الفصل السادس عشر من رواية بقايا عاشق
وصل أمام الشركة، وترجل من سيارتة بهيبته الطاغية، وكان سوف يتجه إلى الشركة ،ولكنه لمحها بين يديه تحاول التخلص من قبضته الممسكة بها
إتجه إليها وعلامات الغضب تجتاح وجهه ودفعه بعيداً عنها ،وظل يضربه بكل ما أوتي به من قوة
حتى جعله يفقد وعيه
ألتفت إليها ،وجدها تبكي لم يستطع التحمل وأخذها داخل أحضانة حتى تهدئ
غمرها الشعور بالأمان كثيراً ،وكأنها كانت تنتظر ذلك الحضن
آدم:أهدي خلاص أنا جيت ماتخافيش
ليلى:خلاص مش خايفة
آدم:هو الحيوان ده كان بيعمل كده ليه
ليلى:عشان أمجد بيحبني بس هو مش بيفكر هو عايز يوصلى بس لازم يختار طريقة غلط طريقة تبعدنا أكتر ماتقربنا
آدم:سيبك منه طول مانا موجود مش هيقدر يعمل حاجة تمام
ليلى بابتسامة :تمام
ذهبوا إلى الأعلى معاً ،وهم فى حالة جديدة من نوعها ،وادخلها مكتب السكيرتيرة
آدم:منى أنتِ هتعلمي ليلى الشغل، وأنتِ هتتنقلي فى مكان تانى تمام، يلا يا ليلى روحى لِمنى
ثم اتجها إلى مكتبه
كادت منى ان تقفز من شدة السعادة
ليلى :هو أنتِ فرحانة كده ليه
منى:الحمد لله همشي من هنا يامنتَ كريم يارب
ليلى :ليه هو فى هنا ايه...؟
منى :في ايه 😏
في بشمهندس آدم يا اختى ،أحكيلك ليه ماأنتِ هتجربي ربنا معاكي
ليلى :لا أنتِ خوفتينى
منى:بصي هو بيحب كل حاجة مظبوطة أوي ولو اتلغبطي ف حاجة يبقى يومك مش معدي ده غير التكشيرة بتاعته
ليلى باستغراب:آدم بيكشر
منى : هو بيعرف يعمل حاجة غير التكشير يلا بقى ياحلوة اعمليلوا قهوة سادة هو كل يوم لازم فنجان قهوة سادة
قامت وأعدت فنجان القهوة وأضافت إليه قطعة من السكر وأعدت ساندويتش له
دخلت إلى مكتبه بابتسامة، وإتجهت إليه
ليلى:كُل الساندويتش الأول، وبعد كده أشرب القهوة صحيح أنا حطيت عليها سكر بلاش سادة
آدم:بس أنا مش بفطر، ومش بشرب القهوة غير سادة
ليلى:هممممم أستحمل بقى أنت اللي خليتنى سكيرتيرتك كل يوم من ده
آدم:ههههههه ايه ده أنتِ بتعاقبيني ولا أيه
ليلى :لا عقاب أيه يلا أفطر
آدم بابتسامة :حاضر أي أوامر تانية
ليلى:لما اعوز هقولك، يلا باي شوف شغلك
نظر إلى الساندويتش وابتسم وتذكر
فلاش بااااك منذ تسع سنوات
سمر :يا آدم مافيش قهوة من غير فطار
آدم :يووووة يا سمر
سمر:يلا يا آدم، بطل دلع وكُل الساندويتش
آدم:حاضر يا سمر ،أما اشوف آخرتها معاكي
سمر :أستحمل بقى أختك هتعمل ايهبااااك
ابتسم بعد قراءة الفاتحة على روح شقيقته الغالية وأكمل الساندويتش
***********ﻻ إله إلا الله************
مر يومان على ذلك الحال
مع أقتراب آدم من ليلى
وتحدث آسر مع حياة
وذهاب تقى إلى العمل من جديد
عز:تقى أيه اللي جابك، وأنتِ تعبانة كده
تقى:لا أنا خلاص بقيت كويسة
نهى :حمدالله على السلامة
تقى :الله يسلمك
جلست تقى، وبعد ذلك كانت تدخل لعز المرضى
عز :تقى
تقى :أيوة يا دكتور
عز:عايز أتكلم معاكى بعد الشغل ممكن
تقى:آه ممكن بس هنتكلم فى أيه..؟
عز:هتعرفي ياتقى لما نخلص
نهى :دكتور عز آنسة ماري برة
عز:قوليلها إني مشغول يا نهى
تقى:أشمعنا يعني أنت مش مشغول
عز:بحاول أتغير يا تقى
تقى : طيب ده شىء كويس
عز: فعلاً كويس
تعرفي اليومين اللي فاتو دول ماكونتش عارف أعمل أى حاجة، كنت حاسس بفراغ فى يومي ،ماكونتش برتاح غير لما أسمع صوتك، كان بالنسبالي مسكن
تقى بكسوف:طيب هروح أشوف نهى بقى
خرجت تقى تحت نظرات عز المتفحصة
عز لنفسة:خلاص ياتقى مش هتبعدي عن عيونى أبداً
لازم تدخلي حياتي وتنوريها
إنتهى عز من عمله واصطحب معه تقى
تقى :هتوديني فين بس
عز:يوة بقى يا تقى اصبري
تقى:طب هو ليه المطعم فاضي
عز:عشان انا حجزت المطعم
جلست تقى على الطاولة مع عز وهي فى قمة التوتر والسعادة والخوف معا، وكأن مشاعرها لوحة مختلطة بالعديد من الألوان منها الفاتح والغامق فى مزيج لا ينفصل، ابتسمت له واردفت قائلة:ممكن تقولي فى أيه بقى..؟ عشان مش فاهمة حاجة
عز:ماتستعجليش ايه رأيك نرقص
تقى :نرقص!
انا مش بعرف
عز وهو يسحبها :هعلمك
ثم اخذها معه إلى ساحة الرقص المليئه بالزهور الحمراء والشموع المضيئة
مد يده وامسكها من خصرها وأخذ يتمايل معها
لم يمحى الزمان ذلك الشعور الذي يراوضها الآن
هى أمام فارس أحلامها ،تتعلق عيونهم ببعض ويبتسم لها إبتسامة حنونة ،شعرت منها مدى الدفء الذي بداخله
لم تفكر بعقلها وهى معه لم تفكر باى شىء سوى هو .....هو فقط، وكأن لا يوجد أحد فى العالم غيره
ولأول مرة لم تفكر بفعلها أهو صحيح أم لا
فقط راقها الشعور
أخذ ينظر إلى عيونها وكأنه يحفر ملامحها داخل قلبه
هي فقط التي لديها القدرة على الدخول إلى قلبه
عز بدون تفكير:تقى تتجوزيني
تلك الكلمة أصابتها برعشة هل صحيح ما سمعت وماقاله هل يريد الزواج منها...؟!
إذا كانت الأجابة نعم، فهي ستعيش فى سعادة أبدية
ظلت ثابته مكانها، ودموعها هي التي تكلمت بدلا منها
أيسألها هل تقبل الزواج به هي في الواقع لم تقبل بالزواج غير به ولكن للقدر رأى آخر
عز:هو انا ضايقتك
تقى وهى تمسح دموعها :لا أبداً
بس أنت ماتعرفش عني حاجة
عز:واللي أعرفه كفاية
تقى وهى تهز رأسها بالنفي :لا مش كفاية
عز:ممكن أعرف ليه بتعيطي
تقى :أنت تعرف ايه عني
ماتعرفش حاجة
تعرف مين هما أهلى الأجابة لا
عز:طيب ياتقى مين هما أهلك
تقى:ماعنديش أهل
عز:وايه المشكلة مانا كمان ماعنديش أهل
تقى:ومين اللي رباك وخلاك دكتور
عز:أبويا وأمى بس هما ماتو
تقى:وانا بقى تربية ملاجئ
ماعرفش مين هما أهلى
تعليم وماتعلمتش يادوب بقرا واكتب
وكأنها فاقت من أحلامها فى تلك اللحظة على واقعها الأليم وعلمت ان وجودها معه خطأ وقررت الذهاب
عز وهو يلاحقها :تقى استني هنا تقى
تقى:لو سمحت يا دكتور ،إحنا مش مناسبين لبعض
عز :ليه ليه حكمتي أننا مش مناسبين
تقى:هي دي الحقيقة
ثم أكملت والدموع منهمرة على وجهها:انا دلوقتي فوقت.... انا مانفعكش يا دكتور، انا واحدة لما خرجت من الملجئ كنت فى الشارع اتبهدلت لحد ما أبو حياة خدنى بيتهم، وبعد كده اشتغلت ،وأجرت شقة
عن إذنك... صحيح انا هفضل أشتغل فى العيادة لحد ماسدد فلوس العملية ،سلام وياريت ماتجيش ورايا
ذهبت ،وقلبها متحطم إلى أشلاء
فكرت بقلبها فى بادئ الأمر، ولكن لابد من تدخل العقل
تنزل دموعها بلا توقف، وكأن تلك اللحظة تحولت من السعادة الأبدية إلى التعاسة الأبدية هي لن تتزوجه ولن تستيطيع ان تكون لغيره
ذهبت إلى بيتها ،وظلت تبكس على قلبها الذي ذبحته اليوم
بينما هو متجمد فى مكانه، ويفكر ألهذا الحد تألمت ولكن لماذا تفكر هكذا تلك الحمقاء؛ فهو سلم لها قلبه وإلى الأبد، وقرر أنها هي وانتهى الأمر
سيفعل المستحيل ليجعلها ملكته
************ﻻ إله إلا الله*************
جلس فى مكانه المعتاد أمام المقابر ،وهو يقراء الفاتحة على روح زوجته الراحله
آسر:طول مافيا النفس هافضل فاكرك ،مش عايزك تكوني زعلانة مني هاتفضلي في قلبي صدقيني
بدعيلك تكونى فى الجنة؛ عشان أنتِ تستحقيها يا سمر ،وعارف إنك مش زعلانة مني
يمكن يكون وجودها وكلامها بيريحني
لكن ده مش معناه إني هنساكي أنتِ أول حاجة حلوة دخلت قلبي
ثم أستقل سيارته ،وهو يفكر هل يمكنه العيش مع حياة ،وهل هس تحبه
أمامه علامات أستفهام كبيرة لا يعرف أجابتها
دخل إلى الفيلا
حنان :كنت فين يا آسر...؟
آسر:كنت فى المقابر
حنان :ربنا يرحمها ياحبيبي
آسر:يارب يا أمى عن إذنك هنام
أستلقى على فراشه، ونام من كثرة أرهاق قلبه
أنت تقرأ
بقايا عاشق"مكتملة"
Romanceتهاجمه تلك الذكريات اللعينة التي تستطيع تحطيمه بكل سهولة؛ فهو سبب في موت أغلى ما لديه،ويرى أنه لا يستحق سوى الموت واستسلم إلى ذلك المرض اللعين الذي سيؤدى به إلى الهلاك لا محالة، ولكن هل سيمسك باليد المنقذة له أم لا