مُؤلم أن تُودع شخصًا لم تُرد أن تودّعه يومًا ..
تنظر إليه وهو يَرحل ببطء ، تُحاول اللحاق بِه ، لكن دون جدوى . كأن قدميك مربوطتان الى الأرض بِأصفادٍ من حديدٍ . تقبض على بقاياهم بِيديك المُتعبتين ، تَشدّ الذكريات الي قلبك ، لكن الرياح تَهب و يتلاشي كُل شيء أمام ناظريك و يستعرض قلبك شريط الذكريات ، تُري كُل تلك الضحكات و يتردد صوته فِي ذهنكَ .. تراه فجأة في مكانٍ قريب ، تقترب ، تلمع عيناك بِدهشة عدم التصديق ، وعندما تمد يدك ، لا تري شيئًا . لقد بات سرابًا .أغلقت دفتر يومياتي و خَرجت لِلتنزه قليلًا قُرب نهر الإلبه ، مُنذ عامًا ، مُنذ وفاة چوناثان لم أعد على قيد الحياة . كُنت أسير قُرب النهر حين لَاحظت مَرسم صغير جوار المكتبة . كان يبدو صغيرًا و لطيفًا زُين وجهته بِلافتة صغيرة كُتب عليها " Self- Portrait " ، دخلت فَاصدم الهواء بِبضع أحجار صغيرة علي هئية سُحب لِتصدر منها أصوات كَالسيمفونيات ، كان المرسم من الداخل كبيرًا لِلغاية ، كانت مطلي بِالأزرق و البنفسجي مُمتزجان سويًا ، كان يبدو رائعًا ، و على الحائط كان هُناك أربع لوحات ، اقتربت لِأراهم بِشكلٍ أوضح حين سمعت أحدهم يقول : هل تُحتاجين الى شيء آنستي ؟
التفت ، كان شابًا طويلًا ، لم أستطيع رؤية وجهه لأنه كان ينزل الدرج ، كان يرتدي بنطالًا أسود اللون و قميص أبيض
- چوناثان !!!
كان يقف أمامي ينظر لِي و كرر سُؤاله مُجددًا : هل تبحثين عن شيء مُعين يا آنسة ؟ كُنت سَأعانقه لكنه ابتعد بِانزعاج و قال : هل أنتِ بخير ؟- چوناثان ، أنت حي حقًا. انهمرت دموعي و أنا أنظر له كُنت أشعر بِالحماقة ، فَأنا لا أفهم شيء و أشتاق له .
- الأ تعرفني ؟ سألته لكنه نظر إلىَّ قليلًا و أعقب : لا أظن أننا تقابلنا من قبل . صمت قليلًا ثم أضاف : يجب أن تخرجي الآن يا آنسة لأنه وقت إغلاق المرسم . قال و اتجه فتح الباب لِي لِأخرج و خرجت .
لم أكن أفهم شيء ، لم أدري ماذا يَحدث فَقررت الذهاب لِوالده فورًا ، بقيت أطرق الباب عدة مرات مُنادية على السيد كيم مرارًا و تكرارًا حتي أخيرًا فتح لِي
- ماذا تُريدي ؟ قال بِتنهد
- چوناثان حي ، لقد رأيته اليوم بِمَرسم قريب من النهر . أخبرته
- حسنًا.قال و كان سَيغلق الباب فَمسكته
- أرجوك سيدي . و انهمرت دموعي مُجددًا
- أوديت ، كفا . قال بِجدية
- أرجوك ، هل هو لم يمت حقًا ؟ هَل كُنت تعرف ؟ أتوسل إليك . كُنت أحادثه و أنا أبكي كثيرًا حتي أشفق عليَّ فَأدخلني و قدم لي كأسًا من الماء
- ماذا تُريدي الآن ؟ سألني
- أخبرني كُل شيء. أخبرته