1

2.9K 73 6
                                    

الفصل الاول

في احد احياء القاهرة الشعبي

فهذه المنطقة هي من اكثر المناطق المزدحمة و المعمورة بالسكان، فالناس لا تختفي من الشوارع علي مدار اليوم، فانه من الاحياء البسيطة التي توجد في محافظة القاهرة، فالناس في هذا المكان يحبون الخير لبعضهم ولا يملكون ذرة حقد اتجاه الاخرين، ولكنهم مازالو يحتفظون بالتقاليد القديمة وهي ان البنت ليس لها الحرية في الاختيار كل شيء بمفردها وليس لها الحق في العمل، فانهم من الفئة الفقيرة، لكن يوجد الحب والتألف بينهم.

في احد الشوارع الجانبية توجد مجموعة من العمائر تصطف بجوار بعضها، وهي ملك لسيدة قد بلغت من العمر خمسون عاماً، وليس لديها ابناء، لذلك وضعت كل اموالها في بناء هذه العمائر لكي تحصل علي العائد منها، لكي تستطيع ان تعيش في هذا العالم بمفردها بعد ان توفي زوجها وتركها بمفردها.

وفي احدي هذه العمائر تسكن "بطلتنا" في احد الشقق بمفردها، بعد ان هربت من بيتها بعد هذا الحادث المؤلم الذي حدث معها، فلم تستطع ان تظل في هذا المنزل بمفردها، فقد تركت مجتمعها الراقي التي كانت تعيش فيه و فرت هاربة من هذا المكان اللعين، ولم تجد امامها غير هذه المنطقة لكي تسكن بها، ولكن لم ينتهي عذابها بل ظلت تراه في كل مكان حولها اينما ذهبت حتي كادت ان تجن بالفعل.

داخل هذه الشقة تجلس "ميرال" في حجرة نومها و تجلس علي فراشها، وهي تضم قدمها بقرب من جسدها الذي اصبح ضعيفاً وهزيلاً من كثرة البكاء، و تسند راسها عليهم، و دموعها تتساقط بشدة وهي تتذكر هذا اليوم الذي تدمرت فيه حياتها، واصبحت عبارة عن جحيم تعيش فيه.

Flash back
....~منذ ست اشهر~....

كان قد مر اسبوع علي وفاة اهلها في هذا الحادث المؤلم الذي اظفر الي موتهم، فهي قد تدمرت نفسياً عندما علمت بهذا الخبر، فقد فقدت اعز ما تملك في هذه الحياة، فهي كانت ابنتهم الوحيدة بعد انتظار سنين كثيرة دون ابناء، وبعد مرور هذه السنين قد رزقهم الله بها فأصبحت ابنتهم المدلله، في رهيفة الحس والمشاعر، وقد مر هذا السبوع عليها كأنه دهراً سليماً، فلم تذق خلاله طعم النوم، فانها كانت تبكي ليلاً نهاراً ولم تكف عن البكاء، وكانت من تساندها في هذه المحنه التي تمر بها هي صديقتها "مريم" التي لم تتركها للحظة واحدة، فكانت دائماً بجوارها، تحاول ان تخرجها مما هي في و لكنها لم تستطع.

وفي هذا اليوم الموحش، قد تلقت مريم اتصالاً من و الدتها تخبرها انها مريضة و لابد لها ان تحضر الي المنزل في الحال، فستأذنت مريم من ميرال لكي تذهب وتري ما بها والدتها وتعود لها في الصباح الباكر، ثم غادرت المكان وتركت ميرال بمفردها في هذا البيت، و لكن ميرال لم تهتم الي هذا الموضوع فهي اصبحت خاليه من المشاعر، ولم تعد ترغب في الحياة بعد.

خداع قاتل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن