(4) : فلنترك الماضي بعيدا

140 15 4
                                    

أثناء العودة الى المكان الرئيسي قررا المرور عبر الغابة و التي كانت كثيفة الأشجار.
على إثرها بدأت كارولين بالجري ادركها ليو فبدأ باللحاق بها
"-انتظري سألحق بك و لن اتركك
-لااا لن تستطيع ايها البطيء!!"
امتلأ المكان بأصوات ضحكهما و قهقهاتهما ..
بقي الاثنان على تلك الحال هي كانت خطواتها خفيفة و بريئة الذي تلتفت له وراءها و تضحك بين الفينة و الاخرى حينها كان يحس و كأن الدنيا كلها تبستم له بإشراق الى ان ادركها فارتمى عليها و وقعا على العشب يضحكان و صوتهما يملأ المكان.
نهضا و توجه هو الى شجرة ضخمة بقيت تنظر باستغراب.. وجد احد الاعواد الملقاة بجانب الجذع فتناوله و بدأ بالكتابة. كتب اسمه و من ثم بدأ في اسمها لكن العود لم يصل لكتابة كامل اسمها بل و بمحض الصدفة انكسر حينما كتب Caro.
ضحكت قليلا اما هو فقد بقي يفكر ثم اردف "بما انك تريدين تعلم الايطالية فهذا الدرس الأول : caro بهذه اللغة تعني عزيزي، يا عزيزي. من اليوم سيكون هذا اسمك الذي اناديك به" ابستم عندها و احتضنها و قد كانت اسعد مما كانت تتخيله..
"-اتدرين لم اخترت هذه الشجرة من دون الاشجار الاخرى ؟
- هااا و لم !
-انظري الى كبرها، و اتساع جذعها.. بالطبع سأختارها كبيرة ..
-(مقاطعة اياه) فطبعا لكم الحب الهائل الذي تكنه لي اليس كذلك ؟!"
بقي ينظر لها بمشاعر ممتزجة لقد بدأت تسيطر على احاسيسه و تحتل مكانة اكبر من السابق. اراد لو يقول لها انه يحبها بكل لغات العالم لكن كلماتها لا تظاهي شيئا امام عينيها لتتلاشى المفردات و تبقى الاعين تتحدث فيما بينها.
ارتمت على صدرة و غرست رأسها فيه و بادلها الاحضان حتى ارتفعت ساقيها عن الارض و بدأت تضحك بجنون و سعادة الى ان انزلها.
كانت تمرر يديها على وجهه و قالت له
"-سأكون معك حتى اخر يوم لي و هذا وعد مهما اصروا و مهما فعلوا فأنا لن اذهب مع احد غيرك
-لا يوجد اخر يوم لكِي بل يوجد شيء مخالف.. (صمت قليلا )
- و ما هو !!
-تريدين معرفته ؟"
أومأت برأسها بمعنى أنها موافقة. اقترب منها الى ان اصبح لا يرى الا عينيها و الامر ذاته بالنسبة لها.
كانت تنظر له تنتظره ان يقول شيئا ما لكنه كان يكتفي بالتأمل الطويل لعينيها العسليتين كأنهما مجرة واسعة و هو الرائد الذي يضيع وسطها. لم تدري كم بقى على تلك الحال الا انها رأت جفونه تنغلق ليزداد قربه منها فبدأت دقات قلبها تتسارع شيئا فشيئا. جعلها قريبة منه و قد انغرس رأسها في صدره

بقيت تستوعب ذلك للحظات الى ان بادلته الامر دون تفكير يدها اليمنى تداعب شعره اما يدها اليسرى كانت منغسمة في ظهره اما هو فقد كان عقله سيجن من عطرها الذي ينتشر وسط جسمه و يسيطر على رائحة ثيابه، كوباء فتّاك انتشر في كل خلية من خلاياه لا يتمنى خلاصا منه. مرت ثوانٍ و هما على تلك الحال تشهد الاشجار الطويلة على المشهد. الا ان انفاسها انقطعت فاتبعد كل منهما على الاخر وجد وجهها محمرا للغاية خصوصا جراء خجلها. غاب شفق الشمس الاحمر و بدأ الليل ببسط اجنحته "يبدو اننا تأخرنا " فحركت رأسها بمعنى نعم.
امسك بيدها و شبكها مع يده و اكملا الطريق الى ان وصلا الى المخيم حيث كان الاخرون قلقين عليهما. اقترب توم من ليو و قال له مشيرا ليده الممسكة بيد كارولين :
"-قلقنا عليكما و ظننا أن أحد الوحوش افترسكما أو أنكما ضعتما. لكن على ما يبدو اننا أخطأنا الظن
-نحن بخير لا تأبه للأمر"

المَكْسـُــــورْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن