(8) : الأصول المجهولة

68 4 1
                                    

"-كارولين، أنا بحاجة لبعض المسلتزمات و سأتأخر، لا تحاولي الإتصال بي لأنني لن أصطحب معي هاتفي، و إن رن لا تجيبي. أو بالأحرى لا تلمسيه اتفقنا ؟
-حسنا"

كانت وسط فوضى أوراق المحاضرات، و الملاحظات و غيرها :

"لم كل هذا التعقيد بالدروس ؟ ألا نحتاج فقط ان نتعلم كيفية القيام بعملنا عوضا عن تعبئة عقولنا بمعلومات لا جدوى منها ؟"

تنهدت و باشرت قلب الصفحات وسط الصمت إلى أن رن هاتف كيلي : رقم مجهول.

نظرت له جانبا و لم تبدِ اهتماما، إلى أن جرّها الفضول إلى دخول معرض الصور لترى ما إلتقطته كيلي من حفل زفاف أختها فيكتوريا..

فتحت قفل الهاتف و توجهت نحو الصور، بقيت تتأملها و تشاهدها، تمرر الصور و الألبومات، إلى أن ...

"(شهقت منبهرة) : لكن.. لكنن... كييف..ف.. أين و من ؟؟ يا إلهي !"

كانت رسمة لفتاة، و الواضح ان كيلي قامت بإلتقاط صورة لها، عندها قامت كارولين بالنظر عن كثب في أطراف الصورة، كانت الأرضية نفسها أين يقيم ليو، و ما زاد يقينها الفرشاة و الأقلام على الأرض ..

" م.. ممم... ما هذا الإتقان !! أيعقل ؟.. أهذه أنا حقا ؟؟ إن كانت الصورة بهذه الدقة فكيف ستكون في الواقع ! "

بقيت تبستم بإعجاب كبير ثم باشرت :

"خالق السماوات ! ... أتساءل لِمَ قام بمنعي من رؤيتها ؟ ترى ما السبب في ذلك ؟"

لقد تفاجأت حقا بدقة الرسم و التفنّن في إتقان تلك الصورة، انبهارها كان أقرب منه إلى تقديس لعمله، ففي حياتها لم يسبق لها أن رأت شيئا يضاهيها بالمرّة، حتى تلك الرسوم التي تملأ جدران بيت والدها الثري تقف عاجزة أمام ما قام به ليو.

كانت متحمسة للحظة التي ستراها أمام عينيها لتمرر عليها أصابعها و تستشعر امتزاج الألوان الرفيع و اختلاطها.

لكنها للأسف لا تعلم أن ليو مزقها و تشوهت...

************************
Joseph

"-إذن .. لوكاس !
-مدّني بكل المعطيات التي حصلت عليها سيكون تقريرك جاهزا في أقل من 4 أيام
-الواضح أن معاملاتك باتت تشمل أكثر الأماكن لذلك لن يكون من الصعب عليك كشف كل ما وراءه
-إطمئن، لن يكتشف الأمر أحد، كل شيء يحصل في سرية تامة و لن يصعب علينا الكشف عن هوية و كل المعلومات اللازمة حول شخص عادي مثله، بالطبع، بناءًا على ما قلته لي."

بعد مرور 4 أيام :

يتصفح التقرير المفصّل، تاريخ المولد، المكان، إلى أن جاء الدور لإلقاء نظرة حول النسب و العائلة.. إلا أن ..

"-لا بد أنك تمازحني .. ! أيها الأحمق أتخال الأمر بهذه السهولة ؟! أتراك تقوم بمقلب !
-لا يوجد سبب لأمازحك، جوزيف ! لا داعي لهذه الشتائم، لأن كل هذه النتائج لا يمكن أن تكون خاطئة و لو بنسبة ضئيلة !
-(تحت تأثير الصدمة) هه ! و ما أدراك ! هل أنت متأكد فعلًا من مصادرك ؟
-جوزيف، نظرا لكونك أحد أصدقائي القدامى، فقد حرصت أن تكون كل المعلومات صحيحة و دقيقة، و لكن ما وجدته من كون أصوله ملكيّة فنعم، هو أمير في الواقع ولا يدرك الأمر، على الأرجح لا أحد يعلم ذلك و لا حتى عائلته الحقيقية تدرك بوجوده، أمه كانت زوجة الملك التي نبذتها العائلة الملكيّة"

المَكْسـُــــورْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن