على بن أبى طالب

247 24 1
                                    

بطولات الصحابه
علي بن أبي طالب

كيف أتحدث عن بطولات علي وهي لا تعد ولا تحصى من أول أن أسلم وهو صبي ونومه مكان الرسول يوم الهجره وهو يعلم أن الكافرين سيقتلونه إلى بطولاته الكثيره في جميع الغزوات وحتى إستشهاده
ولكن سأذكراليوم موقفا من بطولاته ثم سأعود بعد ذلك لمواقف كثيره
والموقف اليوم هو قتله لعمرو بن عبد ود. فمن هو هذا
هو عمرو بن عبد ود العامري القرشي من أشجع الفرسان العرب في الجاهلية ،  وكان قائد المشركين في غزوة الخندق " الأحزاب "، قتل في المعركة، قتله علي بن أبي طالب .
كان يسمى فارس يليل وهو واد قرب بدر ولهذا اللقب قصة وهي أنه كان في إحدى الليالي يسير بفرسه مع عدد من أصحابه فهجم عليهم عشرة فرسان في وادٍ فهرب جميع أصدقائه وثبت هو وحده يصارع الفرسان وكانوا عصابة من قطاع الطرق وانتصر عليهم وحده فسمي من ذلك اليوم فارس ياليل وكان معروفاً في الجزيرة العربية بقوته وكانت العرب تهابه وتخاف منهُ. وهو من المشركين الخمسة الذين عبرو الخندق في غزوة الخندق. قتل في غزوة الخندق على يد علي بن أبي طالب ;رضي الله عنه .
لمّا نقضت بنو قريظة صلحها مع رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، وانضمَّت إلى صفوف المشركين، تغيَّر ميزان القوى لصالح أعداء الإسلام. فتحزّبت قريش والقبائل الأُخرى، ومعهم اليهود على رسول الله "صلى الله عليه وسلم" وعلى المسلمين.

وكان يقود الأحزاب أبوسفيان، فقاموا بتطويق المدينة بعشرة آلاف مقاتل؛ ممَّا أدَّى إلى انتشار الرُعب بين صفوف المسلمين، وتزَلْزَلَت نفوسهم، وظَنّوا بالله الظنونا، كما قال الله تعالى: (إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا)، استشار رسول الله "صلى الله عليه وسلم" أصحابه في معالجة الهجوم المتوقّع من قبل العدو على المدينة المنوّرة، فأجمع رأيهم على البقاء في المدينة ومحاربة القوم إن جاءوا إليهم، كما توصّلوا إلى حفر خندق يحصّن المسلمين من أعدائهم.

وبدأوا بحفر الخندق حول المدينة باتجاه العدو، وخرج النبي "صلى الله عليه وسلم" مع المسلمين ليشاركهم في حفر هذا الخندق، وتقسيم العمل بينهم، وكان يحثّهم ويقول: (لا عيش إلاّ عيش الآخرة، اللهم اغفر للأنصار والمهاجرة).
لم يدع المنافقون والمتقاعسون تثبيط العمل برغم الهمّة والحماس الذي أبداه المسلمون، لقد استطاعت مجموعة من العدو عبور الخندق، وكان من بينهم عمرو بن عبد ودٍّ، فراح يصول ويجول، ويتوعَّد ويتفاخر ببطولته، وينادي: هل من مبارز؟ فلم يجبه أحد حتّى قال: ولَقَدْ بُحِحْتُ من النداء ... بجمعكم هَلْ مِنْ مُبارزْ...
وَوَقفْتُ إذ جَبنَ المُشَجَّعُ... مَوقفَ البَطَل المناجِزْ...
إنّي كذلك لم أزلْ... متسرّعاً نحو الهزاهز...
إنّ السماحة والشجاعة... في الفتى خيْرُ الغرائز!!

فقام الإمام عليّ وقال: أنا له يارسول الله، فقال له النبي "صلى الله عليه وسلم"، اجلس إنه عمرو، فقال الإمام علي، رضي الله عنه وأرضاه، وإن كان عمروًا، فأذن له النبي "صلى الله عليه وسلم"، وأعطى له سيفه الشهير (ذا الفقار)، وألبسه درعه، وعممه بعمامته.. ثمّ قال "صلى الله عليه وسلم"، إلهي أخذت عبيدة منّي يوم بدر، وحمزة يوم أُحد، وهذا أخي، وابن عمّي، فلا تَذَرني فردًا، وأنت خير الوارثين.. ونزل عليَّ الميدان، ويمتلكه الثقة بالله، والنصر المبين، وقال كلامه الشهير ردًا على عمرو بن عبد ود:

لا تعجلنَّ فقد أتاك ... مجيبُ صوتكَ غير عاجزْ
ذُونية وَبصيرة ... والصدقُ مُنجي كلّ فائز
إنّي لأرجو أن أُقيمَ ... عليكَ نائحة الجنائزْ
مِنْ ضَرْبَة نَجلاء يَبقى ... ذكرُها عِندَ الهَزاهِزْ

ثمّ خاطب ابن عبد ودٍّ بقوله: (يا عمرو، إنّك كنت تقول لا يدعوني أحد إلى واحدة من ثلاث إلاّ قبلتها).

قال عمرو: أجل.

فقال عليَّ، (فإنّي أدعوك أن تشهد أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّداً رسول الله، وتسلم لربّ العالمين).

فقال : يا ابن أخي أخّر عنّي هذه.

فقال له: ( أما أنّها خير لك لو أخذتها).

ثمّ قال عليَّ: ( وأُخرى ترجع إلى بلادك، فإن يك محمّد صادقًا كنت أسعد الناس به، وإن يك كاذبًا كان الذي تريد).

قال: هذا ما لا تتحدّث به نساء قريش أبدًا.

ثمّ قال عليَّ، فالثالثة، أدعوكَ إلى المبارزة).

فقال عمرو: إنّ هذه الخصلة ما كنت أظنّ أن أحدًا من العرب يرومني عليها، ولم يا ابن أخي؟ إنّي لأكره أن أقتل الرجل الكريم مثلك، وقد كان أبوك لي نديمًا.

فردَّ علياً: لكني أحب أن أقتلك.

فاقتحم عن فرسه فعقره، وسلّ سيفه كأنّه شعلة نار، وأقبل عمرو مهاجمًا عليًا، فصدَّه برباطة جأش، ودارت بينهما حربا إستمرت لساعات لم يراهما أحد من كثرة الغبار حتى سمع المسلمون تكبيرة علي فعرفوا أنه قتله فعلا التكبير والتهليل في صفوف المسلمين.

وحينما قتل عليَّ عمرواً أقبل نحو رسول الله "صلى الله عليه وسلم" ووجهه يتهلل، فقال له عمر بن الخطّاب: هلاّ سلبته يا علي درعه، فإنّه ليس في العرب درع مثلها؟ فقال عليّ: (إنّي استحييت أن أكشف سوءة ابن عمّي). أخلاق عالية حتى في هذا الموقغ

وقال عليّ أبياتاً في قتل عمرو، منها:

لا تحسبنّ الله خاذل دينه ... ونبيّه يا معشر الأحزابِ

ولمَّا رجع سيدنا عليّ ظافرًا، استقبله رسول الله "صلى الله عليه وسلم" وهو يقول: (لَمُبَارَزَة عَليّ بن أبي طالب لِعَمرو بن عبد ودٍّ أفضلُ من عَمل أُمَّتي إلى يوم القيامة).

وفي رواية: (ضربة علي يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين).

فلولا الموقف البطولي لسيدنا علي، لاقتحم جيش المشركين المدينة على المسلمين بذلك العدد الهائل، وهكذا كانت بطولته في غزوة الخندق ، فكانت أهمّ عناصر النصر لمعسكر الإيمان على معسكر الكفر والضلال، أقام المشركون بضعًا وعشرين ليلة لم يكن بينهم وبين المسلمين حرب إلاّ الرمي بالنبل والحصى، ولكن بعد عبور أحد صناديد الشرك والكفر، وهو عمرو بن عبد ودٍّ العامري الخندق، ومبارزة عليَّ بن أبي طالب، وقتله لعمرو، تحقّق النصر للإسلام والمسلمين في الثالث من شوال 5 هـ
اللهم أحشرنا مع أهل بيت رسولك

قصص دينيه وعبرة(2)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن