(5) : مساندة العائلة

89 11 4
                                    

تفاجئت كارولين عندما مرّ ليو عبر الطريق المحاذية
للبحر ليتوقف بها قرب الحافة التي يقع تحتها مباشرة البحر سألته بنبرة استغراب "أهذا المكان الذي كنت تعنيه في هذا الوقت؟" تجاهلها و لم ينطق بكلمة واحدة.

ابتسم امسك بيدها بقيت تريد منه أن يتكلم إلى أن جلس على تلك الحافة جلست هي كذلك لكنها لم تفهم ما وراء ذلك خاصة انه ابقى امساكه بيدها فضلت ان تركز معه الى حين أن يتفوه بكلمة ما لعلها تفهمه الا أنه كان يتأمل الفراغ وسط المنظر أمامه.

التفتت لترى الى ما كان يحدق اليه : امامها البحر يمتد الى ما وراء الأفق الماء صافِ كأنه بلّور او ما شابه صورة القمر تنعكس على البحر و الماء المتراقص احيانا، القمر الذي ظهر اكبر قليلا من العادة كان يتوسط السماء المرصعة بالنجوم التي يمكن أنَّ بعضها لم تعد موجودة لكن ضوءها لازال ينبعث منذ الاف السنين.

"-هذا مكاني الخاص عندما كنت أشعر أن الدنيا تقف ضدي آتي الى هنا حتى اشكي همومي للبحر اعلم انه لن يجد لي حلا و لكن ذلك افضل من أن أبقى أكتم ما بداخلي أو أن يسخر مني أحدهم..
-لكن أليس توم بجانبك ؟ لم لا تروي له الامور التي تقلقك ؟"

تجاهل سؤالها للحظات بقي يفكر لازما الصمت. اخذت خصلة من شعرها و بدأت تلفها حول اصبعها
"-الحقيقة فأنا أراك لمرات غامضا قليلا.. لكنك رغم ذلك طيب القلب جدا
...............-

-(بنبرة الاصرار)اذا لم تقل لي لماذا تلجأ للبحر ولا تروي مشاكلك لتوم ؟ اليس صديقك الذي تعبتره اخاك؟
-لكن لدي مشاكل لن يستطيع حلها اي احد على هذه الارض لا هو ولا غيره..
-(بنظرة طفولية) ما هي المشكلة ما هي ؟ "

بعد التفكير طويلا لم يعرف هل سيجيبها و يحكي كامل الرواية لها ام بما أنه في موعد معها فالكلام من ذلك النوع لا يليق بالمقام الذي هما فيه.

اصرّت أن تعلم بقي يحاول جعلها تنسى الحكاية
"-انها قصة قديمة و طويلة كارو لا تهتمي لها
-هي طويلة و لديّ الوقت ! كما لعلمك أنا أعند مما تتخيل"

لزم الصمت قلّبت عينيها معبرة عن ضجرها ..
"-أتدرين القمر يشبهكِ تماما"
التفت لها غير انها تصنعت ابتسامة صفراء زعمت الحديث برسمية..
"-شكرا. اريد العودة !

-لا لن نعود الآن !

-اذا سأعود على قدماي.

-هل انت مجنونة ؟؟ (نهضت بقي يتأمل تعابير وجهها المضحكة)

-(ابرزت شفتها السفلى) ااا.. امممم... سأبقى و لكن بشرط ؟

-و ما هو ؟

- أن تروي لي الحكاية !

المَكْسـُــــورْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن