استيقظت صباحا ، لازيح بستار من على نافذة تاركة قطرات شمس أوت الساخنة تغزو وجهي لأقول :
-« يوم رائع للموت»ارتديب فستان ازرق كلاسيكي واسع مع حذاء ذو كعب عالي من نفس اللون، و رسمة أفضل كيكة بشعري.
توجهت نحو شركة أين التقيت بسامي الذي اردف قائلا :
-« صباح الخير، مع اني غاضب»
-« مني؟؟ لماذا؟؟؟»
-« لم تكلمني بارحة»
-« كنت في مطعم اعمل، العديد من زبائن اشتاح المكان»
-« متى ستتوقفين عن عمل هناك؟؟»
-« يوما ما»
-« ا لمهم نحن في أواخر أوت، الموسم الدراسي سيبدأ بعد خمسة أسابيع»
-« إذن؟؟؟»
-« لدينا الأراضي، زرعنا الخضر كالبطاطا، الفلفل، طماطم و غيرها... سنعقد اتفاق بتمويل اقامات المدينة كلها»
-« ليث يملك منتوج أكثر، لن يترك شيء كهذا يمر عليه»
. - «توقعت ذلك»
-« اطرح تمويل اقامات الجامعية بالمدن المجاورة، أو فقط تمويل المدارس - ابتدائي، متوسط و ثانوية - ذات نظام نصف داخلي».
-« سنعتبر هذه خطة باء لكن تمويل خارج المدينة ليس لصالحنا فعدة فلاحين و تجار يريدون ذلك... الحقيقة نحن لا يمكننا تعامل مع مديرية خارج الولاية...... لكن الآن يجب علينا ذهاب لمدرية خدمات الجامعية لمناقشة الأمر معهم... سبع منافسين بانتظارنا»ركبت سيارة سامي و مشاعر متضاربة تغزو جسدي، لم أرى ليث منذ تلك الحادثة و انا متأكدة من وجوده هناك شيء من سعادة ينتابني لرؤيتي له و شئ من خوف و الحزن.
صعدنا درج المدرية لننظم إلى قاعة الاجتماع، كان ليث يجلس وحيدا ببذلته السوداء، يرمقنا بنظرات سوداء جادة و ثابت، الكل ينظر نحو بنصف عين.مررت ببصري على ملامح وجه ثم جسده لا ألاحظ سوار من القماش الأزرق على شكل ظفيرك يخنق يده، نوعية القماش و لونها بدت لي مؤلفة جدا فهي تعود إلى قميصي الداخلي الذي لويته على يده الدامية، يوم الحادثة. ابتسمت فور ادراكي للأمر لأراه موجه نظراته لابتسامتي.
جلسنا جميعا ليبدأ الحوار، فيأتي دور سامي الذي قدم لي الكلمة بدله، لأقول بعد أن نظفت حلقي :
-« السلام عليكم، اما بعد تقترح شركتنا تمويل المطاعم الجامعية لا مطاعم الإقامة الجامعية، بالخضر و المعجنات و حبوب فإذا قبلتم تمويلنا للمطاعم بالمعجنات نحن نفرض تمويل بالخضر و البان أيضا و ستر اكيد سيكون أقل كل مازاد طلب و تنوع، فمثلا لو طلبت منا تمويلكم بالعدس فقط نحن نرفض قطعا تمويل بمادة واحدة و بأمكان شركتنا توجيه منتجاتها للأسواق كما جرت العادة، اما اذا أضفتم مادة البطاطا معها نحن سنحب العدس ب 60دج للكيلغ بدل 80 و بطاطا ستكون ب30 بدل 45... و سعر ينقص كلما زاد و تنوع طلب».
-« انا مستعد لتمويلكم بالحبوب و الخضر و الدواجن بنفس سعره دون فرض أي سلعة صحبة الأخرى» قال ليث
-« هل انت قادر على تمويل كل مطاعم تابعة للمديرية صعيد؟؟؟» قالت المديرة
-« صعب، لكن سأتحمل المسؤلية»
-« إذن حسم الأمر الخضر حبوب و الدواجن على سيد صعيد... اللحوم حمراء و فواكه على سيد تكريم اما المعجنات و الألبان على سيد فاروق».
استدرت نحو سامي لابتسم و انا اغمز فيعيد لي نفس الابتسامة بعد بعض مراسيم، ذهب سامي لإحضار سيارة من شارع الثاني في حين بقيت انا اضب أوراق الاجتماع و حاسوب النقال لينشلني صوت ليث من عملي :
-« تبتسمون لخسارة الصفقة»
-« ابتسامة الانتصار»
-« ما الذي فزت به؟؟؟»
-« ستعرف يوما ما»
-« أعلم أنك لاحظته، القماش يعود لقميصك هذه قطعة وحيدة التي لم تلطخ بدمي منه استطعت الحفاظ على رائحتك به، لاني لم احتاج لتنظيفها»
-« ما المغزى من هذا؟؟؟»
-« سامي اخذك انتِ و انا بقى لي القماش»
-« انت خاطب»
-« أعلم و انت كذلك.. تعنيني به جيدا و تطبخين له»
-« واجبي».
-« ذهبت لمنزله،... لمسك؟؟»
-« ما شأنك؟؟ هو خطبي نحن سنتزوج... هل تريدنا أن نكون أخوة؟؟؟»
-« ستندمون على فعلتكم، فقط اصبري... لن اقتلكم، لن افعل شيء من هذا... لكن سأجعلكم تعيشون في حضيض، سأدخل سعادتكم و مواعدكم منشورة في مواقع التواصل في كأبة... ستذوقي مرار أضعاف ما تذوقته»
-« حظا موفقا»
-« شهد... اعلمي انا في قلبي شيء من الحب لك.... سيعذبك» لم أرد عليه لاخرج من المدرية بابتسامة بعد أن اعترف اخيرا، لأجد سامي بانتظاري و هو يقول :
-« استغرقتي كثير من الوقت»
-« انا اسفة، المهم نجحت الخطة» قلت و انا احضنه لاطبع قبلة على شفتيه بعد أن استشعرت زوجا ليث يراقبني.مرت اربع ايام منذ عقد اجتماع مدرية الخدمات الجامعة، لأذهب لعقد الاجتماع مع مدرية التربية والتعليم لتمويل المدارس أين فجأني المدير قائلا :
-« اسفون لكن عقدة صفقة حول هذا بالفعل قبل يومان، وتم اشتراك فيها أربعة رجال أعمال "الصعيد، فاروق، تكريم"»
-« نحن أرسلنا لكم بريد إلكتروني يعبر عن إرادتنا في تمويل، كيف لكم ان تتجاهولنا بعد مواقفتكم» قلت بغضب
-« اسفون»
-« اخذتم رشوة؟؟؟»
-« ااااا ماذا تقولين؟؟؟ انت تشكين أن المدير اخذ رشوة».
-« لست اشك انا متأكدة، تبا لك» قلت و اخرج من المدريةاتجهت نحو الشركة لادخل مكتب سامي أين رميت بنفسي منتظرة قدومه من اجتماع مع مدير خدمات تكوين المهني، و ماهي الساعة حتى دخل المكتب غاضب ملتهب يلقى شتائم لأقول :
-« ماذا حدث؟؟؟؟»
-« ذلك الثلاثي.... متحالف ضدا، قد قام لتمويل مطاعم معاهد التكوين»
-« فاروق، الصعيد و تكريم.... مولو مطاعم تابعة لتربية و التعليم أيضا قبل يوما... انهم يقدمون رشوة... مستحيل كسب المال بطريقة قانونية مع شعب كهذا»
-« تقصدين الدولة»
-« اقصد الشعب... مدير المدرية من الشعب و ليث الشعب، انت شعب و لجنة المراقبة من الشعب و وكيل الجمهورية من الشعب... البلد فاسد حتى النخاع»
-« ماذا سنفعل»
-« التجار متعاقدين مع فلاحين بفعل، نحن زدنا المحاصيل كل مخازين الشركة مملؤة.. المطعم الإيطالي لن يستهلك كل هذا... سننتهي برمي المحاصيل....»
-« ليس هذا فقط، لقد اشترينا البذور بعقد اجلة الأمد و لم ندفع للمزارعين العاملين عندنا بعد»
-« لو لم نجد مكان لبيع هذا المنتوج.... سنفلس و تصبح لشركة ديون..... اتصل بأبوك لنتناقش في الموضوع..... تبا... اللعنة»دخلنا مكتب السيد كمال عادل أين جلسنا انا و سامي مقابيلين لبعض في حين كان سيء كمال خلف مكتبه الذي يفصل بيننا ليردف قائلا :
-« إذن ماذا حصل»
-« خسرنا التمويل لمديرية التعليم العالي و التربية والتعليم و المعاهد تكوين المهني»
-« لماذا؟؟؟ أين خلل؟؟»
-« لايوجد خلل السيد الصعيد قام بتحالف مع رجلي الأعمال فاروق و تكريم... قامو بعقد صفقات سرا... اشك انهم قدمو رشوة» قلت
-« مخازين الشركة مملوءة على أخبرها، و قد عقدنا صفقات أجله الأمد و.....» قال سيد كمال ليقاطعه سامي
-« نحن على دراية بكل شيء، يجب أن نجد حل و إلا تدهورة أسهم الشركة و افلست.... سنقدم رشوة و نحاول تعامل مع خارج المدينة»
-« انا تبت و نحن لن نعود للحرام مجددا» قال كمال
-« لا يوجد حل آخر يا أبي»
-« لدي فكرة.....» قلت