الفصِل الثامِنْ.

10.6K 244 24
                                    

[الفصِل الثامِن] _ مِلك الزِين.
خُذني إليكَ ونجِّني مما أُعاني في الثَرى
مَهما تَسامَى مَوضعُكْ... وعلا مكانُكَ في الوجودْ
فأنا خيالُكَ أتبعُكْ... ظمآن أرشفُ ما تجودْ
قمرَ الأماني يا قمرْ، إنيّ بهمٍّ مُسْقِمِ
أنتَ الشفاءُ المدَّخرْ؛ فاسكب ضياءكَ في دَمي
___
اقفل شِهاب غُرفة اختهِ بغضب عارم حاول اخفاؤه، ثُم هبط السلالم بنفاذ صبر ليرى ذكرى تقف فى المُنتصف ، قالت بنبرة ضيق :
-شهاب ما تز...
قاطعها شهاب بنفاذ صبر:
-ذكرى انا مش عايز اتكلم ماشى.. كفاية إللى عملوه اخوكِ يعنى والله انا اصلا مش طايق حد فيكوا.
-انت بتعاملنى بالطريقة دى ليه ؟ على فكرا انا ماليش اى ذنب فى إللى حصل
- انا اعاملك براحتى.. انتوا تستاهلوا اى مُعاملة، ولا علشان الأملاك إللى عندكُم هتذلونا.
-نذلكُم؟؟ .. حقيقي انا الكلام خلص من عندى تمام عن اذنك ..
تركتهُ وصعدت للأعلى بينما أخذ هو جاكيته بغضب وغادر الفيلا في حين بقت ذكرى تضع ملابسها داخل الحقيبة مرة أخرى وتضبُط اشيائها بأحكام حتى رن هاتفها بأسم "مامى" ، تنهدت بهدوء ثُم حاولت أن يبدو صوتها طبيعياً فقالت بمرح :
-Ciao mami،come va .
_مرحبا مامى كيف حالك_
ردِت والِدتها قائلة بنبرة غاضِبة:
-مش بخير يا ذكرى.. طول ما انتِ واخوكِ بعيد عنى وقاعدين مع عمتكُم دى وما تحاوليش تتوهى فى الموضوع .
- يا ماما والله عمتو كويسة مش زى ما انتِ فاهمة.. وبعدين انا لسه جاية مصر شوية وهرجع علشان الدراسة وعمرو كالعادة مش هيقعُد كثير، ايه رائيك انتِ تيجى تقعُدى معانا هنا شوية
-no, انا مش هقدر ارجع البلد دى الاهم ياريت يومين وترجعى انتِ وعمرو..جايسون عايز يتقدملك يا ذكرى بأسرع وقت
-نعم؟ لا لا مش عايزة أتجوز يا ماما لو سمحتِ
-الموضوع انتهى سلام يا ذكرى.
أقفلت والدتها الهاتف دون إستماع حرف آخر، ألقت ذكرى الهاتف على الفراش قائلة بنفاذ صبر :
-انا عايشة في حرب.. ماما عايزة تجوزنى ابن خالتها بالغصب وبابا عايز يجوزنى ابن عمتى بالغصب مش فاهمة انا هفضل عايشة فى القرف ده اد إيه ؟
اخذت الحقيبة وهبطت السلالم بهدوء فلم ترى شهاب لذلك خرجت من المنزل بسرعة قبل أن يراها، سوف تستأجر فى الفُندق لن تجلس مع هذا غليظ الحديث مرة أخرى ...
____
_ايطاليا_
جلست مريهانْ على المقعد تضع قدمًا فوق الأخرى بغرور، رغم كبر السن الا انها لم تفقد جمالها وانوثتها، كونها ذات شكل أجنبى يجذب  إليها كُل من يراها، تجلس فى منزل ملكىَ جميل ورقيق ، قال جايسون بضيق :
-Cosa ha detto Zekra?
(ماذا قالت ذكرى ).
-Non ha detto niente, quindi dovresti andare in Egitto, Jason.
(لم تقل اى شئ، لذلك يجب ان تذهب الى مصر بأسرع وقت ).
- Non posso farlo.
(لا استطيع فعل ذلك ).
-Lo farai se vuoi un Zecra .
(ستفعل ان كُنت تُريد ذكرى).
تنهد جايسون بقلة حيلة ،بينما رمقتهُ مريهان بإطمئنان وعينيها تلمع بتحدى ضد زوجها.. لن تدعهُم يتزوجون مصريين مُتخلفين كما تظُن هى !
____
فتحت رفيف عينيها بتعب وارهاق، لترى زين يقف أمام الشُرفة بشرود ،مازال يقف ما يُقارب الساعات دون تعب او ملل .. يُفكر فقط لا يستطيع فعل اى شئٍ الا التفكير ...
قالت رفيف بأرهاق:
-زين..
التفت لها ثُم رسم ابتسامة قائلا :
- نعم يا رفرفة الطيور.
إبتسمت بخجل قائلة:
-عايزة اروح زهقت من قاعدة المُستشفيات جدا والله.. وانا اصلا بقيت احسن من الاول بكثير .
- طيب خلاص قومى علشان تغيرى هدومك الأول وانا هجهز كُل حاجة للخروج
-ماشى، ساعدنى طيب.
حملها زين فجأة لتصرخ هى بخوف ،وضعها على الارض، بهدوء ثُم قال:
-احنا بقينا في عصر السُرعة اهو.
-زييين.. ما تعملهاش تانى سامع ولا لا ؟
-خلاص حاضر ، تحبى اساعدك
-اطلع برا
- يا ست فكرى.. هساعدك وبس هكون مؤدب ومحترم
-برااا يا زين
-براحتك انتِ الخسرانة!!
غادر الغرفة واقفل الباب خلفه ما مرت دقيقة حتى فتحها وقال وهو يبتسم:
-فكرى؟
القت  الوسادة عليهِ وهى تضحك بخفة، اقفل الباب وغادر وهو يضحك لها ،في حين تحركت هى بألم شديد ثُم بدأت فى تبديل ملابسها ببطئ، حتى انتهت بالفعل وجلست على الفراش كى تنتظر زين حتى يأتي.

مِلك الزينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن