Episode. 17

36 1 7
                                    


كان الصمت يكتمُ حتى على صوت أنفاس ما يحتويه ذلك الصندوق المعدني من أشخاص ، كانت السيارة أشبه بمرجل فوق الجحيم يطبخُ قلوبهم على نيران مستعرة.. الصمتُ الذي التزموا به وهم يركضون جيئة وذهابا فوق الحقائق التي علموا بها للتو عن قلب جون.. الصمتُ الذي طوق حنجرتها وعانق روحها ودفنها بين ظلمات آلام عشقهِ السفاح.. وؤدها حباً وخوفا من الحرمان. ليتهم يشعرون بما يلتهمها الان أكثر منهما.. أكثر من فزع جون نفسه. حركت نظرها ناحيته وهي تجلس بجوار السائق بينما يقود بهم لحتفها الثاني.. كلُ مكانٍ باتا يسيرانه معا كان يرسم مقصلة إعدام جديدة تضمهما.. لم تفهم يوما لمَ رافق الموت طريقهما؛ موت المشاعر.. موت الصداقة.. الصداقة التي ماتت ليتشكل حبهما.. موت ذاك الحب او بالأحرى لقد دفناه سويا.. موت وقتهما معا حتى اضمحل لأقل ما يمكن.. ثم موت ميناه.. واخيرا موت قلبه الحقيقي الذي أحبت.. واخيرا جاء القلب الجديد ليلوحَ برايات الموت الملطخة بالدماء.. إنه قاتل!
الحقيقة التي لايمكن لأي منهم تلافيها ولا نكرانها. شبكت اناملها بقوة حتى كادت أن تحفر قبورا لاظافرها في باطن كل كف.. قبور تنضح بدماء خفيفة :

- جون!

ليس هذه المرة، لن تدع الصمت ينتصر مجددا ويدوس على قلبها بكل قسوة :

- جون توقف.. لا أريد.. دعنا ننسى الأمر ها

لف هيوك حيث يجلس خلفها بنظرهِ من النافذة ناحيتها بتعجب.. سرعان ما هدأ متفهما كل الذي تمر به.. الوحيد الذي لايفهم هو ذاك السائق العنيد.. حيث أكمل جون انطلاقه ناحية منزل كلارا دون العبأ بما كررته شينهاي للمرة الثانية حتى الان.. هذه المرة فقط قرر أن يرُد.. فقط حين أصبحوا في بداية الشارع الذي يحوي منزل كلارا بالفعل.

- لماذا؟؟ ( ابتسم بسخف ومرارة وعينيه ثابتة للنظر للفراغ امامه) ألا تريدين أن اعرف حقيقة المرأة التي قتلتها!

- توقف!!!

صرخت بعنفٍ حين اغمضت بعنف جعدت عينيها بقوة متلافية النظر والسمع للعذاب الذي بات يقوله وكأنه تسلية..

- توقف ياجون.. ( حملقت به بحدة بأعين جاحظة مليئة بالدموع المتعذبة) هل جننت! .. نحن للان...

أبتسم للجانب ولا يزال يحافظ على نظره للامام متلافيا الغوص في عينيها يعلم أن نظرة واحدة ستكفيه ليعاني الأمرين.. ياخذ الأمر َكأنه تحقيق جاف لايخصه.. حقيقة مرة بعيدة المنال عنه.. نظرة منه لعينيها وهي تتألم ستصدع كل جدران التغافل التي يغلف قلبه بها نفسه ويتذكر حقيقته.. وقد ينتهي بغرس قبضته عميقا داخل صدرهِ واخراج قطعة اللحم الحقيرة تلك ورميها خارج حياتهم كما كانت.. جاءت.. وجاءت بالموت معها كما الحياة.. ما فائدتها اذا! الاستمتاع بعذابه! من يكون إدوارد هذا ليعاني جوو وكل من حوله بسببه هكذا!

صراخ ضج وعج بجدران قلبه وصدره يكاد يمزقه، لكن لا أحد سمعه ولا أذنَ له بأن يولد.. قبضتيه فقط احمرتا لشدة ما اعتصر بهما مقود سيارته الجلدي.. اغمض بقوة زافرا نفسا عميقا حبسه وهو يحتمل صراخه في الداخل.. فتح عينيه ببطء وكل ذلك تحت أنظار هيوك من انعكست له صورة جون في المرأة الامامية الصغيرة.. فهم أنه ينازع ولكنه حتى الآن جيد متمسك بزمام الامور. لذلك أثار مساعدته.

قلبُ ميت | A Heart of A Deadحيث تعيش القصص. اكتشف الآن