ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ
-1-
ﺗﻔﺤﺺ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﺼﺤﻔﻰ ﻋﺒﺪﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻈﺮﻭﻑ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻣﻨﺪﻫﺸًﺎ , ﺛﻢ ﺑﺪﺃ ﻓﻰ ﻓﺘﺤﻪ ﻭﻓﺾ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﻣﻨﻪ ﻭﻗﺮﺍﺀﺓ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺳﻄﻮﺭﻫﺎ ﺑﻔﻀﻮﻝ , ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻋَﻠِﻢَ ﺑﺄﻧﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺮﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺗﺄﻣﻞ ﻋﻤﻴﻖ ﻭﺻﺒﺮ ﻃﻮﻳﻞ ﻟﻔﻚ ﺃﺣﺠﻴﺘﻬﺎ ﻭﺃﻟﻐﺎﺯﻫﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ , ﻭﻗﺪ ﺗﻴﻘﻦ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻵﺧﺮ ﺳﻄﻮﺭ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﻭﻗﺪ ﻛﺘﺒﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﺍﺳﻠﺔ ﻓﻴﻬﺎ :
- " ﻭﺳﺄﻇﻞ ﺃﺭﺳﻞ ﻟﻚ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺯﻳﺎﺭﺍﺗﻬﺎ ﻟﻲ ﻓﻰ ﺷﻘﺘﻲ ﺍﻟﻤﻬﺠﻮﺭﺓ , ﻭﻓﻰ ﻛﻞ ﻇﺮﻑ ﺳﺄﺭﺳﻠﻪ ﻟﻚ ﺳﺘﺠﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻨﻮﺍﻧًﺎ ﻳﺘﻮﺳﻄﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭﻫﻮ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﺬﻯ ﻛﺘﺒﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﺮﻑ ﺍﻟﺬﻯ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻚ ﺍﻵﻥ " ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ " .
ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﻣﻨﻚ ﺗﺼﺪﻳﻘﻲ , ﺃﺭﻳﺪ ﻓﻘﻂ ﺃﻥ ﺗﻨﺸﺮ ﺷﻜﻮﺍﻫﺎ , ﻟﻌﻞ ﺭﻭﺣﻬﺎ ﺗﻬﺪﺃ ﻗﻠﻴﻼً ﻭﻳﻨﻘﻄﻊ ﺷﺒﺤﻬﺎ ﻋﻦ ﺯﻳﺎﺭﺗﻲ .!
ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻳﻘﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻛﻬﺬﻩ , ﻟﻘﺪ ﺍﻋﺘﺎﺩ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﺳﺮﺍﺩﻳﺐ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﻈﻠﻤﺔ , ﺑﻜﻞ ﺯﻭﺍﻳﺎﻫﺎ ﺍﻟﻤﻬﺠﻮﺭﺓ , ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻤﻴﻌًﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺷﻜﺎﻳﺎ ﻭﺗﺠﺎﺭﺏ ﺃﺣﻴﺎﺀ ,! ﻟﻢ ﻳﺘﺨﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﻳﻮﻣًﺎ ﻳﻔﺮﺩ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻓﻰ ﺑﺎﺑﻪ , ﻟـﻤﻴﺘﺔ ,! ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺳﻴﺘﻬﻤﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺎﻟﺠﻨﻮﻥ , ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺑﺼﻨﺎﻋﺔ ﺿﺠﺔ ﺇﻋﻼﻣﻴﺔ ﻭﻫﻤﻴﺔ ﻟﺒﺎﺑﻪ ﺍﻷﺳﺒﻮﻋﻲ ﺗﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻳُﺸﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﻬﺮ ﺑﺎﺏ ﺑﻬﺎ " ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ " .!
ﺳﻘﻂ ﺍﻟﻈﺮﻑ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻓﻊ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﻘﻤﺤﻲ ﺍﻟﺒﺸﺮﺓ ﺑﺈﺟﻬﺎﺩ ﻣﺸﻮﺏ ﺑﺎﻟﺤﻴﺮﺓ ﻭﻳﺴﺘﻨﺪ ﺑﻈﻬﺮﻩ ﻟﻠﺨﻠﻒ ﻣُﻠﻘﻴًﺎ ﺑﺜﻘﻞ ﺟﺴﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪ ﺍﻟﻀﺨﻢ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﺨﺸﺒﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﻤُﻤﺘﻠﻰﺀ ﺳﻄﺤﻪ ﺑﺎﻷﻭﺭﺍﻕ ﻭﺍﻟﺨﻄﺎﺑﺎﺕ ﻋﻦ ﺁﺧﺮﻩ ﻭﺍﻟﻤُﺴﺘﺪﻳﺮ ﻧﺼﻒ ﺍﺳﺘﺪﺍﺭﺓ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ , ﻳﻮﺍﺟﻬﻪ ﻣﻘﻌﺪﺍﻥ ﻣُﺘﻘﺎﺑﻼﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻠﺪ ﺍﻟﺒُﻨﻲ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﻭﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﺯﺟﺎﺟﻴﺔ ﻣﺴﺘﺪﻳﺮﺓ ﺻﻐﻴﺮﺓ , ﺩﺍﺭ ﺑﺎﻟﻤﻘﻌﺪ ﺩﻭﺭﺓ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻤﺮﺕ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻄﻠﻴﺔ ﺑﺎﻷﺯﺭﻕ ﺍﻟﻤﺘﺪﺍﺧﻞ ﻣﻊ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺑﺎﻧﺴﺠﺎﻡ ﻳﺴﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ , ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﻣﺎ ﻳﺮﻓﺾ ﺗﻌﻠﻴﻖ ﺍﻟﻠﻮﺣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻮﺍﺋﻂ , ﻳُﻔﻀﻠﻬﺎ ﻫﻜﺬﺍ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺇﻃﺎﺭ ﺳﻮﻯ ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻣﺴﺘﻄﻴﻠﺔ ﻓﻰ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺿﻤﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﻔﻀﻞ ﻗﺮﺍﺀﺗﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺣﻴﻦ ﻭﺁﺧﺮ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻋﻤﻠﻪ , ﺧﻠﻒ ﻣﻘﻌﺪﻩ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﻣﻮﺻﻮﺩﺓ ﻓﻰ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ ﻣُﻄَﻌﻤﺔ ﺑﺰﺟﺎﺝ ﺳﻤﻴﻚ ﻳﻔﺼﻠﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ , ﻧﺼﻒ ﺩﻭﺭﺓ ﺇﺿﺎﻓﻴﺔ ﻟﺘُﻜﻤﻞ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺭﺣﻠﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﻓﺎﻧﻌﻜﺴﺖ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﺍﻟﻤﻠﺘﺼﻘﺔ ﺑﺎﻟﺠﺪﺍﺭ , ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻵﻥ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ , ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ , ﻟﻘﺪ ﻧﺎﻝ ﺍﻹﺟﻬﺎﺩ ﻣﻦ ﺭﻭﺣﻪ ﻗﺒﻞ ﺟﺴﺪﻩ ﻭﻋﻘﻠﻪ , ﺍﻧﺴﺤﺒﺖ ﻧﻈﺮﺍﺗﻪ ﻧﺤﻮ ﺧﺼﻼﺗﻪ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺒﻲ ﺭﺃﺳﻪ ﻓﻤﺮﺭ ﻛﻔﻴﻪ ﻓﻮﻗﻬﻤﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﺸﺮﺩ ﻛﻠﻴًﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺮﺃ ﻣﻨﺬ ﺩﻗﺎﺋﻖ , ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺳﺠﻨﺘﻪ ﺑﻴﻦ ﺳﻄﻮﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﻭﺧﻤﺴﻴﻦ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺃﺧﺮﻯ ,! ﻭﺃﺑﺖ ﺃﻥ ﺗﺤﺮﺭﻩ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ , ﺛﻘﺎﻓﺘﻪ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻔﻜﻴﺮﻩ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﻳﺮﻓﻀﺎﻥ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ , ﻭﻟﻜﻦ ﺣﺴﻪ ﺍﻷﺩﺑﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ﻭﻗﺒﻠﻬﻤﺎ ﺣﺎﺳَّﺘﻪ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﻳﺪﻓﻌﻮﻧﻪ ﺑﺸﺪﺓ ﻟﻨﺸﺮ ﺷﻜﻮﺍﻫﺎ , ﺣﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﻧﻮﻩ ﻓﻰ ﺑﺪﺍﻳﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﺭﻓﺾ ﻋﻘﻠﻪ ﻟﻬﺎ , ﻳﺮﻯ ﺑﻬﺎ ﺩﺭﻭﺳًﺎ ﻭﻋﺒﺮًﺍ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺠﺮﺩ ﻣﺴﺄﻟﺔ , ﻓﻠﺮﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺳﺒﺒًﺎ ﻓﻰ ﺍﻧﻘﺸﺎﻉ ﺍﻟﻀﺒﺎﺏ ﻋﻦ ﻋﻴﻨﻲ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻗﺒﻞ ﻓﻮﺍﺕ ﺍﻷﻭﺍﻥ , ﻓﻔﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻫﻲ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺑﺸﺮﻳﺔ , ﻭﺃﺧﻴﺮًﺍ ﻭﺑﻌﺪ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﻃﺎﺣﻨﺔ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﻣﺴﻚ ﺑﺎﻟﻘﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺣﺴﻢ ﻗﺮﺍﺭﻩ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﻜﺘﺐ ﺑﺘﻤﻬﻞ :
- ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻫﻮ ﺃﺷﺪ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻝ , ﻭﺃﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﻻﻧﺠﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻧﻘﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻫﻰ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﺼﻞ ﺍﻧﻔﻌﺎﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺬُﺭْﻭَﺓ ﻓﻨﺼﻤﺖ ,! ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻟﻲ ﺃﻋﺰﺍﺋﻲ ﺍﻟﻘُﺮﺍﺀ ﻭﺃﻧﺎ ﺃُﺑﺤﺮ ﺑﻴﻦ ﺳﻄﻮﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺣﺴﺐ ﺣﺪﻳﺚ ﻛﺎﺗﺒﺘﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ , ﻟﻦ ﺃُﻃﻴﻞ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻓﺄﻧﺎ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﻣﻦ ﻓﻀﻮﻟﻜﻢ ﺍﻟﻤﻨﺘﻬﻰ . ﺳﺄﺿﻊ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ , ﻛﻤﺎ ﻛُﺘﺒﺘﻮﻟﻜﻦ , ﻓﻘﻂ ﺳﺄﺣﺬﻑ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻤﺲ ﺃﺧﻼﻗﻴﺎﺗﻨﺎ ﻭﺩﻳﻨﻨﺎ ﺍﻟﺤﻨﻴﻒ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻱ ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻦ ﺃﻣﺤﻮ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻊ ﻋﻘﻠﻲ ﻭﺛﻘﺎﻓﺘﻲ , ﻭﺳﺄﺗﺮﻙ ﻟﻜﻢ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻣﻨﺘﻈﺮًﺍ ﺗﻔﺎﻋﻠﻜﻢ ﻣﻌﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺍﻋﺘﺪﺕ ﻣﻨﻜﻢ , ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻤﻴﺰﺓ ﻟﺼﻔﺤﺘﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺑﺮﻳﺪ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ .
ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻦ ﺃُﻋﻨﻮﻥ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻬﺎ ﻓﻠﻘﺪ ﺃﺻﺮﺕ ﺻﺎﺣﺒﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻨﻮﺍﻧﻬﺎ " ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ ," ﻭﺍﻵﻥ ﺳﺄﺗﺮﻙ ﻟﻜﻢ ﺍﻹﺑﺤﺎﺭ ﻓﻰ ﻟُﺠﺎﺟﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻟﻲ ﻗﺒﻠﻜﻢ .
ﻭﻗـﺎﻟﺖ ﻟـﻲ ,! ﻣﻦ ﺑﺮﻳﺪ " ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ "
ﺃﻗﺮﺃ ﺑﺎﺑﻚ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﻭﺃﺭﺍﺳﻠﻚ ﻭﺃﻋﻠﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﺬﻛﺮ ﻣﻜﺎﻥ ﺗﻮﺍﺟﺪﻱ ﺍﻵﻥ , ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺍﺧﺘﻼﻓﻬﺎ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﺃﺑﻄﺎﻟﻬﺎ ﻭﻣﻜﺎﻥ ﻛﺘﺎﺑﺘﻬﺎ , ﺃﻣﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﺄﻧﺎ ﺑﻴﻦ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﻏﺮﻓﺔ ﻣﻮﺻﻮﺩﺓ ﻓﻰ ﺷﻘﺔ ﻣﻬﺠﻮﺭﺓ , ﻳﻨﺘﻈﺮﻧﻲ ﺧﺎﺭﺟﻬﺎ ﻛﺎﺑﻮﺱ ﺃﺳﻮﺩ ﻟﻴﻨﺘﻘﻢ ﻣﻨﻲ ﺷﺮ ﺍﻧﺘﻘﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻣﻨﺤﺘﻬﺎ ﻟﻪ , ﻭﺃﻣﺎ ﻋﻦ ﺃﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻓﺘﺠﻠﺲ ﺃﻣﺎﻣﻰ ﺍﻵﻥ ﺑﻄﻠﺘﻬﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻰ ﺗﻮﻓﺎﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﺬ ﺷﻬﻮﺭ .!
ﻣﺰﻕ ﺍﻵﻥ ﺧﻄﺎﺑﻲ ﺃﻭ ﺍﺣﺮﻗﻪ , ﺍﻟﻌﻨْﻲ ﻛﻤﺎ ﺗﺸﺎﺀ , ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺗُﻜﺬِّﺑَﻨﻲ , ﻫﻰ ﺍﻵﻥ ﻣﻌﻲ ﻭﺟﻬًﺎ ﻟﻮﺟﻪ ﻭﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﻛﻴﻒ , ﺗﻌﺠﺐ ﻭﺍﻧﺪﻫﺶ ﻛﻤﺎ ﺗﺸﺎﺀ , ﻭﻟﻜﻦ ﺻﺪﻗﻨﻲ , ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﺩﻭﻣًﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﻛﺬﺑﺘﻪ , ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﻼ ﺃﺭﻳﺪ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﻘﻂ ,! ﻓﻬﻰ ﻭﺑﺮﻏﻢ ﻃﻴﺒﺘﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﺣﻴﻦ ﺗﻐﻀﺐ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ , ﻫﺪﺩﺗﻨﻲ ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﺼﻞ ﻗﺼﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺴﺘﺴﺘﺤﻴﻞ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺇﻟﻰ ﺟﺤﻴﻢ ﺩُﻧﻴﻮﻱ , ﻭﻛﻞ ﺫﻧﺒﻲ ﺃﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺻﺪﻳﻘﺔ ﻋﺎﺑﺮﺓ ﻓﻰ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ .
ﻭﻟﺴﺒﺐ ﺁﺧﺮ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺑﺄﻧﻪ ﻭﺟﻴﻪ ﺟﺪًﺍ , ﺇﻧﻬﺎ ﺗُﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗُﻤﻠﻲ ﻋﻠﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻰ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﺷﻯﻴﺌًﺎ ﺳﻮﺍﻫﺎ ﻫﻰ ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻓﻘﻂ , ﻟﺬﺍ ﻓﺄﻧﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﻰ ﺣﻀﺮﺗﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻭﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤُﺒﺘﺴﻤﺔ ﺑﺎﻧﺘﺸﺎﺀ ﻭﺍﻧﺘﺼﺎﺭ ﻟﻢ ﺃﺭَ ﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ , ﺳﺄﺭﻣﺰ ﻷﺳﻤﻬﺎ ﺑﺤﺮﻑ " ﻫﺎﺀ ," ﻟﻦ ﺃﺑﺬﻝ ﺟﻬﺪًﺍ ﺃﻛﺒﺮ ﻓﻰ ﺗﺮﻣﻴﺰ ﺍﺳﻢ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻷﻧﻪ ﻫﻮ ﺃﻳﻀًﺎ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﺤﺮﻑ ﻟﺬﻟﻚ ﺳﺄﺳﺘﻌﻤﻞ ﺁﺧﺮ ﺣﺮﻭﻓﻪ ﻭﻫﻰ " ﻣﻴﻢ ," ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻴﺴﺮ ﻟﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻛﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩﺕ , ﺃﻣﺎ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺰﻭﺟﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ " ﻫﺎﺀ " ﻓﺴﺄﺭﻣﺰ ﻟﻬﺎ ﺑﺤﺮﻑ " ﺟﻴﻢ ," ﻭﺍﻵﻥ ﺇﻟﻴﻚ ﻗﺼﺘﻬﺎ .

أنت تقرأ
"وقالت لي"
Mystère / Thrillerتفحص الكاتب الصحفي عبدالخالق مروان المظروف بين يديه مندهشا، ثم بدأفي فتحه وفض الأوراق منه وقراءة مابين سطورها بفضول، حينها علم بأنه أمام حاله فريده من نوعها تحتاج الا تأمل عميق وصبر طويل لفك احجيتها والغازها قبل الحكم عليها، وقد تيقن من ذلك عندما وص...