الفصل الرابع من رواية بقايا عاشق
تستميلنا نسمات الهوى من جديد
تنعش أرواحنا، تجعلنا نرغب فى العيش
أو ربما تجعلنا نريد توقف الزمان فى بعض اللحظات
كان يقف آدم فى حالة لم يشعر بها من قبل، أهي حالة هيام أم ماذا؟ هو حقا لا يعرف، هو فقط لا يستطيع أبعاد عينيه عن تلك الجميلة ،هو يريد رؤيتها فقط، ولكنها تبكي بشدة، وتنتفض من أثر البكاء ،لم يستطع رؤيتها هكذا ،كل ما استطاع فعله هو أخذها بين أحضانه؛ لأبعادها عن ذلك العالم القاسى الذى لا يرحم أحد والغريب أنها أستكانت تماماً بين ذراعيه ،وكأنها تبحث بداخله عن الأمان، لم يشعر كم مر من دقائق، هو فقط يشعر بدقات قلوبهم المتسارعة، وأصواتها العالية
أفاقت من ذلك، ثم قامت بدفعه بعيداً عنها، وظلت تبكي مرة أخرى
ولكن أوقف ذلك البكاء، صوته المطمئن لها
آدم:أهدى ماتخافيش ،أهدي انا مش هآذيكى
أسماء بخوف :أنت مين ؟
احس فى تلك اللحظة أدرك أنها عمياء فأجابها بلطف:أنا آدم ماتخافيش أنا اللي مشيت اللى كانو بيضايقوكى
أسماء: أنا عايزة أروح
آدم:طيب ممكن ماتترعشيش كده، قوليلي أنتِ بيتك فين، وانا هروحك
أسماء:لا شكراً ،أنا عايزة أتصل بأخويا ،يجي ياخدني انا كنت فى المدرسة، وخرجت لاقيت الفون ضايع مني وفضلت أمشى، وماعرفش أنا فين
آدم :طيب قوليلى رقم أخوكى ،وأنا هكلمه وأقوله إحنا فين، وهو يجي ياخدك ،وقوليلى اسمك بقى عشان أكلمه
كان صوته الهادئ الرخيم يجعلها فى عالم آخر حقاً ولكنها نفضت تلك الأفكار ،وأعطته هاتف مراد واسمها
وكان فى ذلك الوقت يبحث عنها مراد أمام المدرسة
مراد:ألو
آدم :هو أنت أخو أسماء ؟
مراد بقلق:آه أنا أخوها ،أنت تعرف هى فين
آدم :آه ماتقلقش أهي واقفة قدامى أحنا فى شارع **
مراد:تمام...... أنا قريب هاجى حالاً
أغلق مراد الهاتف وأتجه إلى اسم الشارع
آدم :أهوه جاي ماتقلقيش بقى، وبعد كده ماتتحركيش من قدام المدرسة أتفاقنا
أسماء :حاضر بس أنا كنت خايفة
آدم : ماتخافيش ان...
مراد :أسماء حبييبتى أنتِ كويسة؟
ألقت نفسها فى أحضان أخيها وظلت تبكي
مراد وهو يربت على ظهرها :خلاص ياحبيبتى ماتخافيش ،أنا جيت خلاص
أسماء ببكاء :كانو عايزيني أجي معاهم يامراد
مراد بعدم فهم:مين دول؟
آدم:ماتقلقش، دول كانو شباب بيضايقوها ،وأنا مشيتهم
مراد:متشكر جداً، أنا مش عارف أشكرك أزاى
آدم:ولا شكر ولا حاجة ،خلي بالك أنت منها بس
شكره مراد كثيرا ثم أخذ شقيقته إلى السيارة
اتجه آدم إلى سيارته ،وأدار المحرك ،وأتجه خلف سيارة مراد دون أن يراه
داخل سيارة مراد
مراد :خلاص ياسوما بقى عشان خاطري بطلي عياط أنا هروحك دلوقتي ،وهروح أجيب حياة وبابا من المستشفى مش عايز حياة تيجي تشوفك كده
أسماء وهى تمسح دموعها:حاضر مش هعيط
مراد :يلا وصلنا
أدخلها مراد المنزل ثم ذهب إلى المشفى
بينما كان آدم بالخارج وحقق ما أراده، وهو معرفة بيتها ثم أدار محرك السيارة بإتجاه فيلته
***********لا إله إلا الله**********
دلف مراد إلى مكان الاستقبال فى المشفى؛ لكى يدفع مصاريفها، بعد أن أتى ببعض من النقود التى كان يدخرها ؛فالمشفى يبدو أن مصاريفها مكلفة
مراد :لو سمحت عايز أدفع حساب حياة أسعد
الموظف:الحساب أتدفع يافندم
مراد:اتدفع مين اللى دفعه
الموظف:واحد دفعه النهاردة الصبح
أدرك مراد ان عز هو الذى قام بدفع المصاريف وتضايق من ذلك ثم أتجه إلى المصعد
مراد :ياساتر
إسراء:أيه يا أستاذ ؟
جاية أطمن على السينيورة بتاعتي 😏
مراد:أطمني ياختي أطمني أصلا انا هاخدها ،وهنروح
إسراء:مش عارفة أنت أزاى بدمك ده، تبقى أخوها
مراد:بت أحترمي نفسك بلسانك الطويل ده ،صبرني يارب اهو وصلنا أخيراً
إسراء:هههههه علطول متنرفز كده ،هو انا عملتلك حاجة
وصلوا إلى غرفة حياة تحت ضحكات إسراء وعصبية مراد
إسراء:سينيورة أخبارك إيه النهاردة؟
حياة بابتسامة :كويسة ياحبيبتي أنتِ عاملة ايه
إسراء :الحمد لله كويسة
حياة:معلش بقى الأسبوع الجاي هنبقى ناخد الدرس
إسراء :لا لا براحتك خالص، لما تبقي كويسة خالص نبقى نبدأ
مراد :ايوة أكيد هو ده اللي هيحصل، ده درس شوءم أساساً
حياة:مراد بقى خلاص
إسراء:أيوة هو عنده حق، أنتِ عملت حادثة يوم الدرس، وأنا أتخطفت، وأخويا عمل حادثة، وخد ليلة فى الحجز و........
مراد :باااااس، أيه راديو أفصلى يخربيتك
إسراء :الله مش بقولها أيه اللى حصل 😕
مراد:يعنى أنتِ اللى كنتي مخطوفة، ياريتنى ماخليت أخوك يروح يجيبك
حياة :مراد خلاص بقى وربنا أنا تعبت
إسراء:يلا بقى انا هامشي
مراد :أحسن😒
حياة بعند:لا أنا عايزة أعد شوية
حياة:مراد ممكن تروح تجبلى مياة
إسراء :وأنا كمان يامراد😄
مراد:حاضر يا يويو هجبلك مياه، أنتِ بقى موتي من العطش😕
إسراء:هههههههه عصبي أوى
حياة:احم هو أستاذ آسر كويس
إسراء بحزن:آسر مش كويس خالص
حياة بقلق :ليه مالو
إسراء :لا سيبك هو بس نفسيته تعبانة شوية ،همشى أنا بقى
مراد بعد أن دخل:المياه
إسراء :هههههههه أنت جبتلى مياه
مراد :هتشربى ولا لا
إسراء باستفزاز:لا أشرب انت بااااى😂
مراد:استغفرالله العظيم يارب
حياة :هههههه خلاص يامراد بقى، ديه عيلة أد أسماء هتعمل عقلك بعقلها
مراد:طب يلا بقى عشان أروحك
********صلى على الحبيب *********
دلف آدم إلى فيلته ،وهو يفكر فى تلك العمياء التي سلبت تفكيره ،تمنى لو يذهب إليها ،ويأخذها مرة أخرى داخل أحضانه ثم أفاق من شروده :جرى أيه يا آدم ديه عيلة، مالك فى إيه ؟
ثم أخذ حماماً دافئا لكى ينزع تلك الأفكار ولكن بلا جدوى، لم تذهب من مخيلته
وكانت هي على الجانب الأخر لا تقل عن حالته،هى الآن تشعر بالضياع، ولكن صوته لم تنساه أبداً رائحة عطره الرجولي لم تفارفها أبدا ،ذلك الشعور لم تشعر به من قبل ،ولكن أنتبهي أيتها الحمقاء هو فقط يشفق عليكي أنتِ عمياء لن تحصلي على قلب أحد أنتِ لن تحصلي الا على شفقة الجميع فقط، أنتِ ليس من حقك الحب أبداً
كانت تلك الكلمات هي التي تدور فى مخيلتها ،ثم مسحت دموعها ،واستلقت فى السرير حتى آتاها النوم، على عكسه تماما ؛فهو لم يستطيع أغماض عينيه
**********ﻻ حول وﻻ قوة إلا بالله*********
أوصل مراد حياة وأسعدإلى المنزل، ثم ذهب إلى عمله، دلفت حياة إلى غرفتها، وغطت فى نوم عميق نتيجة الدواء
أما عن أسعد فدخل أولاً ليطمئن على أسماء، ثم دلف غرفته؛ ليستعيد ذكريات تلك الخائنه من وجهة نظره
أنت تقرأ
بقايا عاشق"مكتملة"
Romanceتهاجمه تلك الذكريات اللعينة التي تستطيع تحطيمه بكل سهولة؛ فهو سبب في موت أغلى ما لديه،ويرى أنه لا يستحق سوى الموت واستسلم إلى ذلك المرض اللعين الذي سيؤدى به إلى الهلاك لا محالة، ولكن هل سيمسك باليد المنقذة له أم لا