وجهة نظر لندن
‘‘ ماذا تفعلين هنا ’’
اجتاح الصوت الغرفة المظلمة .
أرتعت كثيراً بحيث تركت مقعد البيانو . وضعت يدي على قلبي وشعرت بنبضاته الغير مسيطر عليها . لم أحتاج بأن أنظر لمعرفة لمن الصوت ينتمي. صوته كان مميزاً , لا يستطيع أي أحد نسيانه حتى إن حاول ذلك .
‘‘ يا إلهي , هاري! لقد أخفتني ’’
أستدرت بإتجاهه . نظر إلى البيانو ثم إلي قبل أن يجعل طريقة بجانبي .
‘‘ لم تجيبي على سؤالي ’’
سأل وهو يجلس بجانبي في المقعد . كانت أضواء الغرفة خافتة ولكن أستطعت رؤية زمردتيه
( عيناها )
‘‘ حسناً كنت أبحث عن غرفة شاغرة لأتحدث إلى أمي بالهاتف و ترّراا البيانو كان هنا وعزفت عليه ’’
قلت وانا أحرك كتفاي بدون أن أفكر كثيراً بذلك .
‘‘ بالمناسبة , لا بأس إن بقيت هنا حتى يوم الأحد ؟ ’’
قلت وانا أنقر بيدي على البيانو .
كنت أتساءل كم الساعة الآن .
‘‘ نعم بالتأكيد , ابقِ هنا متى ما شئتِ ’’
ابتسم إلي وحُفرت غمازته على وجهه الملائكي . و حلق شفاته ينعكس عليه ضوء القمر .
‘‘ إذا هل تعزف على البيانو ؟ ’’
نظر إلي عندما سألته .
‘‘ همم ‘‘
قال وهو يفرك الجزء الخلفي من رقبته , ’’ كنت في السابق ولكن ليس بعد الآن ’’ لقد بدا منزعج م سؤالي .
‘‘ أعزف شيءً ما ’’
دفعته بمرفقي , محاولة مني أن أشجعه على فعل ذلك .
إن كانت هناك كلمة تصف وجهه , ستكون المذعور , كما وانه رأى شبحاً . كلماتي
’’ أعزف شيءً ما ‘‘
وكأنها لغة غريبة إليه . اضطررت أن أوقف نفسي من الضحك بصوتٍ عالي .
‘‘ ماذا؟! لا! ’’
وقف ونظر إلي بإرتباك .
‘‘ أرجوووك ؟ ‘‘
حاولت قدر المستطاع بأن اظهر بالوجه البريء . لكن ذلك لم يجدي نفعاً لأن الكلمة اتي خرجت من فمه كانت
’’ لا ‘‘ .
‘‘ حسناً , هل يمكنك على الأقل أن تعزف لي في يومٍ ما ؟ ’’
أقترحت , لانني لم اكن أريد مضايقته .
بدأت أشعر بالإنزعاج لذا أحتجت إلى أن أهدأ . لقد رأيت أحلى الذين ضاقوا ذرعاً معي .