المشهد الحادي والعشرون..

17.9K 577 18
                                    

المشهد الحادي والعشرون..

عادت "بسمة" إلى المنزل وهي شاردة، لا تنكر أنها شعرت بالشفقة عليهِ ولكن في ذات الوقت ما إن رأتـه حتى شعرت بدمائهــا تثور في عروقهـا لمجرد أنهـا رأت ذلك الشخص الذي أذى إبنة عمهـا، توجهت نحو غُرفة شقيقهــا ثم طرقت على الباب طرقات هادئة، لحظات وكان "ظافر" يفتح الباب لهـــا، نظر لهـا بإستغراب وهو يسألهـا:
-أيوة يا بسمة، إنتي عاوزة حاجة!!..

إبتسمت لــه وهي ترد عليهِ بتردد:
-أنا عاوزة أتكلم معاك في موضوع، ينفـع؟؟..

ألتفت برأسـه ليجدهـا تصب تركيزهـا على تحضير الحقائب، فـ خرج من الغُرفة بهدوء ثم تحرك معهـا نحو غُرفتهـا، ولج للداخل بينمـا هي ضغطت على زر الإضاءة وأغلقت الباب بحذر، أقتربت منـه وهي تشعر في شئ من التوتر، سألهـا بقلق:
-في حاجة حصلت يا بسمة؟؟..

نظرت لـه بجدية:
-أنا شوفت شادي النهاردة.

أتسعت عينـاه قليلاً لتُتابـع:
-جه العيادة عندي.

أشار بيده قائلاً بصيغة آمرة:
-بسمة، أحكيلي بالظبط إيـه إللي حصل.

أومأت رأسهـا إيجابيًا وهي تسحب نفسًا مُرتجفًا عميقًا لـ تزفره بهدوء قبل أن تبدأ أن تقص عليـه ما حدث بداخل عيادتهــا، أعترتـه الدهشة وهو يحاول أن يفكر في سبب مجيئـه، هز رأسـه بجدية وهو يقول بملامح مليئة بالضيق:
-يعني هو قالك أنـه جاي يتعالج؟؟..

هزت رأسها بجدية وهي تقول بتأكيد:
-أيوة، بس أنا حسيت أنـه فعلاً حابب ده!!..

تنهد بضجر:
-لو جه تاني قوليلي، لأني مش هسمح أنه يأذي حد من عيلتي.

تـابع وهو يغمض عينيـهِ:
-كفاية، كفاية إللي حصل لـ آسيا، كفاية تعبهـا وكوابيسهـا إللي مش بتخلص، كفاية.

******

أستطـاع "بكر" أن يحصل على هاتف بعد أن لجأ إلى طرق غير مشروعة، ليتمكن من إجراء أتصال هاتفي هام مع أحد رجالـه، تلفت حولـه هامسًا وهو يضع هاتفـه على أذنـه:
-عاوزك تسمع كويس، لأن إللي هقولـه كلام مهم.

سألـه طرف الآخر بإهتمام:
-قول يا باشا، ده إنت خيرك مغرقني!!..

رد عليـه متسائلاً بهمس حذر وقد ضاقت نظراتـه:
-إنت لسـه بتراقب البت دي؟؟..

أجابـه بتأكيد:
-طبعًا.

هتف بلهجة شياطنية:
-عاوزك تخلص عليهـا.

******

جلس "شادي" على الأريكة وهو يمسك صورة فوتوغرافية، تلك الصورة كانت لـ والدتـه، إبتسم بحزن وعينـاه قد أمتلئت بالدموع، هتف بلهجة مريرة:
-وحشتيني أوي يا أمي، سبتيني لوحدي ليه!!!.. أنا لوحدي تمامًا، مش لاقي حنان ولا حب ولا أي حاجة، عملت زي ما قولتي، وعشت مع أبويا في قصره، ويارتني ما عملت، روحت هناك.. بقيت بني آدم زبالة، علمني إزاي أأذي، عشت معاه سنتين ويارتني ما عشت، أنا ندمان إن أنا عندي أب زي ده.

زوجتي الدميمة  -كاملــة-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن