الأسبوع الماضي كنت متحيرة بين أن أشاهد ديربي إيطاليا أو لا أشاهده وقررت أن متابعته لا قيمة لها في ظل هذه الظروف وتجاهلت المباراة، ليصبح إجمالي الأيام التي لم أشاهد بها الإنتر حتى اللحظة 20 يوماً، ومن المؤكد أنها ستزيد عن ذلك في الأسابيع القادمة.
ولغاية الأسبوع الماضي لُعبت جل مباريات الجولة 26 من الكالتشيو الإيطالي بصورة طبيعية وكأن شيئاً لم يكن، عقب ذلك أنفجر الوضع بصورة لم تكن في الحسبان، إصابة بالكورونا لمدافع يوفينتوس روغاني، 7 إصابات بالفايروس في صفوف نادي سامبدوريا، و 3 في فيورنتينا والعدد في تزايد، خرج الموضوع عن السيطرة ولا أحد يعلم إلى أين تتجه الأمور، كان الاستخفاف بالإجراءات والتهاون بخطورة الأمر هو العنوان الأبرز في شتى الأنشطة والفعاليات بإيطاليا سواء الرياضية منها أو الثقافية أو غير ذلك، حتى باتت إيطاليا بؤرة تفشي الفايروس في أوروبا والعالم بعد الصين بتسجيل ما يزيد عن 17000 إصابة وحوالي 1266 حالة وفاة حتى الآن، والوضع العام حتى اللحظة غير مطمئن على الإطلاق.
وبالعودة للكالتشيو فإن التفكير لدى مسيري اللعبة في الأسابيع القليلة الماضية كان محصور حول من سيحقق اللقب ومن سيهبط؟ هل ستلعب المباريات بجمهور أو بدونه؟ ما مصير عائدات الأندية من بيع التذاكر؟..إلى غير ذلك من القشور التي لا قيمة لها، حتى دقت إصابة روغاني بالفايروس ناقوس الخطر، وأعادت جميع مسيري الأندية إلى أرض الواقع عقب أن كانوا في فقاعتهم الهشة، ولأنه كما نعلم كرة القدم أكثر من مجرد جلد مدور يركض خلفه 22 لاعباً في مستطيل أخضر، فإن الكل كان يفكر بشكل مادي بحت، لا أحد يريد أن تحل به خسارة مادية من أي مستوى، لذلك الكل كان يسعى لاستمرارية لعب المباريات دون توقف، وكأن اللاعبون في معزل عن الفايروس، هذه الأوقات العصبية أظهرت جشع مسيري اللعبة إذ لم يكن في تعاملهم أي حكمة أو ذرة إنسانية، وكل ما كان يهمهم هو أن تظل مصالحهم المادية مستمرة دون تعطل.
لازالت الأزمة مستمرة ولا نعلم متى نصحوا من هذا الكابوس، حالياً فُرض الحجر الصحي بشكل رسمي على كل من الإنتر ويوفنتوس عقب مباراتهم الأخيرة وبعد ثبوت إصابة مدافع اليوفي، والشائعات باتت تدور حول إيقاف الدوري نهائياً لهذا الموسم دون تسجيل أي فائز باللقب، وهذا حل منطقي جداً في ظل هذه الظروف الصعبة.
وبالنسبة لي فإن موسم كرة القدم لهذا العام قد انتهى، ولا رغبة لي في متابعة أي شيء، سأترقب الإنتر بحول الله في العام القادم، وكلي تفاؤل وأمل بتحقيقه لقب الكالتشيو ولما لا الشامبينزليغ.
على كلٍ أنا على يقين بأن هذه الجائحة التي حلت بالعالم ستنقشع مثل سحابة صيف بإذن الله، وسيخلد التاريخ الأرقام التي خلفتها بين إصابات ووفيات والهلع الذي أحدثته، والجشع الذي كشفته، وأساليب تعامل الحكومات معها وما نفذته، وحتى يأذن الله لهذا الوباء لينجلي علينا أن نتحلى بالتفاؤل ونتمسك بالأمل.
” قال: الليالي جرعتني علقما
قلت: ابتسم و لئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن رآك مرنّما
طرح الكآبة جانبًا و ترنما
أتُراك تغنم بالتبرم درهما
أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما ؟“* إيليا أبو ماضي
أنت تقرأ
CE' SOLO L'INTER PER ME
Não Ficçãoهنا الهذيان باللونين الأزرق والأسود ⚫🔵 في مساءات الآحاد.. سهرات الخميس.. أيام الثلاثاء والأربعاء أحياناً.. هنا الكثير من العاطفة.. الحب.. والغضب.. هنا الكثير من جنون الإنتر.. Forza Inter 🖤💙