الفصل الأول من رواية بقايا عاشق
تؤلمنا الحياة كثيراً تجعلنا أحياناً لا نتحمل حتى تنفس هواءها تجعلنا نتحطم من خلال ذكريات الماضي تجعلنا نتمنى الموت
الموت يصبح أقرب لنا من الحياة ولكننا لا نستطيع الحصول عليه تظل أرواحنا معلقة هكذا بين الموت والحياة ولا نستطيع الأختيار
فقدر الله هو النافذ وجروحنا التي لا تُضمدها الحياة وتظل هكذا تؤلمنا ونحن نتصنع الجمود
********لا حول وﻻ قوة إلا بالله*********
يجلس فى وسط ظلام المقابر الموحش ويبكي بكل جوارحه؛ فهو لا يصدق أحقاً هو لا يستطيع التكلم معها؟ لا يستطيع رؤيتها مرة أخرى .
ولكنها فى قلبه مهما مرت السنوات، ومهما طال الزمن، فملامحها البريئة تُحفر فى ذاكرته
آسر:سمر سامحينى أنا السبب، أنا اللى قتلتك وقتلت بنتى اللى ملحقتش أشوفها ،خمس سنين وأنتِ بعيد عني، نفسى أروحلك بقى، الإنتظار صعب أوى ياحبيبتى صعب
(فلاش باك منذ خمس سنوات)
فى إحتفال كبير وأجواء مبهجة، كانت تقف سمر بجانب آسر للإحتفال بعيد ميلاده الخامس والعشرين فى السنة الأولى لهم من الزواج
سمر:حبيبى يلا بقى عشان نطفي الشمع
آسر:حاضر ياروحى، أنا عايز أمشى الناس دول بسرعة؛ عشان أفضالك أنت ياجميل😉
سمر بإبتسامة:طب يلا بقى ،عشان أنا عملالك مفاجأة بعد الحفلة هتعجبك موت
توجه آسر لكى يطفئ الشموع وبالفعل تم عيد الميلاد فى فرحة الجميع .
توجه آدم شقيق سمر التوأم إلى شقيقته، وتحدث معها
آدم :سمور حبيبتى ،قولتى لآسر إنك حامل ولا لسة
سمر:وطى صوتك يا آدم خليها مفاجأة
آدم بإبتسامة:ماشي ياروحى ربنا يسعدك
سمر:يارب ياحبيبى وأفرح بيك أنت كمان
آدم:يخربيت فصلانك يلا همشى أنا بقى ،سلام يا آسور خلى بالك من أختي .
آسر:سمر فى عيونى يا آدم، أطلع منها أنت
عز (صديق آسر وآدم):شكلك وحش أوى يا آدم😄
آدم:بس ياض ياتنح أنت ،يلا سلام
ذهب الجميع ،وأخذ آسر سمر إلى السيارة
آسر:أركبى ياروحي هوديكي مكان روعة
سمر:حبيبى أنت أى مكان معاك جنة
آسر:مش عارف من غيرك حياتى كانت هتبقى أزاى ربنا يخليكي ليا يارب
سمر:ويخليك ليا يارب
آسر:صحيح أيه هى المفاجأة بقى
سمر:عندى نونو صغير ،بيلعب فى بطنى
وفى تلك اللحظة شعر إنه يملك العالم فهو سيصبح أب من امرأة قد عشقها
آسر بسعادة :بجد بجد يعنى هبقى أب
سمر :أيوة ياروحى ،هتبقى أحلى أب
آسر:أنا هموت من الفرحة
سمر بفزع:آسر حاسب، آسر عاااااااا(بااااك)
ظل يبكي وهو يجلس على الأرض ،يضم تراب قبرها هى وابنته، يأس من الحياة بعد موتها فقد تركته هكذا جسد بلا روح ،قلب محطم إلى أشلاء، أغمض عيناه بتنهيدة حارة، أتضح بها مدى حزنه .
***********صلى على الحبيب***********
فى منزل بسيط ،كانت تملأه البهجة منذ سنوات،ولكنه أصبح الآن يحمل الكثير من الأحزان بعد فقدان والدتها ،وأصابة أختها بالعمى ،وحتى لم يستطيعوا معالجتها؛ لقلة المال كانت تجلس حياة وهي شديدة الحزن ،تتجهز لكي تذهب إلى منزل أحد الأغنياء؛ لتقوم بأعطاء درس خصوصي بمادة اللغة الإيطالية .
مراد(اخو حياة ):حياة خدي عربيتي معاكي.
حياة:لا يامراد دي عربية أنت شغال عليها مش بتاعتك، مينفعش ناخد حاجة مش بتاعتنا.
مراد :يا بنتي يلا بقى متتعبنيش معاكى، مش هيحصل حاجة يعني الدنيا ليل، وأنا كمان عايز أريح شوية؛ عشان أنزل الشغل بكرة .
حياة :ماشى يامراد، يلا ياحبيبي سلام، وخلي بالك من بابا وأسماء.
مراد:فى عيوني ماتقلقيش.
دلفت حياة إلى السيارة ،وأدارت المحرك ؛لكي تذهب إلى وجهتها .
**********استغفر الله العظيم***********
فى منزل أم آسر
تفوق حنان من أثر الضربة التى تلقتها وصاحت بفزع :بنتى... أعمل أيه أنا دلوقتي يارب ألطف بينا، ألو ياآسر ،ألحقني يابني آدم خطف أختك .
آسر بفزع:أيه!
أنا هتصرف يا أمي ماتقلقيش مش هسمح لأختي تموت بسببى.
أغلق آسر الهاتف :ليه كده يا آدم ليه........ أنا مش ناقص وجع قلب، يارب أرحمني يارب، ألو ياعز، آدم خطف إسراء، تعالى حالاً على مكان الحادثة، انا متأكد أنه هناك ماتتأخرش .
أتجه إلى سيارته، التي جعل سائقة يذهب
تردد فى بادئ الأمر على الصعود إلى السيارة، وقيادتها، ولكن ما باليد حيلة ؛فحياة شقيقته فى خطر، ويجب أنقاذها من أيدى آدم ؛الذي تحول إلى وحش.
استقل داخل السيارة بجسد مرتعش، حقاً هو غير قادر على هذا الفعل، كيف !....كيف يقودها مرة آخره ولكن شقيقته ، سيخسرها، لا لابد من المجازفة بحياته ؛حتى ينفذها من يديه،قاد السيارة سريعاً وهي تأتى له كل تفاصيل الحادثة تشوشت الرؤية فى عيناه.
لا ليس وقت هذه النوبات، ليس وقتها ماذا سيفعل إذا تمكنت منه الآن .
ليس بأيدينا تخطيط أي شىء فى حياتنا، نحن نتمنى ان يحدث لنا الكثير من الأشياء، نتمناها ولكن ليس بايدينا وتحدث تلك الأشياء فى الأوقات الخطأ ،هو يتمنى الموت ولكن ليس الآن.
تمكنت منه تلك النوبات ،وفقد السيطرة كليا، لم يرى أى شىء، لم يعد يعي بأى شىء حوله، فقد أصابتة التشنجات التى كادت أن توقف الدم في عروقه، وعيناه التي أصبحت باللون الأبيض، والأهتزاز الذي سرى فى جسده ،والسائل الأبيض الخارج من فمه، كل هذه الأعراض التي أصابته ،جعلته فى عالم آخر لم يعي بأى شىءٍ حوله.
سكون تام حدث بعد هذا الصدام ؛الذى سببه سيارة آسر ،وهو تحت سيطرة تلك النوبات ؛التي تسببت فى الأصطدام بالسيارة الأخرى.
رأى الناس ذلك الحادث العنيف ،الذى جعل السيارة التي كانت أمامه على وشك الإنفجار، حمل الناس الفتاة ،التي كانت داخل السيارة ،فهى فى منتصف العقد الثانى من عمرها، والتى فقدت وعيها نتيجة تلك الحادثة العنيفة
وكان آسر قد فقد وعيه نهائياً
وتم نقلهما معاً إلى المشفى .
**********صلى على الحبيب ***********
فى مكان مظلم ،كانت تجلس متكورة على نفسها من شدة الرعب؛ فإنها ستموت اليوم لاشك.
-ايه يا حلوة بتترعشي كده ليه.
قالها آدم بغضب وهو ينظر إليها
إسراء:آدم.... أرجوك سيبنى، أنا كنت بعتبرك أخويا وآسر كان بيحب سمر -الله يرحمها-حرام......
قاطعها بعصبية: أخرسي..... مش عايز أسمع صوتك أنا هندم أخوكى ،وهخليه يحس باللى انا حاسس بيه
إسراء :أنت فاكر انه مبيتعذبش، حرام عليك كفايه المرض اللى جاله
آدم:يستاهل.... ده أقل شيء يستحقه .
*********ﻻ حول وﻻ قوة إﻻ بالله**********
تتبدل الأحلام إلى كوابيس ،و تؤدى بنا إلى الهلاك
يتحول اللون الوردى إلى اللون الأسود
يتحول لون الورد الأحمر إلى دماء في القلب
يتحول صوت الضحكات إلى صرخات ألم
بعد أن تم نقلهم إلى المشفى ،فى حالة من التوتر
الممرضة :دكتور.... فى حالتين عاملين حادثة، وحالة البنت صعبة أوي ،لكن الراجل التانى فاق، بس عنده أعراض الصرع ؛عشان اللى جابوا قالوا إن كان عنده تشنجات
أتجهوا الأطباء إلى المرضى، وبدأوا بالقيام باللازم
آسر:أنا فين ،أيه اللي حصل؟
الدكتور : أنت فى المستشفى، متقلقش بقيت كويس هتحس بس بسيابان فى الأعصاب
نهض آسر بتثاقل، وأبعد عنه جهاز التنفس:أنا لازم امشى، إسراء لازم ألحق إسراء
الدكتور:استنى هنا على فين، أنت مريض صرع وممنوع من قيادة السيارة، وأنت دلوقتى لازم يتعملك محضر، دة غير الحادثة اللى ممكن البنت تروح فيها.
آسر:طيب أنا هاجي تاني بس لازم أمشى دلوقتى أنا أختى فى خطر لازم أنقذها
الدكتور:آسف يا أستاذ، مش هينفع تخرج
**********صلى على الحبيب**********
فى منزل حياة
تجلس أسماء داخل غرفتها، والظلام يسيطر عليها وتشعر بوخرات فى قلبها
أسماء :مراد تعالى رد على الموبيل
مراد:حاضر ياسوما، ألو أيوة أنا أخو حياة....أيه حادثة
أسعد:فى أي يامراد، متنح كده ليه
مراد بدموع:حياة عملت حادثة يا باباتظل الحياة تصدمنا ،تصفعنا على وجوهنا ،صفعات متتالية؛ تتسبب فى جروح عميقة ،ليس من السهل تضميدها .
ذهبت أسرة حياة إلى المستشفى ،وهم فى حالة يرثى بها ،من الواضح أن الصدمات تأتى متتالية
مراد :لو سمحت حياة أسعد فين
موظف الاستقبال :غرفة304 يا فندم
دلف مراد سريعا ،وهو يلهث من سرعة الركض وتوقف أمام الغرفة :لو سمحت ، أيه أخبار المريضة اللى جوه.
الممرضة بحزن:بصراحة الحالة مش مستقرة خالص هى حاليا فى غيبوبة
تسمر أسعد وأسماء ،الذين كانوا يآتون خلف مراد
أسماء ببكاء:لا مستحيل مستحيل حياة تموت، زي ماما مش هقدر استحمل
مراد :أهدي يا أسماء، إن شاء الله هتبقى كويسة
بينما نزلت الدموع من عينين أسعد وهو يقول:اللهم الطف بينا يارب
وفى تلك الأحيان خرج آسر من الغرفة:لو سمحت معاك فون أعمل مكالمة
مراد :آه طبعاً أتفضل
آسر : شكراً جداً
ألو عز أنت فين، أنا حالياً فى المستشفى ،مش عارف أخرج، وهلبس قضية ،وهتجنن إسراء فين
آدم :تؤتؤتؤتؤ ياحرام ،عز مش هيعرف يعمل حاجة ياحبيبى ،عز مربوط قدامى أهوه
آسر:آدم أرجوك بلاش، بلاش تعمل حاجة هتندم عليها ،أنا بتعذب زيك بالظبط، وممكن أكتر منك كمان .
آدم:أخرس.... أنت لسه شوفت عذاب، أنا هدمرك
آسر:ورحمة سمر متآذيش أختي، مش دي إسراء اللي كنت بتعتبرها أختك ،ياصاحبى أرجوك
لعن آدم نفسة ؛لآنه شعر بأنه سوف يستسلم؛ فأغلق الهاتف وألقاه بعنف .
*********ﻻ حول وﻻ قوة إﻻ بالله*********
فى المشفى
الدكتور :حضرتك أزاى خارج كده، وبعدين لما المريضة تفوق من الغيبوبة، ممكن تحب تعملك محضر .
مراد:ثوانى بس ....هو ده اللى خبط حياة؟
الدكتور بإيماء:أيوة هو
لم يكمل الطبيب جملته ،حتى انهال عليه مراد باللكمات العنيفة، التي لم يقاومها آسر
مراد وهو يلكمه:آه ياحيوان، وجاي تقولي عايز أعمل تليفون، ده أنا هموتك هنا
الدكتور :لو سمحت، مينفعش كده هو جاتلو تشنجات، وهو بيسوق ماكنش يقصد
آسر :أرجوك ...أنا أختي مخطوفة ،وممكن تتقتل أرجوك
مراد ببكاء :وأنا أختي اللي بتموت جوه دي أعمل فيها أيه ها رد عليا
آسر:أنا هاجي تاني إن شاالله أتعدم بعد كده ،بس عايز أنقذ أختي أرجوك
أسعد:روح يابني وجودك مش هيقدم ولا هيأخر
مراد بعصبية:يروح فين ماحدش هيمشى من هنا
أسعد :مراد أنا مش فايق، أدعي ﻷختك ،وأعد على جنب ،وسيب الراجل
آسر :متشكر جداً ،مش هنسالك الجميل ده
ثم ركض آسر؛ حتى يلحق شقيقته وصديقه
*********صلى على الحبيب *********
آدم :1 2 3 4 5 6
آسر :استنى يا آدم....... نزل المسدس ده أرجوكفى المشفى
مراد:فى أيه يا دكتور ،أيه اللى بيحصل
الدكتور :للآسف ....القلب وقف----------------
إنتهى الفصل الأول ❤
أرأكوا تهمنى 😍
بقلم شيماء عثمان
أنت تقرأ
بقايا عاشق"مكتملة"
Roman d'amourتهاجمه تلك الذكريات اللعينة التي تستطيع تحطيمه بكل سهولة؛ فهو سبب في موت أغلى ما لديه،ويرى أنه لا يستحق سوى الموت واستسلم إلى ذلك المرض اللعين الذي سيؤدى به إلى الهلاك لا محالة، ولكن هل سيمسك باليد المنقذة له أم لا