في خلال متابعتي لتدرج لون السماء في ساعات الشروق الأولى بشرود، إنتشلني صوت أخي الموقر و هو يهتف بتملل قائلا " وصلنا " .
هممت بالنزول و التوجه لداخل الحرم الجامعي نحو مكاني أنا و أصدقائي -ماهي-ديلان- المفضل ،و بالفعل وجدت كلاهما قد سبقاني و بدؤ في التسامر معا، و كان من الواضح عليهما السعادة .
" مرحبا بالرفاق " قلت مُرحبة ليرد كلاهما التحية بود.
" بالمناسبة ما الذي حدث معكم بالأمس؟ لقد رأيتكَ أنت و دانيل قد عدتما في وقت متأخر و بدوتما في حالة مزرية.. هل كل شيء بخير ؟" سألتني ماهي بإهتمام عندما إرتكزتُ بجانبها لأريح رأسي على أحد كتفيها قائلة " لن ترغبي بسماع ما حدث صدقيني!" .
ليس لدي الرغبة بالتحدث عما حدث بالأمس صدقا!
"كما تشائين .. و لكن إذا رغبت بالحديث فكلي أذان صاغية!" ألحقت بنبرة جادة لتظهر على ثغري نصف إبتسامة صادقة تعبر عن مدى إمتناني لكون ماهي صديقتي .
بعد مضي وقت لا بأس به ألقينا نظرة على الساعة التي كانت تشير على التاسعة و النصف أي وقت بدء محاضرتنا .
ودعّنا ماهي و هممنا أنا و ديلان بالإتجاه نحو القاعة المنشودة، لتستقيم هي أيضا بدورها متجهة نحو محاضرتها بالأدب الفرنسي ..
الأدب الفرنسي ..مقرف !
دلفنا لداخلها و كنا من أول الحاضرين لذا جلسنا بالمقاعد الأمامية و بعد دقائق من جلوسنا لاحظنا دخول إليري تمسك بأحد يديها عصا لمساعدتها على المشي كون قدمها اليمنى قد كسرت .
" واو أنظري ماذا حدث لعدوتك! " تمتم ديلان و إرتفع نصف فمه بتفاجئ .. المسكين لو يعلم ما الذي حدث فقط !
" أخي صدمها بالسيارة بالأمس!" فسرت لأخرجه من حالة ذهوله ليحدث العكس و يزداد ذهولا !.
" ماذا ؟ أين كنت عندما حدث كل هذا ؟" سأل بتعجب لأعقب بتهكم " تتحدث مع ماهي ..ربما! " أنهيت جملتي بإبتسامة خبيثة لأتلقى ضربة قوية على كتفي حتى إعتقدت بأنه خلع .
" سحقا لك !" همست بألم عندما وضعت يدي لأحركها بهدوء على مكان لكمته ثم إلتزم كلانا الصمت كون المحاضرة قد بدأت بالفعل .
بعد ساعتان إنتهت هذه المأساة .. يا إله ظننت بأن الجامعة أسهل بكثير و لكنني مخطئة حتما!
خرجت و قررت العودة إلى المنزل مع ديلان لذا أرسلت لأخي بأن لا يقلق! .
صعدت بجانبه ليبدأ بالقيادة نحو منزلي ريثما قررت سؤاله " كيف حال أيان ؟" .
" بخير، لازلت أزوره كل يوم .. و حتى اليوم سأذهب له بعد إيصالك " أجاب بما كنت أود سماعه لأعقب " ما رأيك بأن نذهب إليه سويا .. كم أود التعرف عليه و أيضا لا أعتقد بأنني سأشكل ضررا .. أليس كذلك ؟" قلت بعيون القط البريئة ليزفر هو بنفاد حيلة و يومئ مغيرا إتجاه السيارة نحو المصحة .
أنت تقرأ
Unexpected || غير متوقع
Actionتنبيه: هذه الرواية تجمع القصص تحت هاشتاق غير متوقع «عالمي الخاص- دقيقة من التفكير-بارانويا- أمل زائف» لا أنصحك بقرائتها ان لم تقرأ هذه القصص. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قد لا أكون مثلما تعتقد فاحذر من الإقتراب...