06

4.5K 362 188
                                    


-عَودَة-


Before 4 years






اصواتُ ضوضاء تستوطن محطة قطارٍ شرقَ بلاد فرنسا..
حيث كانت تجرجر حقائبها تخطو بخطواتٍ هادئة لا تُسمَع..

"ديورين!!!!"

نَدَه احدهم بنَغَميةٍ مسموعة فتلتفتُ المنشودة ناظرةً حيث مصدر الصوت متبسمةَ الثغر..
رفعت بيمينها تشير اليه بالقدوم..

"جوزيف!!!"

"ديورين صغيرتي تعالي اليّ"

خطت ناحيته لترتمي بحضنه بأبتسامة بشوشة استقرت مُحيّاها..

"ايها الوضيع أ لا تشتاق لأختك الوحيدة؟ لمَ لا تزورنا؟"

"صدقيني العمل في فرنسا ليسَ بيسير البتة"

ابتعدتْ عنه تناوله بعض الحقائب اللاتي جلَبَتها معها لتسير بخطوات مسرعة تلحق به..

"كم تدوم زيارتُكِ هنا؟"

"اسبوع واحد فقط.. لا اكثر"

"هذه الحمولة تكفي لسنتين"

ضَحكت بهدوء حتى استقلّا سيارته الحديثة رمادية اللون مُتَّجهين حيث منزله...

"اهلاً بكِ في ستراسبورغ ديو صغيرتي"

....................

يقود سيارته السوداء اللتي قد اشتراها مؤخراً مُتَّجِهاً نحو كنيسة مشهورة في هذه المدينة..
امسك هاتفه متصلاً بشقيقته الصغرى..

"جونغكوك؟ لمَ تأخرت؟"

"الناس تقول مرحباً.. لا تنتظريني على العشاء سأبقى خارجاً"

"أ يمكنني الاتصال بصديقتي لتأتي لحين عودتك؟"

"اجل يمكنكِ.. وداعاً"

اغلق الخط ليركن بسيارته جانباً قرب تلك الكنيسة فيرتجل خاطياً نحوها بهدوء..
شعرٌ غرابي و جلد قد اكتسب سُمرةً وهالة وقار احاطت به وخطواته..
بدلة رسمية سوداء وقميص ابيض اللون وعطرٌ رجاليّ يملأ الافق قُربَه..

يضع كفيه في جيبيّ بنطاله وما يسمع منه سوى خطواته الهادئة..
اولج حيث الكنيسة الخالية ليجلس في الصف الامامي صامتاً ينتظر احدهم..
لا يدرك من يكون او كيف تكون ملامح وجهه، أ رجل ام إمرأة او حتى صبي او فتاة صغيرة...

𝐅𝐀 𝐌𝐈 𝐑𝐄 𝐃𝐎 || 𝐉𝐊 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن