08

3.3K 332 461
                                    




-عَودَة : الجُزء الثَالِث-






صوتُ خُطواتٍ هادئةٍ ذات وقار كما صاحبها تتجول ارجاء الكنيسة القابعة في افينون..
هدوء يعم المكان اذ هي قد هُجرَتْ كون الساعة مُتأخِرَةٌ من الليل وما من السياح بقادمٍ اليها..

جَلَسَ حيث احد مقاعدها الفارغة مُتكئاً على المقعد اللذي يُحاذيه امامَه..
هَطَلَ جفنيهِ مرخيين بهدوء ينتظر احدهم...
اياً يكن، سواءٌ رجلٌ، امرأة او حتى طفل صغير..

وما لبث ساعتين حتى وطأ احدهم ارضية الكنيسة..
لسكونها وهدوئها تُسمَع فيها خطوات الاقدامِ مُكَبَّرَةً يليها صداها..
كانت خطواتٌ قصيرة المدى لأقدامٍ حُرّي انها لطفل صغير..

التفتَ يوليه اهتمامَه وقد صدقَ ما يخاله..
كانت طفلةً صغيرة ببشرة مكتَسبةً بعض السمرة ازاء شمس صيفِ فرنسا...
تَبَسَّمَ ثغرهُ لينظر اليها مطولاً
يبدو عليها كأنها كانت تائِهة..

"مَنْ تكونُ هذهِ الاميرة الصغيرة؟"

حدَّقتْ به بصمت وبنظراتها افتضحتْ ما توجس من خيفة منه..
مدَّ كف ذراعه في جيب سُترَتِه السوداء ليُخرِجَ قطعة حلوى...

"لديّ شيءٌ لكِ هُنا..!"

تَبَسّمَ ثغرها لتقتربَ منه بخطوات مسرعة، فيحملها ويضعها في حُجرهِ..
ابعَدَ قطعة الحلوى عنها ليُردِفَ بهدوء متبسماً..

"سَتَحصُلينَ عليها بعد ان اسألكِ سؤالاً وعليكِ ان تُجيبي عليه"

اومأت لتُزيحَ بخصلاتِ شعرها القصير بأنامل كفها الصغير ذاك..
كانت تبدو بالخامسة من عُمرها..

"أتُحبّين اللون الاخضر ام الازرق؟"

"انه.... الازرق"

تفاجأ لردها المباشر كونه قد وضع الخيار الاول فيه، استفهم قائلاً بتعابيرَ مُندَهُشة..

"لمَ تُحبين هذا اللون؟"

"انه صديقي سام.. يحب هذا اللون ايضاً.. وانا ايضاً احبه"

توسعتْ ابتسامتُه ليُقهقه فتليه ضحكتُها
قد تغير قدره الان والخيار ذاك كان حتماً الخيار الانسب له ولعائِلَتِه..
ناولها قُطعة الحلوى تلك بهدوءه المعتاد
وما لبثا حتى وطأ احدهم ارضية البلاط..

"ايميلين؟!! هل انتِ هنا؟؟؟ لمَ هَرَبتِ؟ جعلتِني قلقة عليكِ!!"

نظرَتْ الصغيرةُ اليها والتوتر بادٍ على ملامحها..
اطبق اللذي تجلس بحجره حاجبيه ليتسائل بصوت هادئ كما اعتاد..

𝐅𝐀 𝐌𝐈 𝐑𝐄 𝐃𝐎 || 𝐉𝐊 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن