الَلوحة الأُولي

574 35 22
                                    

مُستقلًا القطار المُتجه الى هامبورغ من أمستردام في تمام الساعة الواحدة ظهرًا ، قلقًا ، مُتوجس خِيفَة و لا أدري ماذا يَنتظرنِي في أمستردام ، كُنت أراقب من نَافذة القطار الطُرق و المساحات الخَضراء الواسعة .

-  سَيكون كُل شيء بِخير  . أخبرت نفسي هامسًا

كانت الساعة الثانية و النصف بِتوقيت هامبورج حين بدأت سرعةُ القطار تَتباطأ حتي توقف تمامًا . ترجلت من القطار و نظرتُ لِلساعة الكبيرة في مُنتصف المحطة التي أشارت عقاربها الي أن الساعة الثانية و النصف تمامًا و أنا أنتظر الرسالة التي بها التفاصيل التالية .
لم أنتظر كثيرًا و وصلت رسالة بِ " فينيسيا الشمال - نهر الألبه " ، ثم وصلت رِسالة أخري بِها " شاحنة WOB-ZK 295 " .

خرجت من محطة القطار و أمسح بِعيني أرقام السيارات أمام المحطة حتي وجدتها ، شاحنة حمراء صغيرة ، تبدو قديمة الطراز و لكنها أظنها سِتفي بِالغرض حتي تنتهي تلك المُهمة . اقتربت من الشاحنة ووجدت بِها المُفاتيح بِالفعل ، فَجلست بِالمقعد المُخصص لِلسائق ووضعت الحقيبة بِجواري و أدرت مُحرك الشاحنة لِأخرج من المحطة متجهًا الي العنوان بِالرسالة .

كُنت لا أدري أين وجهتي ؟ ماذا يَنتظرني عند نهر الإلبه كان قَلبي يخفق بِشدة حتي أننّي أقسم علي سماع صوت دقات قلبي المُتسارعة و تكاد تَصم الأذن . قررت أن أشغل المذياع لِأستمع الي بعض الموسيقي بِطريقي لإنهاء مُهمتي الأخيرة في هامبورغ .

" سُرقت لوحة 《 حديقة الربيع 》 لِلرسام الهولندي فينيست فان جوخ من متحف سينغير لارين الواقع في هولندا في تمام الساعة الثانية و الرُبع بِتوقيت جرينيتش و الساعة الثالثة و الربع بِتوقيت هولندا و تلك هي اللوحة الثانية لِلرسام فان جوخ التي تُسرق ، فَلقد سُرقت لوحة 《 صورة ذاتية لِلفنان الذي لا يمتلك لحية 》 له في كانون الثاني لِهذا العام و تسجل الآن سرقة في آذار و .. "

أغلقت المذياع بِغضب شديد ، أردت تحطيمه بِشدة لكن لن أُحب أن يُخصم لِإصلاحه من نُقودي الحبيبة لذلك كبتتُ غضبي حتي وَصلت لِنهر الإلبه .

يِقع بِجوار نهر الإلبه أصغر قَصر يُمكن أن يراه شَخص بِالعالمِ ، مَدخل القصر بُني من الأحجار التي كُلما مر عليها الزمن زادها جمالًا ، المدخل عِبارة عن نفق صغير يَستوعب سيارة واحدة صغيرةُ الحجم ، و على جانبي هذا المَدخل يُوجد عمودان كبيران و في مُنتصفهم لوحة رائعة لِحصانين كبيرين في مُواجهة بعضهم البعض ، حالما اِجتزت نفق المدخل الكبير وجدت بابًا حديديًا ضخمًا مَطلي بِاللون الأسود فُتح تلقائيًا ، كان خلفه يقبع هذا القصر الصغير ، أحاط بِ القصر حديقة صغيرة نوعًا ما و الأشجار الكثيفة تحيط بِالقصر من كُل جوانبه ، توقفت و تَرجلت من السيارة و سَحبت الحقيبة من يدي أمام هذا القصر الرائع . وطأت قَدماي حجر البازلت الأسود في ساحة القصر الكبيرة ، أقف أمام مدخل القصر و السلالم الرخامية ذات اللون الأبيض الذي أصبح أسودًا بِمرور الزمن لكن ازداد فخامةً .
بِضع دقائق حتي وصلت لِمدخل القصر الرئيسي ، كان بابًا من الخشب المتين و مقبضيه من الحديد اتخذا شَكل أسدين و انفتح الباب .

J حيث تعيش القصص. اكتشف الآن