05

4.6K 417 295
                                    




-وَليْدُهُا-





صوتُ خُطواتٍ صغيرةٍ قصيرة المدى تدنو اسماعهما..
يليها ارتطامُ جسدٍ على الارض ثم تعاود تلك الخطوات سيرها..
تصنَّم الابُ جالساً متوسع الحدقتينِ
وابتسامةٌ دافئة استقرت ملامح وجه القابعة بجانبه..

"جونغسان، صغيري... تعال الى هُنا"

حَطَّ بكفيه على ارضه يحاول النهوض ليُكمِل سَيره وما ان خَطا خطوتين
ارتطم بالارض مجدداً..
كان طفلاً لا يكَاد يتوازنُ في سَيره..

نَهَض الابُ كَـ رَدِّ فِعلٍ لا إرادي مُذ رَآه..
فتستوقفه ديورين مُمْسِكَةً بِطَرَف كَمّه الايسر..

"سيأتيكَ بنفسه.. احاول تَعْلِيمه المشي منذ شهرين... دَعه يحاول"

عاود الجلوسَ دُنوَها بِذاتِ التعابير المُندَهِشَة والهدوء الغريب اللذي عَهَدتْه..
حَطّ بِساعدَيهِ حيثُ فُخذَيه وراح ينتظر قُرب صَغيرهِ اللذي لتوه يُدْرِكُ وجودَه..

خطواته كانت بطيئة حتى وطأ حيث الجسد الضخم القابع امامه..
باناملٍ ناعِمةٍ تَلَمَّسَ إبهَامَ والده مُتَبَسِّمُ الثَغر وكف يده الاخرى يضَعُها على رُكبَته..

إبتسامةٌ واسعةٌ ارتَسمتْ بِمُحيا جونغكوك
ليحمله بين ذراعيه يجلسه في حُجره..
اطبقتْ ديورين حاجبيها تُحَدِّق مُندَهِشَة..

"مرحباً.... انا والدُكَ عَزيزي..."

تَبَسَّمَتْ تنظر اليهما... معاً..
كان ذلك المشهد اللذي تمنَّتْه منذ سنوات واللذي بات شُبه مستحيل بعد اسقاطها لجنينها الاول، وطلاقُهما...

"انا فقط اشعر بالغرابة... ابنُكَ هذا عَنيد ويكره الضيوف.. توقعت ان ينتحب باكياً اذ رآك"

"رُبَما قد اخبره قَلبُهُ انني امانٌ ولستُ بِخَطر"

اضحى يُلاعِبُ الصغير ويُضحِكُه..
والاخير يستجيبُ اليه وكأنه يعرفُه..
اما عن ديورين ، فقد كانت تنظر اليهما متبسمة الثغر مُنْدَهِشَة التعابير...
وما كانت سوَى عدة ساعات ليَسقُط الطفل غافياً بين ذراعي والده..

"اين يَجِبُ عليّ وضعه؟ لَقَد غَفَى! "

"الغُرفَة اللتي تقبع في نهاية الممر"

هَمَستْ لَه ليومئ لها حاملاً الصغير حيث الغرفة تلك واضعاً اياه في فراشه..
عاد يخطو اليها يجرجر اذياله مُرهَقاً اذا به قد قضى يومه بأكمله خارجاً *يعمل*..

𝐅𝐀 𝐌𝐈 𝐑𝐄 𝐃𝐎 || 𝐉𝐊 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن