12

2.8K 283 483
                                    






-عَودَة : الجُزء السَابِع-





نَظَر اليها مطولاً ليَتَبَسَّمَ ثغره جانبياً
يدرك ما تفكر فيه، ثم انه متوقع سؤالها ذا منذ البداية..

"هاتِ ما عندكِ!"

رَفَعت حاجبها الايمن لتردف بهدوء..

"أتمنى الا تكون منهم"

نَهضَ بهدوءه كيلا يبعد خصلات شعرها اللتي حطت على ذراعه..
تنهد يلاعب شعرها اللذي بين كفيه بعفوية..

"اتسائل لمَ سيطلقون عليّ النار لو كنت منهم؟... تعرفين جيداً انستي انني مواطن فرنسيّ وان لم تعرفي فـ لُغَتي تفضحني ، و من الواضح انني لا اجيد الايطالية.. ثم لم يكُ قدومي الى هنا طويلاً اذ انني هنا منذ ثلاثة ايام أ بهذه السرعة انضممت اليهم؟"

واكبته تجلس محتضنةً الغطاء غير منتبهةٍ لخصلات شعرها اللاتي بين يديه
لتردف مضيقة بحاجبيها متسائلة..

"اذاً لمَ كنتَ هناك؟ كيف وصلت وانا لم الحظ وجودك؟"

"رأيتُهم، فتبعت اثرهم.. ثم وجدتُكِ"

"فعرضتَ نفسكَ للخطر لأجلي!"

"أ تخالين انني سأذركِ لهم؟ ما اسوأ ان يفعل مجرمون بفتاة؟"

"كنتَ ستموت!"

"الموتُ برجولتي، خير من العيش بدونها"

صَمتٌ احتل المكان وما من احد يرغب كسره...
التفتت تعطيه بظهرها لتستلقي على السرير تشد احتضان ذلك الغطاء وقد قام هو بفعل المَثَل..
واذا بشعرها يبرح كفيه شيئاً فشيئاً..

رُبَّما بعد ان افشَى لها بعضُ الحقيقةِ رقَّ له قلبها ومال اليه..
ماذا لو ادرَكَتْ الحقيقة كاملةً، بشعورها وتفاصيلها؟ كان ذلك تساؤلاً استوطن جوف صدره حينَ ارتخت معالمها موجهةً بناظريها ناحيته..

غَفَتْ مرهقةً بعد طول يومٍ شاق عداه اللذي كان ينتظرها لتغفو...
ارتختْ قبضتها المشدودة على الغطاء وقد بان بعض منكبها كونها ترتدي قَميصاً ذو فتحة رأس واسعة..
ادرك حينها انها غرقت في سبات..

تحرك شيء بداخله حين ارتأى له ذلك المشهد، منكبٌ ذو بَشَرَةٍ بيضاء به من التورّد ازاء ترافَتِه..
اسدلَ جفنيه فيشيح النظر عنها لتوتر خافقهِ بنبضٍ مرتعِشٍ ...
اطبق حاجبيه يحمل من امره عَجَبا
فيعاود التحديق بها بهدوءٍ يحادثها بناظريه هامساً..

𝐅𝐀 𝐌𝐈 𝐑𝐄 𝐃𝐎 || 𝐉𝐊 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن