ﺟﻠﺲ ﻋﻤﻬا ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻤُﻌﺎﻟﺞ , ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻬﺎ , ﻫﻮ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﻏﻴﺮﻩ , ﺣﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﻪ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻌﺪ ﻓﻰ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﺘﻮﺟﻬﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻓﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻰ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻟﻤﺔ ﻫﺸﺎﻡ ﻟﻪ , ﻭﻫﺎﻫﻮ ﺍﻵﻥ ﻳﺠﻠﺲ ﺑﺮﺯﺍﻧﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﻃﺒﻴﺒﻬﺎ ﻭﺳﺎﻋﺪﻩ ﻳﺮﻗﺪ ﺑﺄﺭﻳﺤﻴﺔ ﻓﻮﻕ ﺣﺎﻓﺔ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺠﻴﺐ ﻋﻦ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺑﺼﺪﻕ :
- ﻧﻌﻢ , ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﻮﺍﺟﺪﻯ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺑﺼﻔﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﻧﻈﺮًﺍ ﻟﻈﺮﻭﻑ ﻋﻤﻠﻰ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺃﻭﻻﺩﻯ ﻓﻰ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﻢ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﻻ ﺃﻧﻨﻰ ﻛﻨﺖ ﺃﺗﻮﺍﺻﻞ ﻫﺎﺗﻔﻴًﺎ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻣﻊ ﺃﺧﻰ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻋﻠﻢ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻋﻨﻬﻢ , ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﺭﺣﻤﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺗﺰﻭﺟﻬﺎ ﺃﺧﻰ ﻭﻫﻰ ﺗﻌﺎﻧﻰ ﻣﻦ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﻮﺳﻮﺍﺱ ﺍﻟﻘﻬﺮﻯ , ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﺎﻭﻝ ﺃﺧﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻴﺐ ﺭﻓﻀﺖ ﺑﺸﺪﺓ ﻭﺍﺗﻬﻤﺘﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﺑﻤﺸﻔًﻰ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ , ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻳُﺤﺒﻬﺎ ﺑﺸﺪﺓ ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺮﺭ ﺃﻥ ﻳُﻌﺎﻟﺠﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ .
ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺃﻛﺒﺮ ﺧﻄﺄ ﺍﺭﺗﻜﺒﻪ ﻓﻰ ﺣﻘﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﻗﺼﺪ , ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﺑﻠﻐﺖ ﺟﺪﺍﻳﻞ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﺯﺍﺩﺕ ﺍﻟﻮﺳﺎﻭﺱ ﻟﺪﻯ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ , ﺑﺪﺃﺕ ﺗﻜﺮﻩ ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ ﻭﺗﻘﻮﻝ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﻗﺘﻠﻬﺎ ﻭﻫﻰ ﻧﺎﺋﻤﺔ , ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻜﺮﻩ ﺍﺳﻢ ﺟﺪﺍﻳﻞ ﺑﺸﺪﺓ ﻟﻴﺲ ﻷﻧﻪ ﺍﺳﻢ ﺣﻤﺎﺗﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺘﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﺬﻯ ﺃﺻﺒﺢ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻟﺮﺳﻤﻰ ﻟـﺮﺅﻯ , ﺍﻻﺳﻢ ﻭﺣﺪﻩ ﻛﺎﻑٍ ﻟﻴﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﻨﺰﻋﺞ ﺣﺘﻰ ﺑﺪﺃﺕ ﺗُﻔﺼﺢ ﻋﻦ ﻭﺳﺎﻭﺳﻬﺎ ﺑﻮﺟﻪ ﺭﺅﻯ ﻭﺗﻘﻮﻝ ﻟﻬﺎ ﺩﻭﻣًﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺳﺘﻘﺘﻠﻬﺎ ﻭﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻜﺮﻫﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﺩﻣﻴﻤﺔ ﻭﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺭﻣﺎﺩﻳﺔ ﺗُﺸﺒﻪ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ , ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺭﺅﻯ ﻟﻴﺴﺖ ﺩﻣﻴﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻬﺎ ﻛﺪﻣﻴﻤﺔ ﺟﻌﻠﺘﻬﺎ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﻞ ﻭﺗﺨﺎﻑ ﻣﻦ ﻟﻮﻥ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤُﻤﻴﺰ ﺃﻳﻀًﺎ .
ﻛﺎﻥ ﺧﻄﺌﻲ ﺃﻧﺎ , ﻓﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﺣﺎﻟﺘﻬﺎ ﺗﺴﻮﺀ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺕ ﺃﺧﻰ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﻢ ﺃﻓﻌﻞ ﺷﻴﺌًﺎ ﻟﻬﺎ ﺃﻭ ﻟﻠﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ , ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﻌﺰﺍﺀ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ ﻷﻭﺩﻋﻬﻤﺎ ﻗﺒﻞ ﺳﻔﺮﻯ ﻭﺳﻤﻌﺘﻬﺎ ﺗﺸﺘﻤﻬﺎ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﺑﺬﻳﺌﺔ ﻭﺗﺘﻬﻤﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻗﺎﺗﻠﺔ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ , ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺳﺎﻓﺮﺕ ﻭﺗﺮﻛﺘﻬﻤﺎ ﻭﺗﺨﻠﻴﺖ ﻋﻦ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻬﻤﺎ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺃﻥ ﻫﺎﺗﻔﻰ ﻣﻌﻬﻤﺎ ﻟﻮ ﺍﺣﺘﺎﺟﺎﻧﻰ ﺑﺸﻰﺀ ﺿﺮﻭﺭﻯ ﺳﺄﻛﻮﻥ ﻋﻨﺪﻫﻤﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻰ , ﺑﻌﺪ ﺃﺷﻬﺮ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻫﺎﺗﻔﺘﻨﻰ ﺟﺪﺍﻳﻞ ﻭ ..
ﻗﺎﻃﻌﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﺬﻯ ﻛﺎﻥ ﻳُﺪﻭﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻠﺤﻮﻇﺎﺕ ﻓﻰ ﺩﻓﺘﺮٍ ﺧﺎﺹ ﻗﺎﺋﻼً ﺑﺘﻨﺒﻴﻪ :
- ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ , ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳُﻨﺎﺩﻳﻬﺎ ﺑـ ﺟﺪﺍﻳﻞ ﺑﻌﺪ ﺍﻵﻥ , ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺃﻥ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺇﺷﻜﺎﻝ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ
ﺃﻭﻣﺄ ﻟﻪ ﻋﻤﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳُﻌﻠﻖ ﻓﺄﺷﺎﺭ ﻟﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺑﺄﻥ ﻳﺴﺘﻜﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﻣُﺮﺩﻓًﺎ :
- ﺑﻌﺪ ﺃﺷﻬﺮٍ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻫﺎﺗﻔﺘﻨﻰ ﺭﺅﻯ ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻲ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺑﺸﻜﻞ ﺿﺮﻭﺭﻯ ﻷﻥ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﺣﺎﻟﻬﺎ ﺗﺒﺪﻝ ﻣﻦ ﺳﻲﺀ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻮﺃ ﻭﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﻳُﺮﻳﺪﻭﻥ ﻃﺮﺩﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﻷﻥ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺼﺮﺥ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗُﻔﺰﻉ ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﻢ , ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﺟﺎﺭﺓ ﻟﻬﺎ ﻻ ﺃﺫﻛﺮ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﻣﻨﺤﺘﻬﺎ ﺷﻘﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﺎﻹﻳﺠﺎﺭ ﻓﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺷﻘﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﺗﺮﻓﺾ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﺸﻘﺔ , ﺗﺄﺧﺮﺕ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺃﺳﺒﻮﻋًﺎ ﻛﺎﻣًﻼ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺗﺤﺮﻕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﺭﺅﻯ ﻣﻨﻌﺘﻬﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻭﺳﻤﻌﺘﻬﺎ ﺗﺸﺘﻤﻬﺎ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻛﺎﻥ ﺳﺒًﺎ ﻣﺆﺫﻳًﺎ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﺭﺅﻯ ﺍﻧﻬﺎﺭﺕ ﻓﻰ ﺑﻜﺎﺀٍ ﺷﺪﻳﺪ ﻭﻫﻰ ﺗﻘﻮﻝ " ﻟﻴﺘﻨﻲ ﺗﺮﻛﺘﻚ ﻟﻠﻤﻮﺕ " .
ﻓﻰ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻗﺘﺮﺣﺖ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻯ ﺃﻧﻨﺎ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﺸﻔﻰ ﺃﻭ ﻣﺼﺤﺔ ﻟﻠﻌﻼﺝ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻭﺭﺅﻯ ﻭﺍﻓﻘﺘﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻗﺘﺮﺍﺣﻰ , ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺃﺟﺒﺮﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﻭﺫﻫﺒﺖ ﺑﻬﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ , ﻓﻰ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﻓﺰﻋًﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺕ ﺍﻧﻐﻼﻕ ﻗﻮﻯ ﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺸﻘﺔ , ﺑﺤﺜﺖ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻓﻠﻢ ﺃﺟﺪﻫﻤﺎ , ﻓﺘﻮﻗﻌﺖ ﺃﻥ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﻫﺮﺑﺖ ﻭﻫﻰ ﻟﺤﻘﺖ ﺑﻬﺎ , ﺫﻫﺒﺖ ﻓﻰ ﺇﺛﺮﻫﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻓﻮﺟﺪﺕ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﻦ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﻨﺎﻳﺔ ﻭﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻳﺤﺎﻭﻟﻮﻥ ﻛﺴﺮ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺪﺧﺎﻥ ﻳﻨﺴﻞ ﻣﻦ ﺃﺳﻔﻠﻪ ﺑﻜﺜﺮﺓ , ﻭﺑﻌﺪ ﻛﺴﺮﻩ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﻣُﺘﻔﺤﻤﺔ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻓﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﻭ ﺭﺅﻯ ﺗﻘﻒ ﻓﻰ ﺍﻟﺮﺩﻫﺔ ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺻﺪﻣﺔ ﻭﺍﻧﻬﻴﺎﺭ , ﻭﺳﻘﻄﺖ ﺑﻴﻦ ﺫﺭﺍﻋﻲ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺃﻥ ﻟﻤﺴﺖ ﻛﺘﻔﻬﺎ .
ﺃﻧﻬﻰ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﺮﻙ ﺭﺃﺳﻪ ﺑﺪﻫﺸﺔ ﻣُﻌﻠﻘًﺎ :
- ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻢ ﻳﺎ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﺃﻥ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﺑﻬﺎ ﻣﻔﺘﻮﺣًﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮﺍﻋﻴﻪ ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﺨﺒﻂ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﻫﻰ ﺗﺤﺘﺮﻕ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻨﻪ
ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻗﻠﻤﻪ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺪﻓﺘﺮ ﻭﻫﻮ ﻳﺴﺄﻝ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻡ :
- ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﻘﻮﻝ ﺭﺅﻯ ﺇﻧﻬﺎ ﻗﺘﻠﺖ ﺃﻣﻬﺎ , ﻫﻞ ﻭﺟﻬﺖ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺃﻱ ﺍﺗﻬﺎﻡ ﺃﻭ ﻣﺎ ﺷﺎﺑﻪ؟
ﺣﺮﻙ ﻋﻤﻬﺎ ﺭﺃﺳﻪ ﻧﻔﻴًﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﻤﻴﻞ ﻟﻸﻣﺎﻡ ﻗﻠﻴﻼً ﻭﻳﺠﻴﺐ ﻗﺎﺋﻼً :
- ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺭﺃﻭﺍ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﻣﻦ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺼﻞ ﺭﺅﻯ ﺑﺪﻗﺎﺋﻖ
ﺃﻏﻠﻖ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺩﻓﺘﺮﻩ ﻭﻫﻮ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻰ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺑﻤﺮﻓﻘﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺠﺪﻳﺔ :
- ﺳﻨﺤﺘﺎﺟﻚ ﻫﻨﺎ ﻣﻌﻨﺎ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﻇﻬﺮ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﺭﺗﻴﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﺗﺘﺨﺒﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻭﻋﻤﻠﻪ ﻭﺃﺳﺮﺗﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ , ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ , ﻳﻮﻣﺎﻥ ﺁﺧﺮﺍﻥ ﻭﺳﻴﻀﻄﺮ ﻟﻠﻌﻮﺩﺓ , ﻗﻄﻊ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﻃﺮﻗﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻳﻌﻘﺒﻬﺎ ﺩﺧﻮﻝ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻤﻼﻣﺢ ﻟﻬﻔﺔ ﻣُﺘﻮﻗﺔً ﺇﻟﻰ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺟﻴﺪﺓ , ﺣﻴﺎﻩ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻭﻫﻮ ﻳﻔﺘﺢ ﺩﻓﺘﺮﻩ ﻗﺎﺋﻼً :
- ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻨﻰ ﺳﺄﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﺣﺪﻙ ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻫﺸﺎﻡ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺃﻥ ﻋﻤﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﺛﻼﺙ ﻧﻈﺮﺍﺕ ﺗﻘﺎﺭﻋﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺃﻋﻴﻨﻬﻢ ﺑﻴﻦ ﺛﻼﺛﺘﻬﻢ ﻓﻘﻂ ..
ﻧﻈﺮﺓ ﻟﻠﺨﺬﻻﻥ ﻭﻧﻈﺮﺓ ﻟﻸﻣﻞ ﻭﻧﻈﺮﺓ ﻟﻠﻤﺠﻬﻮﻝ !
ﺧﻼﻝ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺗﻐﻴﺐ ﻋﺎﺩﻝ ﻟﻴﻮﻡٍ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻘﻂ , ﺃﻧﻬﻰ ﻓﻴﻪ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﺟﺪﺓ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺘﻮﻳﻪ ﺑﺨﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﺮ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺘﻪ ﺇﻻ ﻭﻫﻮ ﻛﺎﺭﻩ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﻭﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﺧﺎﺻﺔ , ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻟﻴﺘﻮﻟﻰ ﺃﻣﺮ ﻏﻴﺎﺏ ﻫﺸﺎﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻧﺸﻐﺎﻟﻪ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻟﻠﻤﺼﺤﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻌﻤﻠﻪ ﺑﺪﻻً ﻋﻨﻪ , ﻭﻗﺪ ﻗﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺎﺩﻝ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﺘﻪ ﻟﻪ ﺭﺅﻯ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ , ﻭﺑﺄﻧﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻋﺘﺮﺍﻓﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﻟﻴﺔ ﺑﺄﻥ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﻫﺸﺎﻡ ﻋﻠﻤﺖ ﺑﺎﻟﺨﻠﻂ ﺍﻟﺬﻯ ﺣﺪﺙ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﺍﺧﺒﺮﺕ ﺑﻪ ﺟﺪﺍﻳﻞ , ﻭﺗﻜﺘﻢ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺩﻭﻥ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﺸﺤﻮﺏ ﻭﺍﻹﺭﺗﺒﺎﻙ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺫﻫﺐ ﻫﺸﺎﻡ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻋﺎﺩﻝ ﻓﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻭﺗﻘﺎﺑﻠﺖ ﺟﺪﺍﻳﻞ ﻣﻊ ﺭﺅﻯ ﺯﻭﺟﺔ ﻋﺎﺩﻝ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻨﺬ ﺯﻭﺍﺟﻬﻢ , ﻭﻛﺎﻥ ﺗﺼﺮﻓًﺎ ﺍﺭﺗﺠﺎﻟﻴًﺎ ﻣﻦ ﻛﻠﺘﻴﻬﻤﺎ ﺃﻥ ﻳﻈﻬﺮﺍ ﻭﻛﺄﻧﻬﻤﺎ ﺗﺘﻌﺎﺭﻓﺎﻥ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ , ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺧﺘﻠﺘﺎ ﺑﺒﻌﻀﻬﻤﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺣﺪﺙ ﺃﻭﻝ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻻ ﺗﺨﺒﺮ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻭﻟﻴﺒﻖ ﺍﻟﺴﺮ ﺳﺮًﺍ ﻟﻸﺑﺪ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺇﻓﺸﺎﺅﻩ ﺳﻴُﺴﺒﺐ ﺿﺮﺭًﺍ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ .
أنت تقرأ
"وقالت لي"
Mystery / Thrillerتفحص الكاتب الصحفي عبدالخالق مروان المظروف بين يديه مندهشا، ثم بدأفي فتحه وفض الأوراق منه وقراءة مابين سطورها بفضول، حينها علم بأنه أمام حاله فريده من نوعها تحتاج الا تأمل عميق وصبر طويل لفك احجيتها والغازها قبل الحكم عليها، وقد تيقن من ذلك عندما وص...