نصف مشهد الثالث ومشهد الرابع

36.3K 913 26
                                    

المشهد نصف الثالث والرابع..

جلست "إيمان" على فراشهـا، منكمشة على نفسها أسفل غطاء أحكمته على جسدها بشدة، جفناها متعانقان بقوة، والدموع الصامتة تسيل من بينهما رغمًا عنهـا لتبث شكواها لوسادتها، دقائقٌ.. وكانت أطلقت لأنين فؤادها وروحها العنان، تركت نفسهـا تنهار باكية من ألم قلبهـا الحـارق، ولا تعلم أن هناك شخص كان يمر من باب غُرفتها صدفة، وسمع صوت نحيبها ليكون شاهدًا على أنهيارها ونشيجها، والذي أوجع قلبه بـ قوة.

*****

في ذات الوقت، كانت "آسيا" تصرخ فيهِ بإنفعال قائلة:
-آه أتجننت، سبني في حالي، مش كفاية إني أتجوزتك!!..

حدق فيها بذهول مرددًا بهمس:
-إنتي للدرجادي مش طيقاني!!..

هزت رأسها بجنون وهي تقول:
-ده أنا بكرهك، مش طياقك وبس، أنا بكرهك يا ظافر.

أصابتها رعشة ناتجة عن إنخفاض السكر في جسدها وهي تُتابـع:
-كفاية إنك ظلمتني، كفاية إإنك جرحتني، كفاية إللي إنت عملته في مراتك، أنا عارفة أنك أتجوزتها عشان تغظي وتنتقم مني، بس هي ذنبهـا إيه، حرام عليك، أنا بكرهك يا ظافر، بكرهــك.

وضع رأسهـا بين راحتيه ثُم قال بإختناق شديد:
-أنا آسف يا آسيا، وجعتي قلبي، يارتني كنت موت قبل ما أسمع منك الكلمة دي.

كانت أصابعه تضغط على مناطق حسية معينة أسفل رأسهـا وبالقُرب من عنقهـا، فـ أصابها بالدوار، أرتخت قواهـا ثم فقدت الوعي، جذبهـا إليه ووضع ذراعـه أسفل رُكبتيهـا، أستقام ليرفعهـا بين ذراعيهِ، تحرك بهـا إلى الفراش ثم وضعها عليه، رمقها بحُزن قبل أن يجلس بجانبها على الفراش، تمتم بأسى وبعينين صادقتين:
-أنا لسه بحبك يا آسيا، والله عُمري ما كُنت أقصد إني أجرحك.

أخفض عينيهِ وهو يغمغم:
-إنتي أتغيرتي أوي يا آسيا، بس أنا مش هسيبك إلا لما ترجعي زي آسيا إللي كُنت أعرفها.

تنهد تنهيدة حــارة وهو ينحني برأسه ليُقبَّل جبينها قُبلة عميقة، فكر أن يخلع حجابها حتى تستطيع النوم بإريحية، ولكن تراجع عن الفكرة سريعًا حتى يجعلهـا تطمئن بأنه لم يمسها، أنتبه إلى يدها المُصابة، فـ زفر بإختناق وهو يمسح على وجهه بعنف، نهض من مكانه متوجهًا نحو الكومود ليجلب حقيبة الإسعافات الأولية.
*****

في صباح يوم التالي، جلست "إيمان" على الأريكة وهي تمسك قدح من القهوة، أرتشفت منها عدة قطرات، ثم تركتها على الطاولة أمامهـا وهي تحتضن نفسها بذراعيهـا، حاولت التظاهر بقوة، ولكن بداخلهـا هشة، لأولُ مرة تشعر بذلك  الخذلان، إبتسمت بسخرية لحالهـا، دائمًا كانت تشعر بأنه لا يحبها، على رغم من أحترامه الشديد معها، إلا أنها لم تشعر بـ ذرة حُب يحملها لهـا، وقبل أن تغمض عينيهـا.. أستنشقت رائحة عطر رجولي وسمعت صوتٍ أجش وهو ييقول:
-صباح الخير.

زوجتي الدميمة  -كاملــة-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن