المشهد الخامس

31.2K 879 26
                                    

المشهد الخامس..

ظل "ظافر" جالس على طرف الفراش مُنتظرًا أن تخرج، بلع غصة مريرة وهو يراها تفتح الباب وبيدها منشفة صغيرة تجفف وجههـا به، نظرت له بسخط قبل أن تغادر المكان بأكملـه، أعتصر قلبـه ألمًا وهو يُسير ببطء نحو المرحاض للأغتسال، وقف داخل المسبح الصغير وأسفل صنبور الميـاة ذي الفتحات الصغيرة "الدش"، ثم أغمض عينيه حتى تنسال المياة الباردة على وجهه ومنها لجسده.

ظل واقفًا أسفل الماء محاولاً التماسك وخنق صوت ضميره الذي يعذبـه من ناحية زوجتـه "إيمان"، فقد كانت "آسيا" مُحقة  في كُل كلمة نطقتهـا، هو لم يحمل لزوجته أي حب، ما ذنبهـا؟؟.. ظل يسأل ذات السؤال لنفسه ولكن في كُل مرة لا يجد الإجابة سوا أنه ظلمهـا ظُلمٍ كبير، فهي تستحق كل خير، ولكن لا يُزال يحب.. بل يعشق "آسيا"!!..

دموع عصية ترفض الخضوع لسلطانه بالهطول، بالأختلاط بماء المرش علها تذهب معها سدىً، ربما تمنحه بعض الراحة، أو يستكين الألم، أغلقهما معتصرًا جفنيه بقسوة:
-أنا عملت إيه؟؟..

صمت لحظة قبل أن يتابع بألم:
-سامحيني يا إيمان، صدقيني الحب ده مش بإيدي.

ولكم الجدار بقوة وهو يعنف نفسه:
-مكنش لازم أعمل كده.

هز رأسه بنفي وهو يتابع بوجع:
-على أد ما حاولت أحترمهـا، بس جرحت كرامتها لما أتجوزت عليهـا، أكيد هي مش طيقاني زي ما آسيا مش طيقاني، بس.. بس..

وتقطعت أنفاسه وتاه الكلام، هز رأسه يواسي نفسه ويواسيها دون أن تراه أو حتى تستمع إليه، هو يعلم أن "إيمان" لا تحبه، ولكنـه جرح كرامتها، وافقت لخاطر إبنة عمه التي في خطر كبير، ظل يفكر بجنون وسأل نفسه سؤال آخر.. كيف كان شخص قاسي الامبالي ليخسر "آسيا" ويجرح "إيمان"؟!..

أغلق الصنبور وجفف جسده، لف خصره بمنشفة عريضة وخرج متوجهًا نحو الخزانة وأخرج منها ملابسه وهو يفكر بشرود.

******

جلست "إيمان" على الفراش وهي تتنهد تنهيدة عميقة، فـ مُنذ قليل سمعت صراخ "آسيا" وكادت أن تتحرك من مكانها لتراها بعد أن أنتفض قلبهـا قلقًا عليهـا، فهي كانت تحبها وتعاملها كأخت، ولكن عادت تجلس وهي تحاول أن تشغل بالهـا، سمعت صوت طرقات على باب غُرفتهـا فـ أذنت بالدخول، رفعت رأسها لتتفاجئ بدخول "آسيا"، أقتربت منهــا حتى جلست أمامهـا على طرف الفراش، ثم قالت بإبتسامة شاحبة وبصوتٍ واهن:
-طبعًا مستغربة من وجودي هنا؟؟..

همست "إيمان" بجمود:
-عايزة إيه يا آسيا؟؟..

أرتجف جسدهـا وهي تقول:
-أكيد زمانك كرهاني دلوقتي، أنا حاسه بيكي، وعارفة يعني إيه راجل يتجوز على مراتـه، بس أنا مكنش في نيتي إني أأذيكي، أنا أذيتك نفسيًا بس والله غصب عني، أنا مكنتش عايزة أتجوز ظافر.

زوجتي الدميمة  -كاملــة-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن