الفصل الخامس والعشرون من رواية بقايا عاشق
أحيانا نضع أملنا على لحظات، نعتقد أنها ستحول مسار حياتنا إلى الأفضل، ولكنها تأخذنا إلى الهلاك
بل تجعلنا نتمنى إبتلاع الأرض لنا
والأختفأ من هذا الكوكب المخيف
هل يصفعنا القدر فى أجمل لحظاتنا؟
هل يحول حياتنا من نجوم السماء إلى بطون الأرض
أيمكن ان الحياة تعطينا الخذلان بدلاً من الأنصاف
تجمدت ملامحه، وهو غير قادر على السيطرة
يقاوم، ولكن هنا لا مجال للمقاومة
تمكن منه مرضه الذى يآتى بأوقات؛ ليجعلها تعيسة مهما كانت حالها
تمكنت منه تلك التشنجات التى تصاحبها شحوب وجهه، ويصبح كالنار فى لونها وملمسها
أصبح وكأنه واعى وغير واعى
عيونه مفتوحه ولكن لا يرى
أذنه تسمع ولكن لا تدرك شىء
سرت الرعشة فى جسده، معلنا عن نوبة صرع عنيفة وتحرك جسمه بعنف، ونزل ساقطاً على الأرض، وكأن الأفاعى تقوم بخنقه، تجمعوا حوله وسط ذهول الجميع ،من ذلك المنظر المعلن عن معاناة صاحبه
أيعقل أن يتحمل كل ذلك ويعافر..؟
أما عنها فالعذاب تضاعف لها أضعاف المرات
فالحبيب يخشى ألم حبيبه، حتى وإن كان طفيفاً
إنما تلك المعاناة فهى لا تفسر سوى الموت التدريجى
ولكن ليس له فقط بل لهما هما الاثنان
فالروح حينما تتعلق بروح أخرى تنتهى معها أيضاً
ظلت تبكى وتبكى
تبكى على عذابه
وتبكى على شعوره بالضعف
وتبكى خوفاً من فقدانه
أهو من الممكن أن يرحل....؟
تلك الأفكار لو كانت تتجسد فى شخص لقتلها
بدأت النوبة فى الهدوء، وبدأ رأسه فى السكون
وبدأت عيونه تغلق معلنة عن فقدان الوعى
ظلوا يحاولون أفاقته ،وبالفعل أسترد وعيه، وبدأت صوت انفاسة فى العلو وعدم الانتظام
حتى هدأ، واستقر حال جسده وأدرك الموقف
نظر إليها ،ووجد بحور من الدموع تسقط بغزارة على وجنتيها ،وعيونها التى أصبحت بلون الدماء، وسط الؤلؤتين الخضروتين ،وشهقاتها التى لم تستطيع توقيفها
رأى الألم بادى على ملامح وجهها
ووجه كل الحضور، حسم أمره ،وقرر النهوض فهى لا تستحقه ؛فهو إذا لم يكن بقايا عاشق
فهو أصبح بقايا إنسان
فكيف لها العيش معه
تمكن العقل منه وبشده،وقام متجهاً إلى الباب ومع كل خطوة يؤلمه قلبه يزداد نبضاته معلنه الخوف من الفراق
الفراق الذى أتى سريعاً
النهاية التى سبقت البداية ،وخالفت موازين الطبيعة
فتح الباب بدون التفوه، بأى كلمة فقط نظرته كفيلة أن توضح أى غموض
أما عنها فقررت عدم الاستسلام
ليس هناك مجال للأستسلام
ولكن المتاح هو المحاولة
فاتجهت خلفه متجاهله أى ندأت أخرى
ظلت تركض وراءه ،وهى تتفوه باسمه، ولكنه لم يضع مجال لتدخل العقل ،ولم يجيبها وعبر الطريق متجاهلاً تلك التى تركض ،ولم تعباء بالسيارة التى قامت بالأصطدام بها
توقف للحظة عندما سمع صوت الأصطدام، والأسواء أنه سمع صوت صرخاتها
يخاف ان يحرك زوايا جسده للخلف
يخاف من شعور الفقدان
ولكن ليس هناك حل سوى الألتفات
الألتفات الذى أشعل نيران قلبه المتأججه
وكما توقع وجدها هى ،وجد قلبه
وجد توأم روحه تسيل منها الدماء ،آثر حادثة
اتجها إليها بهلع شديد والدموع تعرف مجرها على وجنتيه
يتسبب فى ألم أحباؤه فقط
ذلك التفكير فقط المسيطر عليه
آسر :حياة... حياة يا حبيبتى ردى عليا
ولكن ليس هناك استجابة؛ فقرر حملها وأوقف سيارة الأجرى، وطلب من السائق الأتجاه إلى أقرب مشفى
الآن هى بين ذراعية، ويسيل الدماء من جسدها
ظل يعتصرها داخل أحضانه ،وكأنه يقول لها لن اتركك ،أطمئنى حبيبتى ؛فأنا لست قوى لدرجة الأبتعاد
الإبتعاد عنك هو فقط الموت ،وشعر بها تفتح عيونها فاطمئن عليها بعض الشىء
وهى أطمئنت لوجوده
ظلو هكذا حتى أستقلت سيارة الأجرى أمام المشفى وحملها مرة أخرى متجهاً إلى مكان المعالجة
وظل يقف هو بالخارج ،وقدماه غير قادره على حمله ودموعه غير قادرة على التوقف
أفاق من أفكاره المؤلمة بخروج الطبيب
آسر :طمنى يا دكتور
الطبيب :هى الحمد لله كويسة متقلقش بس دراعها أتكسر، و نزفت كتير ومحتاجة دم
آسر بلهفة: أنا فصلتى مطابقة
الطبيب :تمام كده كويس أوى، أعمل التحليل اللى هكتبهالك الأول واتبرع لها
وبالفعل اتجه إلى المعمل وقام بالأجرأت، ونقل لها من دمه يود لو يعطيها روحه ليس دمه فقط
يريد لها السعادة التى يدعى أنه غير قادر على أعطأه لها ،ولكن بعد الآن فمن المستحيل تركها بعدما رأى العشق يفيض من عينها بكل جوارحها ،أدرك أنه من الآنانية تركها
آسر :هااا يا دكتور طمنى
الطبيب :الحمد لله الحالة أستقرت
آسر :طيب ممكن أشوفها
الطبيب :أتفضل
دلف بخطوات ثابتة، واللهفة تسيطر عليه بأكمله واتجها اليها ،وعلى وجهه تعابير الآسف
آسر :حياة أنتِ كويسة
حياة ببكاء :أوعى تسيبنى يا آسر
آسر وهو يقبل يديها برقة :حرمت يا قلب آسر
خلاص يا حياة، أوعدك إنى مش هبعد عنك بإرادتى أوعدك ان فى حالة بعدى عنك هتكون فى لحظة موتى وبس
حياة :بس أوعى تكمل ،متوجعش قلبى يا آسر
آسر :حياة مش هنضحك على بعض
أنتِ لازم تستعدى ليوم زى ده
حياة :أسكت يا آسر أرجوك
آسر :أوعدينى تعيشى حياتك بعدى بسعادة
حياة :حرام عليك يا آسر
آسر :حاضر يا حياة هسكت
حياة :انا عايزة أمشى
آسر :تمشى ايه بدراعك المكسور ،ووشك المتخرشم ده استنى شوية
حياة بتذمر :ماليش دعوة، عايزة أقرى فاتحتى
آسر باستغراب :تقرى فاتحتك النهاردة، وأنتِ كده
حياة :مالى يعنى يا آسر ها مانا حلوة أهوة
آسر :ههههههه يخربيت عقلك ،حاضر هروح أشوف الدكتور، وكمان زمان أهلك بيدوروا عليكي، وإحنا نسينا الموبيلات
حياة :أوبس ده مراد هيعلقنى
آسر :هههههه أكتر من كده ماعتقدش
حياة :أتريق أتريق 😒
أنت تقرأ
بقايا عاشق"مكتملة"
Romansaتهاجمه تلك الذكريات اللعينة التي تستطيع تحطيمه بكل سهولة؛ فهو سبب في موت أغلى ما لديه،ويرى أنه لا يستحق سوى الموت واستسلم إلى ذلك المرض اللعين الذي سيؤدى به إلى الهلاك لا محالة، ولكن هل سيمسك باليد المنقذة له أم لا