: » : ✺çhāptêr1✺ : « :

657 158 111
                                    

كُنْت جالستًا هُنَاك ، عَلَى بُعْدِ مِتْرٍ وَاحِدٍ مِنْ تِلْكَ الشَّجَرَةِ الكرزية ، حِين ضَرَبْتُهَا صاعِقَة فتوقدت وَاشْتَعَلَت كَأَنَّهَا بُرْكان لَمْ أَتَمَالَك نَفْسِي فِي تِلْكَ الحِظَة ، وانهمرت دُمُوعِي كَشَلْال ، فالإبحار فِي نَارِ حُزْنِي بَات أَمْرًا محتوما . تِلْك الذِّكْرَيَات وَتِلْك الامنيات الَّتِي كِدْتُ أَنْ أفارقها لَكِنَّهَا تَأْبَى أَن تُفَارِقُنِي فمشاعري كَانَت خَامِدَة كَالبُرْكان .

(عودة بالزمن)

كُنْت أُجَالِس أَنَا وعائلتي عَلَى الْمَائِدَةِ تَمْلَأ الضحكات كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَا الْمَنْزِل ، وَبَلّ تَمْلَأ الْعَالِم بِأَسْرِه ، حِينَ قَالَتْ أُمِّي وَهِيَ تضحكك . : اذْهَبِي وَأَحْضِرِي لَنَا سَلَّه مِنْ الْفَوَاكِهِ الطازجة ، مِن حَدِيقَة قَرِيبَةٌ مِنْ الْمَنْزِلِ قُلْت لَهَا : أُمِّي كَفِي عَنْ الضَّحِكِ ، كَانَ سَبَبُ ضَحِكِهَا ، أَنَّهَا تُعْرَف إذَا ذَهَبَتْ إِلَى الحَدِيقَةِ أَنْسَى نَفْسِي ، وَبَلّ رُوحِي أَيْضًا حَاوَلْت أَنْ أتصنع أني غاضبة ، لَكِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ فَانْفَجَر الْجَمِيع بِالضَّحِك وَأَنَا مِنْ بَيْنِهِمْ . خَرَجَتْ مِنْ الْمَنْزِلِ إِلَى الحَدِيقَةِ المغطاة بَيْت كريستالي فَلَقَدْ كُنّا مِنْ أَغْنَى أَغْنِيَاء فَرَنْسَا وَمَن أُسْرَةٍ عَريقَةٍ .

وَتِلْك النافورة الَّتِي فِي مُنْتَصَفِ الحَدِيقَة ، أَمَّا الْأَشْجَارُ فَهِيَ فِي ذَاتِ نَفْسِهَا رِوَايَةِ مَنْ شِدَّةِ جَمَالِهَا وتألقها قطفت الْمَوْز وَالْعِنَب و . . . . . . . . . . . . . . الْكَثِير .

جَلَسَتْ عَلَى طَرَفِ النافورة أَغْنَى وَانْظُرْ إلَى الْخَاتَمِ الَّذِي اهدتني إيَّاه أُمِّي ، فَهُوَ يَدُلُّ عَلَى عَراقَة عائلتنا ، جَلَسَت هُنَاك سَاعَة ؛ وَلَكِنَّهَا فِي الْحَقِيقَةِ لَمْ تَكُنْ سَاعَة بَل سَاعَتَان تَأَخَّرَت ؛ وَيَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَأَخّر وَصَلَتْ إلَى الْمَنْزِلِ وَيَا لَيْتَ قَدَمَاي خانتي ، و لَم توصلني ، رَأَيْت الْمَنْزِل يَتَوَقَّد ويشتعل كفوهة البُرْكان اِخْتَفَت ضحكتي ، وَتَبَدَّلَت مَلامِح وَجْهِي كسرعة البَرْق ، مِنْ الْفَرَحِ إلَى الدُّمُوع وَالْحَسْرَة .
ركضت مُسْرِعَة ، لِإِنْقَاذ عائلتي ، كَانَ سُكَّانُ الْمَدينَةِ مَعَ الشُّرْطَة مُجْتَمَعِين لَمْ يَسْمَحْ لِي بِالدُّخُول . صَرَخَت وصرخت وقاومت مِنْ أَجْلِ الدُّخُول لَكِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ الإِفْلاَت ، فُقِدَت الْوَعْي وَأَنَا أُنَادِي بِاسْم أُمِّي وَأَبِي وَأَخِي الصَّغِيرِ الَّذِي لَمْ يَبْلُغْ مِنْ الْعُمْرِ 3 سَنَوَات .

اِسْتَفَقْت بَعْدَه فَتْرَة لَيْسَت بوجيزة ، عِنْدَهَا رَأَيْت الْمَنْزِل كَوْمَة مِنْ الرَّمَادِ المتوقد ، الَّذِي كَانَ يَشِع بِلَوْن النَّار القرمزي . وَفِي لَحْظِهِ اسْتِغْفَال مِنْهُم اسْتَطَعْت الدُّخُول ؛ وَلَكِنْ يَا لَيْتَنِي لَمْ أَسْتَطِيع ! . كَانَ الدُّخَانُ يُمْلِي الْمَكَان بَدَأَت بِالْبَحْث عَنْهُم وَالصُّرَاخ بِأَسْمَائِهِم ، وَجَدْتَهُم جَالِسَيْن عَلَى تِلْكَ الْكَرَاسِيّ الْخَاصَّة بالمائدة ، مُقَيَّدَيْن بأسلاكٍ حَدِيدِيَّةٌ ، كَانُوا جثثاً متفحمة دُمُوعُهُم متبخرة ، أَمّا أَخِي الصَّغِير كَان متحنطا مَع ابتسامته الَبريئة لِأَنَّه ؛ لَمْ يَكُنْ يَفْقَهُ شَيْئاً مِمَّا يَحْصُلُ ، اِقْشَعَرّ جَسَدِي مِنْ هَوْلِ الْمَنْظَر .

بين شيفرة الإنتقام ودماء طاغيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن