-« انت تمزح» قلت باستغراب
-« اتظنين أنني بنادي رياضي و اربع فنادق يمكنني أن أكون بهذا الثراء؟؟؟»
-« نعم بالتأكيد»
-« 80٪ من ثروتي تعود للمخدرات و نوادي ليلية، اما باقي شركات فماهي إلا واجهة لغسيل و تبيض الاموال... الثراء لايكون إلا برشوة، الكذب، القمار، سرقة و غيرها، لا فساد لا ثراء»
-« انا لن اعمل في شيء يتنافى مع ديني و مبادئي»
-« سادفع لك من الأموال نادي الرياضي»
-« ليس هذا مشكل، لكن.... لا لايمكنني»
-« لا تملكين الخيار»
-« تبا لك» قلت و انا اخرج من سيارة لاغلق الباب بكل ما أوتيت من قوة، لاستوقف سيارة أجرة و اتجهت نحو المنزل.قمت بتحضير كوب من قهوة لاذهب إلى سطح المنزل أين غست في تفاصيل أشجار التوت و اللوز و كل مايملئ دماغي هو " كيف تورطت في هذا الأمر بحق الجحيم؟"، اخرجني من تفكير تصفير أحمد لفاطمة لتخرج للقاءه لاترك لهم بعض خصوصية و ادخل.
استيقظت في يوم التالي، لاتجه نحو العمل بسروال رمادي كلاسيكي ضيق يعلو كعوي ببعض مليمترات، تعلوه بلوزة رمادية أكثر غمق منه مرفقة اياه بكعب عالي اسود.
مشيت متجاهلة لنظرات ليث المراقبة لي من وراء زجاج سيارته الأسود إلى غاية وصولي الشركة، أين قامت موظفة الاستقبال بارشادي إلى مكتب المدير ، لاستأذن بدخول أين اردف قائلا :
-« مرحبا، لابد انك الآنسة صاري شهد»
-« نعم»
-« إذن انت هي سكرتيرة الجديدة؟؟ ». قال شاب في عشرنيات من عمره، حيث كان ذو بنية رياضية راسمة تضاريس جذابة على بشرته الحنطية، في حين تجرد وجهه من لحية لتبرز حواجبه العريضة البنية متناسقة مع لون شعره الالمس فوق عيونه الخضراء، ابتسم بلطف لتظهر أسنانه البيضاء بين شفتيه ممتلئتين و ترتسم غمازات على حدوده ثم يقول بصوت خشن :
-« انسة شهد، انتِ لم تجوبي على سؤالي»
-« اسفة، نعم انا سكرتيرة الجديدة، صاري شهد ذات 21 سنة ادرس سنة الثالث جامعي إدارة أعمال»
-« مشرفين بعملك معنا، انا " سامي" نجل سيد كمال عامل صاحب هذه الشركة»
-« متشرفة بعمل تحت أمركم».
-« أبي سأستذنك بأخذها في جولة حول الشركة» قال موجه كلامه للمدير
-« حسنا، تفضلو»خرجنا من مكتب المدير، ليفتح سامي الباب المقابل و هو يقول :
-« هذا هو مكتبك، الآنسة " صاري"... سأتصل بعاملة النظافة لتقوم بتنظيفه من أجله فمازلت بعض مستلزمات المرحومة هنا»
-« المرحومة؟؟»
-« سبب بحثنا عن سكرتيرة جديدة هو اغتيال سكرتيرة القديمة»
-« اغتيال؟؟؟؟» قلت بتعجب و كلي ارتجاف
-« لا تخافي، لن اسمح بحدوث هذا مجددا... ابدا»لم يكن الخوف، ماسيطر على و لكن تفكري فأن ليث هو من قام بقتلها ليتسنى لي العمل مكانها، تبا له و لأعماله القذرة.
بعد حوالي ساعة تعرفت على كل مرافق الشركة، لاعود لمكتبي الذي قامت العاملة بتفرغه و تنظيف بالفعل و بهذا قمت بترتيب اشيائي عليه، ليدخل سامي و معه علب من حلوى و شوكولاتة تَالتي وضعها بأحد الإدراج المكتب موضح انها هدية استقبال، اخذ بذلك رقم هاتفي لإمكانية التواصل.