: » : ✺çhāptêr 4✺ : « :

452 146 35
                                    

ذَهَبَت نورسين إلى الْمَنْزِل لِجَمْع أَغْرَاضِهَا كَانَ الْغَضَبُ يَتَطَايَرُ مِنْ عَيْنَيْهَا كشرارة اِشْتَعَلَت مِن حقدها عَلَيْه .

جُمِعَت أَغْرَاضِهَا وَأُخِذَت بِطاقَةٌ السَّفَر للهروب وَصَلَت الْمَطَار عِنْدَمَا وَرَّدَتْهَا مُكَالَمَة لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ اسْمٌ لِذَلِكَ أَجَابَت .

قَالَت : مِنْ الْمُتَّصِلِ أَنَا مُسْتَعْجَلَةٌ .

أَجابَها : لِمَاذَا يَا حبيبتي مُسْتَعْجَلَةٌ هَلْ مِنْ أَجْلِ الِانْتِقَال لمنزلي ؟ أَوْ مِنْ أَجْلِ الِاسْتِمْتَاع مَعِي ؟

وَهُنَا عَرَفْت أَنَّ الْمُتَّصِل هُو أريانوس تَوَتَّرَت ، فتلعثمت بِالْكَلَام لَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تُخْبِرُه أَنَّهَا هاربَ ، فَذَلِك الشَّيْطَان حَتْمًا سَوْف يَقْتُلُهَا !

إجَابَتُه : آه نَعَمْ نَعَمْ سَوْف أَغْلَق الْخَطّ لِكَيْ لاَ أَتَأَخّر
وَعِنْدَمَا هَمَّت بإغلاق الْخَطّ سَمِع أريانوس صَوْت مُكَبِّر :
(الرجاء مِنْ جَمِيعِ الرِّكَاب التَّأَكُّدُ مِنْ تذاكرهم سَوْف تَنْطَلِق الرِّحْلَة بَعْد 30 دقيقة) .

وَهُنَا عَلِم أريانوس أَنَّهَا تُرِيدُ الْهَرَب فاستشاط غَضَبًا وَتَوَعَّد لَهَا بِالْعَذَاب الْقَاسِي عِنْدَمَا يُمْسِكُهَا .

أريانوس : تَوَجَّهَ إلَى الْمَطَار أَيُّهَا السَّائِق يَجِبُ أَنْ تَصِلَ فِي غُضُونِ عَشْرَة دَقَائِق وَإِلَّا قَتَلْتُك .

بَعْدَ مُضِيِّ الْوَقْتِ الْمُحَدَّدِ بِقَلِيل وَصَل أريانوس إلَى الْمَطَار وَبَدَأ يُبْحَثُ عَنْهَا كَالْمَجْنُون .

بَعْد فَتْرَة لَيْسَت بوجيزة وَجَدَهَا أَمْسَكَهَا مِنَ الخَلْفِ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهَا .

وَقَال : إحزري مَنْ أَنَا ؟

الْتَفَت لِتَرَى مِن وَإِذَا بِهِ أريانوس !

شهقت مِنْ شِدَّةِ الْخَوْفِ وَكَادَتْ أَنْ تختنق ،
وَلَكِن هُنَاك أمْرٍ غَرِيبٍ حَدَث ! لِمَاذَا جَعَلَهَا تَهَرَّب وَلَم يُمْسِكُهَا ؟
هَذَا مَا كَانَ يَجُولُ فِي ذِهْنِ نورسين عِنْدَمَا كَانَت تركض مُسْرِعَة و عِنْدَمَا رَأَت جَمِيعِ الْأَبْوَابِ مُغْلَقَة عَلِمْت لِمَاذَا تَرَكَهَا
وَفِي تِلْكَ الْجَنَّة الخانقة عِنْدَمَا رَأَت جَمِيعِ الْأَبْوَابِ مُغْلَقَة ، وَالإنارَة لَوْنُهَا قَرِيبٌ مِنْ البرتقالي ، تَذَكَّرْت مَا مَرَّتْ بِهِ وُضِعَت يَدَيْهَا عَلَى أَذَانُهَا وَبَدَأَت تضغط عَلَيْه وَتَبْكِي ، وتصرخ .
وَعِنْدَمَا وَصَل أريانوس وَرَآهَا فِي تِلْكَ الْحَالَةِ صَدَم مِمَّا رَأَى لَقَدْ كَانَتْ كَالْمَجْنُونَة !

بَعْدَمَا اسْتَوْعَب الْأَمْر اِقْتَرَب مِنْهَا ليهدئها . .

كُلُّ مَا كَانَتْ تَقُولُه : أرجوكم أَخْرَجُونِي مِن هنا ، أَخْرَجُونِي . نَار ، نَار .
أَنَّهَا تَحَرَّق كُلِّ شَيْءٍ وَسَوْف أَمُوت قَرِيبًا أَكَاد أَن اِخْتَنَق أَخْرَجُونِي مِنْ هُنَا . . . . . . . . . . . . . .

عِنْدَمَا أَمْسَكَهَا لِإِخْرَاجِهَا لقدت فُقِدَت وعيها ،
لَمْ تَعُدْ تَسْتَطِيع التَّحَمُّل حَمْلُهَا بَيْنَ ذِرَاعَيْهِ ، وَأَخَذَهَا إلَى سَيَّارَتِه ،
لِتَتَوَجَّه إلَى مَنْزِلِهِ .
كَانَ يَمْسَحُ عَلَى جَبْهَتَهَا وَيَقُول يَجِبُ أَنْ تَكُونِي بِخَيْرِ لَا يَسْمَحُ لِكَي بِأَن تتركيني !

قَالَ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ وَهُوَ الَّذِي كَانَ يَرُدُّ الِانْتِقَام مِنْهَا لِأَنَّهَا كُسِرَت كِبْرِيَائِه وَأَنَّهُ يَرُدُّ أَنَّ يَتَلَذَّذَ فِي تعذيبها أُمِّ أَنَّ هَذَا مُجَرَّدُ وَاحِدٍ مِنْ وُجُوهِهِ الْمِئَة ؟
وَهَذِه كَانَتْ أَوّلَ مَرَّةٍ فِي حَيَاتِهِ يُوضَع بِـ مِثْل هَكَذَا مَوْقِفٌ .
وَصْلًا الْمَنْزِل فَح لَه السَّائِق بَاب السَّيَّارَة ، أَمَّا هُوَ حَمْلِهَا وَسَارَ بِهَا إلَى قَصْرِهِ .
وَعَنْ مَا وَصَلَ الْبَاب فُتِحَ لَهُ الْخَدَم
وَطَلَب مُتَّهَم الِانْصِرَاف .
ثُمَّ صَعِدَ السّلَالِم عَلَى عَجَّل وَتَوَجَّه بِهَا ، إِلَى الْغُرْفَةِ الَّتِي أَعَدَّهَا مِنْ أَجْلِهَا و وَضَعَهَا فِي السَّرِير وَقَام بِتَغْطِيَتِهَا .
وَبَقِي ، يُحَدِّق بملامح وَجْهِهَا ، طَلْيُه فَتْرَة غِيَابِهَا عَن الْوَعْي
ثُمَّ بَعْدَ فَتْرَة لَيْسَت بوجيزه
اسْتَيْقَظَت نَظَرْت حَوْلَهَا ، فَهِيَ لَا تُعْرَفُ أَيْنَ هِيَ ؟ ثُمّ تركزت نظراتها عَلَى الْقَاطِن بِقُرْبِهَا تَمَامًا
بَعْدَهَا تَذَكَّرْت مَا جَرَى وَحَاوَلْت النُّهُوض لَكِن أريانوس أَعَادَهَا إلَى الِاسْتِلْقَاءِ وسئلها عَنْ الَّذِي حَدَثَ مَعَهَا لَكِنْ لَمْ تُجِيب وَقَامَت بِتَغْطِيَة رَأْسِهَا .

اِقْتَرَب منها وَقَال لها : ارتاحي جَيِّدًا .

ثُمَّ ذَهَبَ إلَى غُرْفَتِه وَهُوَ يَسْأَلُ نَفْسِهِ مَا هِيَ قِصَّتُهَا يَا تُرَى أَم أَنَّهُ مُجَرَّدُ تَمْثِيلٍ لتهرب مِنْ الْعِقَابِ ؟

إذَا أَعْجَبَك البارت لَا تَنْسَى دُعْمِي بتصويتك وَالعَوْدَةِ إِلَى البارتات السَّابِقَة وَدَعْمِها أَيْضًا

عَدَد كَلِمَات البارت ٤٨١

بين شيفرة الإنتقام ودماء طاغيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن