خديجه بنت خويلد

276 41 4
                                    

زوجات الرسول
خديجه بنت خويلد
كان الله تعالى يعد الرسول عليه الصلاة والسلام للمهمه الكبرى التي خلق من أجلها ومن بين هذا التجهيز لابد من زوجة تصدقه وتؤمن به وتسانده وتدافع عنه بل وتفديه بكل ماتملك. وهذا يتطلب إمرأة ليست كباقي النساء. إمرأة لها طابع خاص. إمرأة تعشقها الجنه بل وتشتاق إليها. إمرأة ستكون بين أفضل أربع نساء في الجنه. إمرأة سيناديها الله ويبني لها بيتا في الجنة ليس لأحد سواها. إمرأة يقول عنها الرسول رزقت حبها. إمرأة غضب الرسول عندما قالت عائشه أبدلك الله خيرا منها. إمرأة كانت سندا للرسول والمسلمين والإسلام. إمرأة لا ينتهي الكلام عنها فمن هي

هي أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد بن أسدٍ بن عبد العزَّى بن قصي القرشية الأسدية، وأمها فاطمة بنت زائدة بنت جندب. ولدت بمكة سنة 68 ق.هـ، وكانت من أعرق بيوت قريشٍ نسبًا وحسبًا وشرفًا، وقد نشأت على التخلُّق بالأخلاق الحميدة، وكان من صفاتها الحزم والعقل والعفة. يلتقي نسبها بنسب النبي في الجد الخامس، فهي أقرب أمهات المؤمنين إلى النبي، وهي أول امرأة تزوَّجها، وأول خلق الله أسلاما بإجماع المسلمين.

في الجاهلية وقبل لقاء رسول الله كانت السيدة خديجة -رضي الله عنها- امرأة ذات مال وتجارة رابحة، فكانت تستأجر الرجال لتجارتها وتبعثهم بها إلى الشام، ومرت الأيام ووصل إلى مسامعها ذكر "محمد بن عبد الله" كريم الأخلاق، الصادق الأمين، وكان قلَّ أن تسمع في الجاهلية بمثل هذه الصفات، فأرسلت إليه وعرضت عليه الخروج في مالها تاجرًا إلى الشام، وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار.

وحينها قَبِل ذلك منها، وخرج في مالها ومعه غلامها "ميسرة" حتى قدم الشام، وهناك نزل رسول الله في ظل شجرة قريبًا من صومعة راهب، فاطّلع الراهب إلى ميسرة وقال: من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة؟ قال ميسرة: هذا الرجل من قريش من أهل الحرم. فقال له الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قَطُّ إلا نبي. ثم باع رسول الله سلعته التي خرج بها واشترى ما أراد، ولما قدم مكة على السيدة خديجة بمالها باعت ما جاء به، فربح المال ضعف ما كان يربح أو أكثر.

وأخبرها ميسرة عن كرم أخلاقه وصفاته المتميزة التي وجدها فيه أثناء الرحلة، فرغبت في الزواج منه، فتزوجها وهو ابن خمس وعشرين سنة، والسيدة خديجة يومئذ بنت أربعين سنة.

وكان قد قُدِّر لخديجة -رضي الله عنها- أن تتزوج مرتين قبل أن تتشرَّف بزواجها من رسول الله، وقد مات عنها زوجاها، وتزوجها رسول الله قبل الوحي، وعاشت معه خمسًا وعشرين سنة؛ فقد بدأ معها في الخامسة والعشرين من عمره، وكانت هي في الأربعين، وظلا معًا إلى أن توفاها الله وهي في الخامسة والستين، وكان عمره في الخمسين، وهي أطول فترة أمضاها النبي مع هذه الزوجة الطاهرة من بين زوجاته جميعًا، وهي أقرب زوجاته إليه؛ فلم يتزوج عليها غيرها طوال حياتها، وكانت أم ولده الذكور والإناث إلا إبراهيم فإنه من مارية القبطية رضي الله عنها، فكان له منها: القاسم وبه كان يُكنَّى، وعبد الله، وزينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة.
زوجات الرسول
خديجه بنت خويلد
مازلنا مع تلك السيجة الفاضله بل من أفضل نساء الأرض
علمت خديحه من غلامها ميسره ماحدث في رحلتهم والشحرة التي إستظل بها والراهب الذي توقع أن هذا نبي. ثم نزل الوحي على رسول الله فماذا حدث
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يذهب ليتعبد فى غار حراء، وكانت السيدة خديجة تعد له ما يلزم من طعام وشراب وتذهب به إليه، حتى نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم فى غار حراء، جاءه سيدنا جبريل فقال له “إقرأ ” فيقول الرسول ما أنا بقارىء إلى نهاية الحدث، فأصاب النبي الفزع والخوف، وعاد ترتعد جنباته، يقول لهم “زملوني زملوني” أي غطوني فزملوه، وأريد أن أذكر أنه في تلك الحاله لم يذهب لأحد أصدقائه أو لأقربهم أبي بكر بل ذهب إلى خديجه على الرغم من أن النساء في هذه المواقف ممكن أن يخافوا ويرتعبوا ولكنه يعلم من هي. وبدأ يهدأ ويحكي للسيدة خديجة عن ما جرى له، فما كان منها إلا العقل الراجح واللسان الطيب؛ فلم تشك بصدقه أو تقل أن ما حدث ما هو إلا هلاوس وأوهام، ولم تخف كعادة النساء في مثل تلك المواقف، فهي تعي دور الزوجة تمامًا، فعملت على تهدئة النبي، تضرب مثالاً للزوجة المؤمنة، فهي سكن ومصدر طمأنينة لزوجها، كما أخبر الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}. فنجدها -رضى الله عنها- تقول له: “والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم وتحمل الكَل وتكسب المعدوم وتُقري الضيف وتُعين على نوائب الحق”، فأراحت قلبة بطيب كلماتها, وذهبت معه لإستشارة ابن عمها ورقة بن نوفل، وكان كبير فى السن وفاقد لبصره. وعندما أخبره النبي بما حدث له قال: أن هذا الناموس الذي أخبر الله به سيدنا موسى، وتمنى لو كان مازال شاباً ليعاصر إخراج قريش له، فقال رسول الله: أو مُخرِجِيَّ هم؟ فرد عليه ابن نوفل قائلاً: ما يأتي رجلاً بمثل ما جئت به إلا عودي، وأن يدركني يومك لنصرتك نصراً مؤزراً.

قصص دينيه وعبرة(2)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن