مشهد الثلاثون

17.3K 548 26
                                    

المشهد الثلاثون..

بعد عدة ساعات، بدأت "بسمة" تفتح عينيهـا الثقيلتين ببُطء شديد، وكأن هناك شخص يضع كف يده على عينيهـا لكي لا تفتحهمـا، كان مفعول المخدر أقوى من سيطرتهـا، ظلت على تلك الحـالـة لدقائق معدودة حتى أخيرًا وبعد معانـاة فتحت عيناهـا لتجد نفسهـا بداخل غُرفة غريبة.. أول مرة تراهـا، أنتفضت من مكانهــا وهي تشعر بالخوف، نظرت لملابسهـا حتى تتأكد من سلامتهـا، وما إن أطمئنت على نفسهـا نهضت عن مكانهـا بترنح شديد، شعرت بدوار يهاجمهـا ومع ذلك حاولت التماسك، أنتفضت من مكانهـا للمرة الثانية حينمـا أنفتح الباب ليظهر آخر شخص تتوقع فعلتــه تلك.. "شـــادي".

أعترتهـا الصدمة، وأتسعت عينيهـا بدهشة، فغرت شفتيهـا قليلاً بذهول وهي غير مُصدقة، دنـا منهـا بخُطوات ثابتة بينمـا عينـاه.. عينــاه عبارة عن جمرتان من اللهب، رغم ملامح وجهه الجامدة، وقف أمامهـا فـ لم يعد يفصل بينهمـا سوى خطوة واحدة، همست بصعوبة مُتسائلة بألم:
-ليـه؟؟.. ليـه يا شادي؟؟..

رد عليهــا بصوتٍ جامد رغم إزدياد نظراتـه النارية:
-إنتي إللي جبتيـه لنفسك يا بسمة، أنا حبيت بس أثبتلك إني لو كنت عايز أأذيكي كنت زماني عملت، بس أنا مقدرش.

همس لهــا بعذاب:
-ليه عايزة تسبيني؟؟.. ليـه يا بسمة؟؟.. ذنبي إيه!!.. بلاش تاخديني بذنب أبويـا.

هتفت بحدة:
-وإللي عملتـه في بنت عمي؟؟.. وغير أنك أذيت اخويا عن طريق مراتـه.

هدر بغضب جامح:
-وندمت!!.. أعمل إيـه أكتر من كده؟؟.. لو هما سامحوني أنا لسه مسامحتش نفسي على إللي عملتـه.

هتف بلهجة صادقة عميقة لأول مرة تسمعهـا منـه:
-أنا مش عايز أخسرك يا بسمة، إنتي النقطة البيضة الوحيدة إللي في حياتي، أرجوكي ما تسبنيش.

أضـاف وهو يشعر بأنه سينهار:
-لو سبتيني هموت!!..

شهقت بخفوت وهي تضع يدهـا على فمهـا، لحظات وكانت ترقرقت الدموع في عينيهـا مرددة بيأس:
-شـادي، أرجوك أفهمني أنا..

قاطعهــا وهو يصرخ فيهــا بألم وعينيـه على وشك إحراقهــا:
-من غير كلام كتيرن تردي على سؤالي.

قبض على ذراعيهـا ليهزهـا بقوة قائلاً:
-واجهيني بكل شجاعة وقوليلي إنك مش بتحبيني، بُصي في عينيـا وقولي بقوتك أنا مش بحبك يا شادي، قولي إنت مجرد مريض عندي، قولـي يــالا مستنية إيــه!!..

اهمـا دوار عاصف يُكاد ان يخطفهـا منــه، أستندت بـ يديهـا على صدره وهي تشعر أنهـا ستقع، لولا ذراعـه الذي ترك ذراعهـا وحاوطهـا بخصرهـا، تمالكت نفسهـــا ليسألهــا بعذاب:
-قولي يالا، أوجعي قلبي يالا أكتر ماهو موجوع.

زوجتي الدميمة  -كاملــة-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن