بعد وفاة"عمر بن الخطاب"بعام واحد رآه"العباس عم النبي" فى رؤيا فى المنام وهو فى تعب وكرب شديدفقال له العباس: كيف حالك عند ربك ياعمر؟فرد عليه الفاروق(الآن فرغ عمر بن الخطاب من حساب الواحد القهار)لذلك استعد عمر لهذا اليوم العصيب والحساب الرهيب عندما نشر العدل فى البلاد لدرجة أن طعامه كان الزيت والملح والخبز فقط وكان يرتدي ثوبا واحدا مرقعا ب17رقعة وقد كانت أسرته تعيش فى فقر شديد لدرجة أن ابنته طلبت منه أن يشترى لها الحلوى فقال لها ومن أين لى بالمال؟فأعطته مصروفها التى ادخرته فقام
بوضعه فى"البنك المركزى الإسلامى"المسمي"ببيت المال" وقال لها( المسلمون أولى بثمن الحلوى) وقد حدث زلزال خفيف فى عهده فضرب الأرض بقدمه وقال لها(اثبتي أيتها الأرض فإن عليك رجلا قد أقام العدل فثبتت الأرض فعلا بإذن الله)ولأن عمر يعرف خطورة الحكم والمناصب رفض بشدة وهو يحتضر أن يولى عليهم ابنه عبدالله خليفة للمسلمين عندما طلبوا منه ذلك وقال لهم(يكفى أن يحاسب رجل واحد من آل الخطاب عن أمة الإسلام) لانه يعلم أن المسئولية كبيرة فكان يمر ليلا فى الطرقات ليرى جائعا أو مكروبا فيزيل عنه الكرب وعندما حدثت مجاعة كان يشرف على إعداد الطعام للمسلمين بنفسه وكان يقول لبطنه(لن تشبعى وهناك رجل جائع من أمة النبي محمد)وكان فى الليل
إنسانا آخر عندما يقيم الليل بالدموع لدرجة أنه كان تحت عينيه خطان أسودان من كثرة البكاء خوفا من"الملك الحق" ومقامه بين يديه)وكان دائما يردد(لو أن منادى نادى"يوم الحساب" أن جميع الخلائق ستدخل الجنة ماعدا واحدا لظننت أنه عمر)وعندما جاء رجل من فارس يسأل عنه؟فرآه نائما تحت شجرة فتعجب من هذا الحاكم الذي ينام على الارض بلا حراسة أو حتى خوف ثم قال(حكمت فعدلت فأمنت فنمت ياعمر) ولاعجب فى ذلك لأنه تخرج من"مدرسة أستاذها محمد"الذي دخل عليه"الفاروق عمر" فوجده نائما على الحصير وقدترك علامات على جسده الشريف فبكى عمر وقال له(أنت رسول الله تنام على الحصير وتأكل الشعير، وملوك الفرس والروم يتنعمون فى القصور)فرد عليه"سيد
الخلق"قائلا(ياعمر أنا فى الدنيا كغريب أو عابر سبيل،أو ما يكفي أن لهم الدنيا ولنا الآخرة)إذن(الهدف هو الجنة والتواضع هو الطريق،والعدل هو المنهج،والرحمة هى الأساس والزهد فى الدنيا هى الوسيلة للوصول إلى الجنة)فكان
"سيدنا محمد"مثالا فى الزهد لأن(قلبه معلقا بالسماء،وروحه ساجدة تحت"عرش الرحمن"فتخرج من مدرسته"ملايين الصالحين"الذين كانوا" ملائكة"يمشون على الأرض عندما "أحرقوا الشهوات بالخوف من نار الآخرة"وفى القلب منهم الفاروق الذي كان( إسلامه عزا وهجرته فتحا وخلافته رحمة) عندما جاءت إليه الدنيا بكل زخرفهاوزينتها حتى وقفت عنده فأعرض عنها لأنه(تجنب الهوى حتى تجنبه الهوى) فذات مرة قال له رجل:اتق الله ياعمر؛ فنهره أحد الجالسين فرد عليه عمر قائلا(لاخير فيكم إن لم تقولوها،ولاخير فينا إن لم نسمعها)لذلك صدق من قال(إذا سألوك عن العدل فى بلاد المسلمين فقل لهم: لقد مات عمر)
أنت تقرأ
قصص دينيه وعبرة(2)
Espiritualصل على محمد وال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد