(1): كيف بدأ كل شيء ؟

962 38 8
                                    

توضيح: هذا الفصل هو تبويب للقصة، بمعنى أن المغزى منه التأطير، أحداث القصة بداية من الفصل القادم ليست لها علاقة وطيدة بالآتي.
مرحبا بكَ/بكِ في قصتي،
أتمنى لكم قراءة ممتعة ♡

كان جالسا على مكتبه. يراقب المدينة حوله و هو مبهم شارد الذهن، من اعلى طابق للمؤسسة التي أنشأها معها، و التي كانت علامة على مدى قوة الرابط الذي جمعهما ..

الأوراق على المكتب، مبعثرة هنا و هناك. أحس و كأنه سجين جسمه. عليه أن يتخلص من كومة المشاكل التي لا تنتهي أو أنه لن يجد ملاذا سوى قتل نفسه.

أتت واحدة من الموظفين، و معها كوب من القهوة له، دخلت الي المكتب دون طرق الباب حتى و اقتربت منه ..
- قهوتك قد جهزت سيدي
- ......
-(مقتربة منه أكثر) : تفضل
استدار لها و قام بالإشارة لها لتخرج
و لم يكن لها خيار سوى أن تعود أدراجها ..
بقي يتأمل المباني، الطرقات، كل شيء يرسم ذلك المنظر أمامه، لتبدأ كل تلك الأشياء في التلاشي شيئا فشيئا إلى أن تراوده تلك المشاهد مجددا..

بدأ يصرخ كعادته و وصل صوته ارجاء المؤسسة و كل الموظفين سمعوه غير انه امر اصبح عاديا فهو منذ تلقيه لتلك الصدمة التي  انتشرت بسرعة و عرف بخصوصها الجميع لم يعد في كامل وعيه كالسابق.

نهض و اغلق الباب بقوة كبيرة بعد أن نسيت  تلك الموظفة غلقه، ثم سمعت له أصوات التحطيم و الكسر و صراخ هستيري، صراخ فيه نوع من الشدة و القوة الممتزجة بالألم.

كل الوثائق منتشرة، مبعثرة على الأرض. كسر كل الزجاج في مكتبه، بدأت يداه تذرف الدماء نثر الاوراق كل ما في مكتبه محطم .. أمسك الأشلاء البلورية بين يديه .. ضغط عليها و باشر بضرب واجهة المكتب التي تطل على باقي المدينة .. بلغ منه الإعياء حده الأقصى
ارتمى على ظهره فوق الزجاج المكسور أرضا.. كان يحس بحدة الأشلاء الملقاة تحته تخترق ظهره و تلون بذلته العليا فتتغير من بيضاء الى حمراء.
لم يعد يشعر بجسمه. أين قوتك Leo ؟
مرر يديه ذات العروق البارزة على شعره الاسود الطويل، زاد ضغطه على الزجاج ليزيد من عذابه -يريد الإنتقام من روحه ، روحه التي سببت له المعاناة-، ثم استسلم لذكراه بعد أن فُتِحَ الجرح من جديد...

Flash back :

عينيها تذرف الدموع كأنها شلالات حزن ضخم. كانت تنتظر منه تفسيرا، توضيحا او حتى كلمة ليطفئ نار غليلها :
"-هل حقّا صدّقت ذلك التسجيل ؟؟ أتتهمني بشيء من هذا القبيل بكل سهولة ؟ أَهانَ كل ما كان بيننا و كأنه لم يكن يوما؟
- لا أدري ما يحدث حولي. لا اعلم شيئا. الامور تدور و تتغير أمامي و أنا اعجز عن رد الفعل أصبحت كدمية دون احاسيس"
اكتفت بالسكوت القاتل.. السكوت الذي كان مثل طعنات متتالية تستهدف قلبها عمدا منه،
و هو اكتفى بنظرات عقيمة متجهة الى اللا شيء،
اما هي فقد مضت مكسورة الخاطر...
بقي يتأمل الأجواء حوله مبهما مصدوما من انقلاب حياته كلها الى ما لم يتوقعه ابدا.

المَكْسـُــــورْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن