المشهد السابع

27.5K 750 12
                                    

المشهد السابع..

ظلت "آسيا" صامتة قليلاً تنظر إليهِ بعينين حزينتين مليئة باللوم قبل أن تضم ذراعيهـا، أخذ "ظافر" نفسًا عميقًا قويًا وهو يطرق برأسه كي يتهرب من عينيهـا المُراقبتين لهُ، ثُم قال بصوتٍ عميق:
-آسيا أنا خايف عليك، إنتي لسه في خطر، وأنا معنديش أستعداد إنك تتأذي أكتر ما إنتي أتأذيتي.

رفع "ظافر" عينيـهِ إلى عينيهـا ثم قوى نفسـه وهو يتشجع ليُتابـع:
-مُمكن يا آسيا نقعد نتكلم شوية؟؟..

عقدت حاجبيهـا وهي تهمس بقسوة حزينة:
-ليـه؟؟.. نتكلم في إيـه؟؟..

رد عليها بلهجة هادئة:
-عشان لازم أوضحلك كل حاجة، عشان دي هتبقى آخر مرة نتكلم في الموضوع ده، لأنهُ بيتعب الواحد.

سخرت منه قائلة:
-أومـال عايز تتكلم فيه ليـه طالمًا تاعبك أوي كده؟؟..

إبتسم بحُزن:
-لأن ضميري والعذاب إللي جوايا بيزيدوا كُل شوية، كُل ما بشوفك، بفتكر إني خسرتك، وأن أنا السبب، ده فحد ذاتـه عذاب.

تابع برجاء:
-مُمكن نقعد بقا؟؟..

تنهدت "آسيا" قبل أن تتحرك نحو الأريكة لتجلس بهدوء مُنتظرة بفارغ الصبر ما سيقولـه، جلس على أريكة أُخرى وهو يبدأ بالحديث قائلاً:
-آسيا، أنا عارف إنني غلط غلطة كبيرة، وإنك صعب تسامحيني، بس صدقيني ده غصب عني.

تابـع وهو يهمس بألم:
-آسيا إنتي متأكدة إني حبيتك، بس يوم ما كُنت قاعد في شُغلي ووصلي ظرف فيه صور ليكي مع الـ*** ده، أتجننت، عيزاني أعمل إيـه، وأنا شايف صور إنتي موجودة فيها في وضع..

أغمض عينيهِ بعنف وهو يهز رأسه بنفي قائلاً بوجع:
-مستحملتش، أتجننت ومحستش بنفسي لما ضربتك بالقلم، مكنتش سامـع غير نفسي، ودي غلطة عُمري أني أتسرعت، أنساكي وأبدأ من جديد، قولت خلاص ضاع حُبي وأتخدعت منه، فـ مش لازم أحب تاني، وإني هتجوز عشان الأستقرار، وقررت إني أتجوز وبالمرة أشوف عذابك وإنتي شايفة إنك خسرتيني، أفتكرت إني هنساكي، بس بعد جوازي بـ 3 شهور، لقيته جه شُغلي وطلب يقابلني، كان جاي يتريق عليا وشمتان فيا، قالي بكُل وقاحة أنهُ عمل كده بالقصد عشان نبعد عن بعض، ويتجوزك وأنه خلاص على وشك ده، ودي كانت صدمة عُمري، فكرت إني أجيلك وأقولك إني عرفت الحقيقة، وإني بعتذرلك على كُل غلطة أرتكبتهـا في حقك، بس أفتكرت إني متجوز، رجعت ولا كأن حاجة حصلت، وحاولت أنساكي تاني، بس عُقدة الذنب بقت عايشة معايا.

فرد كتفيهِ وهو يتنهد وقد لمعت عيناه بالدموع بعد أن أعتراه الشعور بالذنب:
-أنا آسف يا آسيا، آسف بجد على الوجع إللي سببتهولك, آسف.

قالهــا وهو ينهض من مكانـه سريعًا ليخرج من الغُرفة بعد أن شعر بالأختناق، بينما هي ظلت جالسة.. جامدة الملامح.. لا تعلم ماذا تفعل!!..

زوجتي الدميمة  -كاملــة-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن