الثانية ظهرا - الولايات المتحدة -
" تفضل " قالت بثبات و نبرة حازمة لتسمح للطارق بالدخول .
" مرحبا ليديا " قال فور دخوله بإبتسامة مشرقة لتستقيم هي و تردف بنفس إبتسامته عندما تبدلت ملامحها لأخرى لينة.
" مرحبا ستيفان " و من ثم أشارت له بالجلوس .
" إذا ما الأمر ؟" سألت، ليرفع هو حاجباه و يعقب بمزاح " هل يجب أن يكون هناك شيء لأزورك بمكتبك! " . إبتسمت على مزاجه لتعقب بهدوء " ليس و كأنني سأصدق! " .
قلب عينيه ليردف بخبث مصطنع " لا أعتقد هذا عزيزتي" غمز في نهاية الجملة في حين رفعت هي نظرها لتقابل إبتسامته الجانبية بينما أردفت بتملل ممزوج بمزاح" هل علي تذكيرك بأنني متزوجة ؟! " . فور أن أنهت جملتها إنهال هو ضاحكا ليعقب مداعبا " هيي، أنا لا أغازلك.. فأنت أكبر مني ليديا، بالإضافة لكوني أعتبرك بمقام جدتي!" .
" يا إله، حقا المرضى يأثرون عليك سلبا !! " همست بسخرية بينما حمحم هو ليسأل بجدية " بالمناسبة، كيف حال زوجك ؟ ".
تنهدت بعمق قائلة بنبرة فرحة " كما تعلم ألمانيا الأفضل في العلاج، و أشكر الرب بأنه تعافى بعد العملية الجراحية و الأن سيعود للندن و يجب علي المغادرة أنا أيضا .. لقد إشتقت له و لإبني حتى أنني لا أطيق الانتظار للقائهم أكثر! " .
إبتسم ستيفان بود عندما رأى السعادة في عينيها أخيرا فطوال الفترة السابقة كانت مستأة لأجل زوجها و الوحيد الذي حاول الوقوف معها و التخفيف عنها هو صديقها ستيفان أو يمكننا القول المتدرب عندها سابقا بهذه المصحة.
" سعيد لأجل هذا " قال بفرح ممزوج بقليل من الحزن لخبر عودتها، فهي صديقته الوحيدة بهذه المصحة الموحشة .
" و الأن هل ستخبرني لما أتيت أم تفضل أن أخمن؟ " إستفهمت ليديا بفكاهة ليبتسم هو بالمقابل و يردف بتوتر " في الحقيقة أريد تسليم أحد ملفات مرضاي و أكثرها تعقيدا لك. " .
نظرت له بشك ثم أعقبت " و لكنك تعلم بأنني سأغاذر بالإضافة لكوني إستلمت حالة بالفعل و بالكاد إستطعت أن أقنع المشفى بنقله معي، و أعتقد بأنك تعلم كم عانيت لأخد الموافقة من الجهات الأمنية أيضا !! ." .
" أعلم، و بالنسبة لهذه المشكلة فأنا تصرفت بشأنها و إستئذنت من والديه.. هما راضيان، و أيضا وافقت المصحة على نقله من هنا لمصحة لندن التي وافقت بدورها بعد القليل من العناء، كل ما تبقى هو توقيعك الجميل على ملفه و يصبح لك." إندفع قائلا مصطنعا البراءة في حين شبكت هي يداها مسندة إياهم على المكتب بحرص محاولة أن تفكر بجدية بشأن طلبه.
" لا أعتقد بأنني سأوافق .. أسفة ستيفان و لكنك تطلب المستحيل ، نقله من هذه المصحة لإحدى المصحات بلندن لن يكون لصالح علاجه... فقط حاول معه مجددا ، أثق بمهاراتك" أنهت جملتها تزامنا مع وقوفها و سحبها للملف القابع على المكتب إستعداد لترك الحجرة .

أنت تقرأ
Unexpected || غير متوقع
Acciónتنبيه: هذه الرواية تجمع القصص تحت هاشتاق غير متوقع «عالمي الخاص- دقيقة من التفكير-بارانويا- أمل زائف» لا أنصحك بقرائتها ان لم تقرأ هذه القصص. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قد لا أكون مثلما تعتقد فاحذر من الإقتراب...