آخر ثلاث مشاهد

24.2K 690 67
                                    

المشهد الحادي والثلاثون..
و
المشهد الثاني والثلاثون..
و
المشهد الثالث والثلاثون..

"آخر ثلاث مشاهد"

لم تعرف كيف وصلت إلى المشفى وكيف تمكنت من الأتصال بـ شقيقهـا وإبنة عمهـا لتخبرهمـا بما حدث، ولم تعرف متى وكيف وصلا إلى المشفى، ولكن حينمـا ظهر أخيهـا فلم تشعر إلا وهي تُلقي بـ نفسهـا بين ذراعيـهِ وهي تبكي وتنتحب، وهو يحاول تهدئتهـا ويخبرهـا بأنـه سيكون بخير إن شاء الله.

دقائق.. وكانت ترى خروج طبيب من الداخل لتبتعد عن أحضان أخيهـا، جاهدت لتلقط أنفاسهـا وهي تذرف العبرات بغزارة من فرط الدموع والقلق والذعر وكل تلك المشاعر المكمونة داخلهـا، هتفت بصراخ وهي تقترب من الطبيب الذي وقف وعلى ملامحـه الجمود:
-دكتور، أخبار شادي إيـه؟؟.. أرجوك طمني عليـهِ أو قولي هو فين؟؟..

رد عليهـا بصوتٍ مليئ بالأسف:
-إحنـا نقلنـاه على أوضة عادية، بس إحنا مستنين اللحظة إللي هيفوق فيهـا لأن أحتمال بنسبة كبيرة يكون فقد الذاكرة، لأن الخبطة كانت جامدة أوي في دماغــه و...

قاطعــــه بـ همسهــا وهي تهز رأسهـا بصدمة قائلة:
-مش معقول، شـادي!!..

تذكرت كلماتــه بالأمس المليئة بالعذاب وأنـه سينهـار إن أبتعدت عنـه، وحينمـا حاولت تبتعد حدث لـه ذلك!!.. هتفت بصوتٍ عالٍ هز أرجـاء المكان:
-فين شـادي؟؟.. أرجوك قولي هو فين؟؟..

أشــار بيده مُجيبًا:
-هتلاقيـه هناك، تالت أوضة على اليمين.

تركتـه وركضت إلى حيث أشـار، وصلت إلى هناك وقلبهـا ينتفض بيرعب، فتحت الباب بحرص لتجد نفسهـا تشهق بصدمة وهي ترى قدمـه اليسرى مغلفة بالجبس الطبي، وجسده القوي بدا متصلاً بعدة أسلاك تتصل بدورهـا بأجهزة مختلفة، نظرت بعينين دامعتين للفائف البيضاء التي تحيط بـ وجهه وجبينـه، زادت شهقات بكائهـا وهي تقترب منـه، أمسكت كفـه بين يديهـا وهي تهمس بعذاب:
-شـادي، شادي رد عليا.

ولكن لا حيـاة لمن تنادي، هزت رأسهـا نفيًا وهي تقول بصدمة:
-أنا إزاي كنت قاسية معاك؟؟.. إزاي كنت برفضك وبرفض حبك ليا؟؟..

عادت تقول وقد تعالت شهقاتهـا:
-أنا آسفة يا شـادي، آسفة بجد، أعمل إللي إنت عايزهُ بس ماتسبنيش، أوعى تسبني وإلا هبقى وقعت في حُفرة عمري ما هطلـع منهـا تاني.

أزدادت دموعهـا وهي تقول:
-أنا بحبك يا شـادي، أرجوك ماتسبنيش، أنا بحبك أوي.

هتفت وهي على حافة الأنهيار:
-أرجعلي يا شادي، وأعمل فيا إللي إنت عايزهُ، بس ماتسبنيش، أنا والله بحبك.

كادت أن تتابــع كلماتهـا ولكن وجدتـه يفتح عينيـهِ ببُطء هامسًا بضعف:
-أنا فين؟؟..

زوجتي الدميمة  -كاملــة-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن