(7) : أطلق العنان لإبداعك, ليو !

87 7 3
                                    

زاوية ما في الغرفة ملؤها الفوضى، أدوات مبعثرة و اوراق مرمية أرضا.. الحقيقة أن ذلك المنظر كان أشبه بما إعتاد أن يدور داخل عقله ..

لا شك في أنه سُرّ لأنه سيحقق غايته هذه المرة.

بقيت الفتاتان تنتظرانه حتى يتفوه بكلمة ما تشرح إلحاحه.

أما توم اكتفى بالوقوف عند الباب عاكسا يديه و هو يلزم الصمت و نظرات الإعجاب تسود عينيه. لقد أعجب بكيلي ..

"إجلسي هنا"

قاطع هدوء المكان صوته الذي كان مفعما بالثقة. أمالت ناظرها إليه لتجده يبتسم كالطفل الذي أخذ لتوه قالب حلوى، و كان يشير الى الكرسي الذي وضعه في مكان "مناسب" على حسب رأيه. مكان سيظهر جانبها الأجمل مما سيساعده على .. رسمها.

نفذت ما طلبه منها إذ به يمسك فرشاته و ألوانه، و من طريقة امساكه للفرشاة يوحى للرائي أنه فنان، و فعلا هو يتمتع بموهبة كبيرة في فن التشكيل.

كان يشعر بتحفيز يحرك داخله و يدفعه الى مداعبة اللوحة الفارغة أمامه، ذلك الفراغ الأبيض الذي سيملؤه حياة، مشاعر و بهجة.

أراد أن يبدأ تلك الرحلة الفريدة، لكنه توقف قبل أن يدرك غايته. شيء ما لم يكن مناسبا..

و الأمر أنه لم يرتح لمتابعة توم و كيلي، أي تمنى لو انفرد مع كارولين حتى يستطيع البدأ و من ثم يعرف أنه لن يواجه مشاكل مماثلة فكما يقال، أصعب الخطوات أولها.

بقي ليو متوقفا تارة ينظر للورقة و أخرى ينظر إلى كارولين. عمّ السكوت أرجاء المكان إلى أن ناداتهم فيرجينيا :

"العشاء جاهز من يشعر بالجوع يا فتيان ؟"

نظر الأربعة إلى بعضهم البعض فقالت كيلي :

"-صراحة عصافير بطني ماتت من الجوع من سيأتي معي ؟ كارولين، هيا !
- لا أريد الذهاب أنا لست جائعة إذهبي ولا تخجلي أنتي ضيفة..
-اذا أنتي جائعة فهيا معي"

كان توم قد أجاب كيلي من دون أن تسأله. نظرت إلى صديقتها تحاورها بالأعين :

"-هيا يا بلهاء هل ستتركيني لوحدي ؟
-إذهبي سآتي هيا إذهبي"

"-توم قل لأمي أنه لا يسعني الأكل الآن سآتي بعد قليل"

فما كان له إلا أن ذهب و كيلي وراءه إلى المطبخ أين كانت فيرجينيا ترحب بكيلي و سرعان ما توطدت علاقتهما.

في الأثناء في غرفة ليو ..

على إثر ذهاب توم و كيلي عاد شعوره بالثقة لفترة كافية لتجعله يعرف بأي نقطة من الفراغ سيبدأ ..

إبتسامتها الساحرة أسرت قلبه بطريقة عنيفة، لينة و مميزة. لا يدري حقيقة هذه المشاعر، أكل هذا حب ؟ هل بإستطاعة الحب أن يغير حياة الشخص إلى حد كبير مماثل؟

المَكْسـُــــورْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن