺭﻭﺣﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﺭﺋﻬﺎ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻭﻻﺩﺗﻪ , ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ ﻛﺎﻧﺎ ﻋﺎﺷﻘﻴﻦ , ﻭﺑﻌﺪ ﻓﺮﺍﻗﻬﺎ ﺭﻓﺾ ﻛﻞ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺯﻭﺍﺟﻪ ﺑﺂﺧﺮﻯ , ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺘﺼﻮﺭ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﺠﻮﺍﺭﻩ ﺑﻌﺪ ﺣﺒﻴﺒﺘﻪ ﺍﻟﺮﺍﺣﻠﺔ , ﻭﺍﻧﺸﻐﻞ ﺑﺎﻻﻋﺘﻨﺎﺀ ﺑﻄﻔﻠﻪ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻭﺍﻟﺪﻳﻪ , ﺣﺘﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ .!
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺩﻋﺘﻪ ﻟﻠﺠﻠﻮﺱ ﻓﻰ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﻫﻰ ﺗﺴﺘﻌﺪ ﻟﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ﻹﺣﻀﺎﺭ ﻣﺸﺮﻭﺏ ﻟﻪ ﺃﻭﻗﻔﻬﺎ ﺭﺍﻓﻀًﺎ ﺛﻢ ﺳﺄﻝ ﻋﻦ ﻫﺸﺎﻡ ﻓﺘﻨﻬﺪﺕ ﺑﺄﺳﻰ ﻭﻫﻰ ﺗﺸﻴﺮ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ ﻟﻠﻐﺮﻓﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ :
- ﻧﺎﺋﻢ ﻛﺎﻟﻌﺎﺩﺓ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺑﻨﺎﺗﻪ
ﺍﺳﺘﺪﺍﺭﺕ ﻟﺘﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭ ﻟﻪ ﻭﻫﻰ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﻛﻠﻴًﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺼﺎﺗﻬﺎ ﺑﻜﻠﺘﺎ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﺛﻢ ﺗﺮﻛﻦ ﺑﺬﻗﻨﻬﺎ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔً ﺑﻌﺪﻡ ﺭﺿﺎ :
- ﺑﻌﺪ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻳﻘﻀﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﻳﻮﻣﻪ ﻧﺎﺋﻤًﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻯ ﻳﺎ ﻭﻟﺪﻯ
ﺍﺭﺗﻜﺰ ﻋﺎﺩﻝ ﺇﻟﻰ ﻓﺨﺬﻳﻪ ﺑﻤﺮﻓﻘﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻄﺮﻕ ﺑﻜﻌﺐ ﺣﺬﺍﺀﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﻗﻠﻴﻼً ﻣﺘﻤﺘﻤًﺎ :
- ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺃﻋﺼﺎﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﻚ , ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻳﻔﺘﻌﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﺎ ﻣﻊ ﺃﺣﺪﻫﻢ
ﻧﺎﻇﺮﺗﻪ ﺑﻘﻠﻖ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻳﻨﻬﺾ ﻭﻳﺄﺗﻰ ﺑﻤﻘﻌﺪ ﺧﺸﺒﻰ ﻋﺘﻴﻖ ﻳﻀﻌﻪ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻜﺴﻲ ﺛﻢ ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻮﻗﻪ ﻣﻮﺍﺟﻬًﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﺤﺎﻭﻻً ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﺠﺪﻳﺔ :
- ﺍﺳﻤﻌﻲ ﻳﺎ ﺧﺎﻟﺘﻲ , ﻻﺑﺪ ﻭﺃﻥ ﺗﺰﻭﺟﻴﻪ , ﺇﻥ ﺗﺰﻭﺝ ﺣُﻠﺖ ﻣﺸﺎﻛﻠﻪ ﺗﻤﺎﻣًﺎ ﺻﺪﻗﻴﻨﻲ
ﻟﻤﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺳﺎﺧﺮﺓ ﻭﻫﻰ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺬﻗﻨﻬﺎ ﻫﺎﺗﻔﺔ :
- ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﻳﺘﻜﻠﻢ !!
ﺭﻓﻊ ﻛﻠﺘﺎ ﻳﺪﻳﻪ ﺑﺎﺳﺘﺴﻼﻡ ﻣﺪﺍﻓﻌًﺎ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ :
- ﻻ ﻻ ﻻ , ﺧﺎﻟﺘﻰ ﺃﻧﺎ ﻣُﺨﺘﻠﻒ
- ﺑﻞ ﺃﻧﺖ ﻣُﺘﺨﻠﻒ
ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻻ ﻳﻘﻬﻘﻪ ﺑﻘﻮﺓ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﻣﻨﻊ ﺿﺤﻜﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﻈﻬﻮﺭ ﻟﺜﻮﺍﻥ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﺒﺘﻬﺎ ﺑﻜﻔﻴﻪ ﻣﻌﺘﺬﺭًﺍ ﻭﻫﻰ ﺗﺮﻣﻘﻪ ﻟﻴﺼﻤﺖ ﻓﻔﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻀﺾ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻴﻘﺘﺮﺏ ﺑﺎﻧﺘﺒﺎﻩ ﺗﺎﻡ ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺷﻚ ﺍﻟﺒﻮﺡ ﺑﺴﺮٍ ﻋﻈﻴﻢ , ﻓﺎﻗﺘﺮﺏ ﻭﻫﻰ ﺗﻬﻤﺲ ﻟﻪ :
- ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺭﺣﻤﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺣﺪﺛﺘﻨﻰ ﻗﺒﻞ ﻭﻓﺎﺗﻬﺎ ﻋﻦ ﻓﺘﺎﺓ ﻭﺣﻴﺪﺓ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻰ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺮﻭﺿﺔ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻰ ﻣﻌﻠﻤﺔ ﻟﻠﻄﻔﻠﺘﻴﻦ ﺃﻳﻀًﺎ , ﻭﺍﻋﺪﺗﻬﺎ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ ﻭﺗﻌﺮﻓﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻫﻰ ﻓﺘﺎﺓ ﻃﻴﺒﺔ ﻭﻣﺆﺩﺑﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻭﺣﻨﻮﻧﺔ ﺟﺪًﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ .
ﺳﻜﺘﺖ ﻫﻨﻴﻬﺔ ﺛﻢ ﺃﺷﺎﺣﺖ ﺑﻮﺟﻬﻬﺎ ﻳﺴﺎﺭًﺍ ﺑﺘﺬﻣﺮ ﻭﻫﻰ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺑﺎﻟﻬﻤﺲ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻣﺼﻤﺼﺖ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ :
- ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﺱ ﻭﻟﺪﻱ ﺭﻓﻀﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﻋﻠﻤﻪ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻋﺎﻣﻠﺔ ‏( ﺗﻌﻤﻞ ‏) .
ﺃﻭﻣﺄ ﺑﺮﺃﺳﻪ ﻣﺆﻛﺪًﺍ ﻭﻛﺄﻧﻤﺎ ﻳﺴﺎﻧﺪﻫﺎ ﻓﻰ ﺗﺬﻣﺮﻫﺎ ﻭﻫﻰ ﺗﺘﺎﺑﻊ ﺃﺳﺮﺍﺭﻫﺎ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ ﻣﻐﻤﻐﻤﺔً :
- ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺧﺒﺮﺗﻪ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺳﺘﺘﺮﻙ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻇﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﻓﻀﻪ ﻭﺛﻮﺭﺗﻪ .
ﻭﺍﺷﺘﻌﻠﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺑﺤﻤﺎﺱ ﺟﺎﺀ ﻛﺰﺍﺋﺮ ﺟﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ ﻭﻫﻰ ﺗﻠﻮﺡ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﺑﺘﺼﻤﻴﻢ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﺩﺕ ﺃﻥ ﺗُﺼﻴﺐ ﻋﻴﻨﻴﻪ :
- ﺧﻤﺲ ﻓﺘﻴﺎﺕ ﺭﺃﻳﺘﻬﻦ ﻭﺃﻧﺎ ﻓﻰ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺍﻟﺬﻯ ﺃﺗﻌﺎﻟﺞ ﻓﻴﻪ ﻭﻟﻘﺪ ﻭﻋﺪﺗﻨﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﺒﺔ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﺄﻥ ﺗﺄﺗﻲ ﺇﻟﻲ ﺑﺎﻟﻤﺰﻳﺪ , ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻚ ﺍﻟﻄﺒﻴﺒﺔ ﺻﺪﻳﻘﺘﻲ ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﻻ ﺃﺣﺐ ﺍﻟﺘﻔﺎﺧﺮ ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻠﻢ .!
ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻣﻰﺀ ﺑﺮﺃﺳﻪ ﺑﻼ ﺗﻮﻗﻒ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻫﻒ ﺳﻤﻌﻪ ﻟﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﺇﻥ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻝ ﺑﺨﻔﻮﺕ ﻳﺒﺎﺩﻟﻬﺎ ﺃﺳﺮﺍﺭﻫﺎ :
- ﻫﻞ ﻫﻰ ﺟﻤﻴﻠﺔ؟ !
ﻋﻘﺪﺕ ﺣﺎﺟﺒﻴﻬﺎ ﺑﺘﻔﻜﻴﺮ ﻟﻨﺼﻒ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻝ ﺑﺘﺮﺩﺩ :
- ﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﻳﺎ ﻭﻟﺪﻯ ﻫﻞ ﻳﺼﺢ ﺃﻥ ﺃﺻﻒ ﻟﻚ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﻨﺘﻘﺒﺔ ﺃﻡ ﻻ
ﺭﻓﻊ ﺣﺎﺟﺒﻴﻪ ﻣﻨﺪﻫﺸًﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻬﺘﻒ ﺑﻐﺮﺍﺑﺔ :
- ﺍﻟﻌﺮﻭﺱ ﻣﻨﺘﻘﺒﺔ؟ !
- ﺇﻧﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺠﺒﺔ ﻳﺎ ﻣﻌﺘﻮﻩ
- ﺃﻧﺖِ ﻣﻦ ﻗﻠﺖِ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﻨﺘﻘﺒﺔ
- ﺃﻧﺎ ﺃﺗﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﺒﺔ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤُﺨﺘﻞ
ﺃﻋﺎﺩ ﺭﺃﺳﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ ﺑﺈﺩﺭﺍﻙ ﻣﺘﺄﺧﺮ :
- ﺁﺁﻩ , ﻓﻬﻤﺖ
ﻣﺠﺪﺩًﺍ ﻣﺼﻤﺼﺖ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﻭﻫﻰ ﺗﻨﻈﺮ ﻟﻪ ﻣﺴﺘﻬﺠﻨﺔ ﺟﻬﻠﻪ ﺍﻟﻤﻄﺒﻖ ﻭﻫﻰ ﺗﺘﺤﺴﺮ ﺑﻬﺪﻭﺀ :
- ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻭﻟﺪﻱ ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﺱ ﻭﺣﺪﻩ ﻛﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﻇﻦ
ﺣﺮﻙ ﺭﺃﺳﻪ ﻧﻔﻴًﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﺠﻴﺒﻬﺎ :
- ﺻﺪﻗﻴﻨﻲ ﻳﺎ ﺧﺎﻟﺘﻲ , ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﺳﻴﻦ ﻛُﺜﺮ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ
ﺭﻏﻤًﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻭﻫﻰ ﺗﻬﺰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻣﺘﻌﺠﺒﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻨﻈﺮ ﻓﻰ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺑﻤﻜﺮ ﻣﺘﺴﺎﺋﻠﺔ ﻭﻗﺪ ﻇﻬﺮﺕ ﻟﻬﺎ ﻟﻤﻌﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻓﻰ ﻋﻴﻨﻴﻪ :
- ﻋﺎﺩﻝ , ﺃﻧﺖ ﻗﺮﺭﺕ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺃﺧﻴﺮًﺍ , ﺃﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟
ﺍﺗﺴﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺑﺪﻫﺸﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻭﻍ ﻣﺠﺪﺩًﺍ :
- ﺃﻭﺗﻘﺮﺃﻳﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺃﻳﻀًﺎ , ﻗﻠﺒﻲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻻ ﻳﺤﺘﻤﻞ؟
ﻧﻬﺮﺗﻪ ﺑﺠﺪﻳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻣﺘﺠﺎﻭﺯﺓً ﻋﻦ ﻣﺰﺍﺣﻪ ﺍﻟﺜﻘﻴﻞ ﻫﺎﺗﻔﺔ ﺑﻮﺟﻬﻪ :
- ﻟﻦ ﺗﻔﻠﺢ ﻣﺮﺍﻭﻏﺘﻚ , ﺃﻧﺖ ﻗﺮﺭﺕ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ , ﺻﺤﻴﺢ ؟
ﺃﻃﺮﻕ ﺑﺮﺃﺳﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺫﻛﺎﺋﻬﺎ ﻭﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ﺑﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻣﻌﺘﺮﻓًﺎ ﻣﺘﻬﺮﺑًﺎ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ :
- ﺃﻧﺎ ﺭﺟﻞ ﻓﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻳﺎ ﺧﺎﻟﺘﻰ ﻭﺃﺣﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﻳﻜﺔ ﻟﺤﻴﺎﺗﻰ , ﻭﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﻳﻀًﺎ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ , ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﺃﺭﻳﺪﻫﺎ ﺑﻌﺪ .
ﻧﺎﻇﺮﺗﻪ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﻭﻫﻰ ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻰ ﺍﻟﺪﻗﺎﺋﻖ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ , ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻧﺘﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺣﺪﺗﻪ ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻭﻋﺸﻘﻪ ﻻﻣﺮﺃﺗﻪ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﺎﺓ , ﻭﺍﻟﺬﻯ ﺑﺪﺃ ﻳﻨﺤﺼﺮ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻤﻌﺔ ﺍﻟﻤﻀﻴﺌﺔ ﻓﻰ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻟﻤﺠﺮﺩ ﺃﻥ ﺃﻋﺎﺩ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ , ﻭﺗﻀﻊ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻰ ﻛﻔﺔ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﻫﻰ ﺍﻟﺘﻰ ﻭﻫﺒﺖ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﻟﺪﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﺭﺣﻴﻞ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﺻﻤﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻻ ﺗﻤﻨﺢ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﻐﻴﺮﻩ ﻣﻬﻤﺎ ﺣﺪﺙ .
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﻘﺎﺭﻥ ﺍﻵﻥ ﻭﻫﻰ ﻣﻦ ﺳﻌﺖ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻋﺮﻭﺱ ﻟﻮﻟﺪﻫﺎ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺃﻥ ﻋﻠﻤﺖ ﺑﻤﺮﺽ ﻫﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﻤﻴﺖ , ﺃﻫﻮ ﺫﺍﻙ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺘﻠﺒﺴُﻨﺎ ﺑﻌﻮﺍﺭﺿﻪ ﺩﻭﻣًﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ؟ ,! ﺃﻡ ﻫﻰ ﻓﻘﻂ ﺳُﻨﺔُ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ؟ .
ﻭﺟﺪﺕ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻳﺮﺗﻔﻊ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴًﺎ ﻧﺤﻮﻩ ﻭﺗﺴﺄﻟﻪ ﺑﺘﻔﻬُﻢ :
- ﻫﻞ ﺗﺮﻳﺪﻧﻰ ﺃﻥ ﺃﺭﺷﺢ ﻟﻚ ﻭﺍﺣﺪﺓ؟
ﺍﺯﺩﺭﺩ ﺭﻳﻘًﺎ ﻭﻫﻤﻴًﺎ ﻭﺗﻨﺤﻨﺢ ﻟﻴﺠﻠﻰ ﺣﻨﺠﺮﺗﻪ ﺃﻭ ﻟُﻴﺨﻔﻰ ﺍﺭﺗﺒﺎﻛﻪ ﺭﺑﻤﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﺠﻴﺐ ﺑﺘﻤﻬﻞ :
- ﺃﻋﺠﺒﺘﻨﻲ ﻣﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﻭﺱ ﺍﻟﺘﻰ ﺭﻓﻀﻬﺎ ﻫﺸﺎﻡ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻫﺎ , ﻓﻘﻂ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻋﺮﻑ , ﻫﻞ ﻫﻰ ﺟﻤﻴﻠﺔ؟
ﺗﻌﺠﺒﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﻫﻰ ﺗﺮﻓﻊ ﻛﺘﻔﻴﻬﺎ ﺑﺤﻴﺮﺓ ﻭﺗﻘﻮﻝ :
- ﺃﻧﺖ ﻭﺫﻭﻗﻚ
- ﻛﻴﻒ !
ﺯﻓﺮﺕ ﺑﻨﻔﺎﺫ ﺻﺒﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻗﺪ ﺍﺣﺘﺪﻡ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ , ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻔﻌﻞ , ﻫﻞ ﺗُﻌﻄﻰ ﻓﺮﺻﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻟـ ﻫﺸﺎﻡ ﺭﺑﻤﺎ ﻳُﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻬﻮ ﺍﻷﻧﺴﺐ ﻟﻬﺎ , ﺃﻡ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻭﻋﺪ ﻋﺒﻴﺮ ﻭﺗﺘﺮﻙ ﻟـ ﺭﺅﻯ ﻓﺮﺻﺔ ﻣﻊ ﻋﺎﺩﻝ , ﺣﺴﻤﺖ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﺃﺧﻴﺮًﺍ ﺑﻘﺮﺍﺭﻫﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﺮﻙ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻋﺎﻟﻘﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻰﺀ ﻭﺗﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﻌﺼﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺘﺼﻒ ﻓﻘﺎﻟﺖ :
- ﺑُﻨﻰ , ﻛﻞ ﺭﺟﻞ ﻭﻟﻪ ﺫﻭﻕ ﻣﺨﺘﻠﻒ , ﻓﻤﺜﻼً ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺎﺿﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻣﻤﺘﻠﺌﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﻡ ﻫﻰ ﺍﻷﺟﻤﻞ ﻓﻰ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﻫﻰ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺤﻆ ﺍﻷﻭﻓﺮ ﻓﻰ ﻃﻠﺐ ﻳﺪﻫﺎ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ , ﺃﻣﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﺮﺑﻤﺎ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻰﺀ , ﺭﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻓﻰ ﻋﻴﻨﻲّ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﺠﺒﻚ , ﺃﻧﺖ ﻭﺫﻭﻗﻚ !
ﺭﺃﺗﻪ ﻳُﻐﻤﺾ ﻋﻴﻦ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔً ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻬﺎ ﺑﺮﻳﺐ ﻫﺎﺗﻔًﺎ ﺑﺈﺩﺭﺍﻙ :
- ﺧﺎﻟﺘﻰ , ﺃﻧﺖِ ﺗﻼﻋﺒﻴﻨﻲ !
ﺿﺮﺑﺖ ﻋﺼﺎﻫﺎ ﻓﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺣﺎﻧﻘﺔ ﻭﻫﻰ ﺗﻨﻬﺾ ﺻﺎﺋﺤﺔ ﻓﻴﻪ ﻭﻧﻈﺮﺍﺗﻬﺎ ﺗﺤﻴﺪ ﺑﻌﻴﺪًﺍ ﻋﻨﻪ :
- ﺍﺳﻤﻬﺎ ﺭﺅﻯ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻌﺮﻑ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺮﻭﺿﺔ , ﺃﺫﻫﺐ ﻭﺍﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ , ﻭﻻ ﺗﺘﺤﺠﺞ ﺑﻲ , ﺳﺄﺫﻫﺐ ﻷﻭﻗﻆ ﺻﺪﻳﻘﻚ ﺍﻟﻤﺨﺒﻮﻝ ﻣﺜﻠﻚ !
ﺗﺒﻌﺘﻬﺎ ﻧﻈﺮﺍﺗﻪ ﻭﻫﻰ ﺗﻠﺞ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﻫﻮ ﻳﻤﺮﺭ ﺃﺻﺎﺑﻌﻪ ﺑﻴﻦ ﺧﺼﻼﺕ ﺷﻌﺮﻩ ﺍﻟﻜﺜﻴﻒ ﻣﻔﻜﺮًﺍ ﻓﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺠﺪﻳﺔ ﺃﻛﺒﺮ , ﺳﻴﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﺘﻪ ﺑﺤﻨﻖ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻨﺼﺮﻑ ﻏﺎﺿﺒﺔ , ﺳﻴﺬﻫﺐ ﻭﻳﺮﺍﻫﺎ ﻭﻳﺘﺤﺪﺙ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺭﺑﻤﺎ ﺗﻌﺠﺒﻪ , ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻫﺎﻟﺔ ﻟﻦ ﺗﻮﺻﻲ ﺇﻻ ﺑﻔﺘﺎﺓ ﺗﺄﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻨﺘﻴﻬﺎ ﻭﺑﻴﺘﻬﺎ , ﻟﻦ ﺗﺄﺧﺬ ﻣﻜﺎﻥ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺣﺘﻤًﺎ ﻓﻬﻰ ﻗﺪ ﺗﺮﻛﺖ ﻭﺟﻌًﺎ ﻣﺴﺘﻤﺮًﺍ ﻓﻰ ﺧﺎﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻯ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺸﻖ ﻛﻞ ﺗﻔﺼﻴﻠﺔ ﺑﻬﺎ , ﺭﺑﻤﺎ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﺭﺅﻯ ﻓﻰ ﺗﺴﻜﻴﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻟﻢ ﻭﺗُﻌﻴﺪ ﺇﻟﻰ ﺭﻭﺣﻪ ﺍﻟﺮﺍﻛﺪﺓ ﻟﻤﺤﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﻏﺎﺩﺭﺕ ﺑﻼ ﻋﻮﺩﺓ , ﻭﻟﻢ ﻻ؟ ! .

"وقالت لي"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن