ذَهَبَت نورسين إلى الْمَنْزِل لِجَمْع أَغْرَاضِهَا كَانَ الْغَضَبُ يَتَطَايَرُ مِنْ عَيْنَيْهَا كشرارة اِشْتَعَلَت مِن حقدها عَلَيْه .
جُمِعَت أَغْرَاضِهَا وَأُخِذَت بِطاقَةٌ السَّفَر للهروب وَصَلَت الْمَطَار عِنْدَمَا وَرَّدَتْهَا مُكَالَمَة لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ اسْمٌ لِذَلِكَ أَجَابَت .
قَالَت : مِنْ الْمُتَّصِلِ أَنَا مُسْتَعْجَلَةٌ .
أَجابَها : لِمَاذَا يَا حبيبتي مُسْتَعْجَلَةٌ هَلْ مِنْ أَجْلِ الِانْتِقَال لمنزلي ؟ أَوْ مِنْ أَجْلِ الِاسْتِمْتَاع مَعِي ؟
وَهُنَا عَرَفْت أَنَّ الْمُتَّصِل هُو أريانوس تَوَتَّرَت ، فتلعثمت بِالْكَلَام لَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تُخْبِرُه أَنَّهَا هاربَ ، فَذَلِك الشَّيْطَان حَتْمًا سَوْف يَقْتُلُهَا !
إجَابَتُه : آه نَعَمْ نَعَمْ سَوْف أَغْلَق الْخَطّ لِكَيْ لاَ أَتَأَخّر
وَعِنْدَمَا هَمَّت بإغلاق الْخَطّ سَمِع أريانوس صَوْت مُكَبِّر :
(الرجاء مِنْ جَمِيعِ الرِّكَاب التَّأَكُّدُ مِنْ تذاكرهم سَوْف تَنْطَلِق الرِّحْلَة بَعْد 30 دقيقة) .وَهُنَا عَلِم أريانوس أَنَّهَا تُرِيدُ الْهَرَب فاستشاط غَضَبًا وَتَوَعَّد لَهَا بِالْعَذَاب الْقَاسِي عِنْدَمَا يُمْسِكُهَا .
أريانوس : تَوَجَّهَ إلَى الْمَطَار أَيُّهَا السَّائِق يَجِبُ أَنْ تَصِلَ فِي غُضُونِ عَشْرَة دَقَائِق وَإِلَّا قَتَلْتُك .
بَعْدَ مُضِيِّ الْوَقْتِ الْمُحَدَّدِ بِقَلِيل وَصَل أريانوس إلَى الْمَطَار وَبَدَأ يُبْحَثُ عَنْهَا كَالْمَجْنُون .
بَعْد فَتْرَة لَيْسَت بوجيزة وَجَدَهَا أَمْسَكَهَا مِنَ الخَلْفِ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهَا .
وَقَال : إحزري مَنْ أَنَا ؟
الْتَفَت لِتَرَى مِن وَإِذَا بِهِ أريانوس !
شهقت مِنْ شِدَّةِ الْخَوْفِ وَكَادَتْ أَنْ تختنق ،
وَلَكِن هُنَاك أمْرٍ غَرِيبٍ حَدَث ! لِمَاذَا جَعَلَهَا تَهَرَّب وَلَم يُمْسِكُهَا ؟
هَذَا مَا كَانَ يَجُولُ فِي ذِهْنِ نورسين عِنْدَمَا كَانَت تركض مُسْرِعَة و عِنْدَمَا رَأَت جَمِيعِ الْأَبْوَابِ مُغْلَقَة عَلِمْت لِمَاذَا تَرَكَهَا
وَفِي تِلْكَ الْجَنَّة الخانقة عِنْدَمَا رَأَت جَمِيعِ الْأَبْوَابِ مُغْلَقَة ، وَالإنارَة لَوْنُهَا قَرِيبٌ مِنْ البرتقالي ، تَذَكَّرْت مَا مَرَّتْ بِهِ وُضِعَت يَدَيْهَا عَلَى أَذَانُهَا وَبَدَأَت تضغط عَلَيْه وَتَبْكِي ، وتصرخ .
وَعِنْدَمَا وَصَل أريانوس وَرَآهَا فِي تِلْكَ الْحَالَةِ صَدَم مِمَّا رَأَى لَقَدْ كَانَتْ كَالْمَجْنُونَة !بَعْدَمَا اسْتَوْعَب الْأَمْر اِقْتَرَب مِنْهَا ليهدئها . .
كُلُّ مَا كَانَتْ تَقُولُه : أرجوكم أَخْرَجُونِي مِن هنا ، أَخْرَجُونِي . نَار ، نَار .
أَنَّهَا تَحَرَّق كُلِّ شَيْءٍ وَسَوْف أَمُوت قَرِيبًا أَكَاد أَن اِخْتَنَق أَخْرَجُونِي مِنْ هُنَا . . . . . . . . . . . . . .عِنْدَمَا أَمْسَكَهَا لِإِخْرَاجِهَا لقدت فُقِدَت وعيها ،
لَمْ تَعُدْ تَسْتَطِيع التَّحَمُّل حَمْلُهَا بَيْنَ ذِرَاعَيْهِ ، وَأَخَذَهَا إلَى سَيَّارَتِه ،
لِتَتَوَجَّه إلَى مَنْزِلِهِ .
كَانَ يَمْسَحُ عَلَى جَبْهَتَهَا وَيَقُول يَجِبُ أَنْ تَكُونِي بِخَيْرِ لَا يَسْمَحُ لِكَي بِأَن تتركيني !قَالَ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ وَهُوَ الَّذِي كَانَ يَرُدُّ الِانْتِقَام مِنْهَا لِأَنَّهَا كُسِرَت كِبْرِيَائِه وَأَنَّهُ يَرُدُّ أَنَّ يَتَلَذَّذَ فِي تعذيبها أُمِّ أَنَّ هَذَا مُجَرَّدُ وَاحِدٍ مِنْ وُجُوهِهِ الْمِئَة ؟
وَهَذِه كَانَتْ أَوّلَ مَرَّةٍ فِي حَيَاتِهِ يُوضَع بِـ مِثْل هَكَذَا مَوْقِفٌ .
وَصْلًا الْمَنْزِل فَح لَه السَّائِق بَاب السَّيَّارَة ، أَمَّا هُوَ حَمْلِهَا وَسَارَ بِهَا إلَى قَصْرِهِ .
وَعَنْ مَا وَصَلَ الْبَاب فُتِحَ لَهُ الْخَدَم
وَطَلَب مُتَّهَم الِانْصِرَاف .
ثُمَّ صَعِدَ السّلَالِم عَلَى عَجَّل وَتَوَجَّه بِهَا ، إِلَى الْغُرْفَةِ الَّتِي أَعَدَّهَا مِنْ أَجْلِهَا و وَضَعَهَا فِي السَّرِير وَقَام بِتَغْطِيَتِهَا .
وَبَقِي ، يُحَدِّق بملامح وَجْهِهَا ، طَلْيُه فَتْرَة غِيَابِهَا عَن الْوَعْي
ثُمَّ بَعْدَ فَتْرَة لَيْسَت بوجيزه
اسْتَيْقَظَت نَظَرْت حَوْلَهَا ، فَهِيَ لَا تُعْرَفُ أَيْنَ هِيَ ؟ ثُمّ تركزت نظراتها عَلَى الْقَاطِن بِقُرْبِهَا تَمَامًا
بَعْدَهَا تَذَكَّرْت مَا جَرَى وَحَاوَلْت النُّهُوض لَكِن أريانوس أَعَادَهَا إلَى الِاسْتِلْقَاءِ وسئلها عَنْ الَّذِي حَدَثَ مَعَهَا لَكِنْ لَمْ تُجِيب وَقَامَت بِتَغْطِيَة رَأْسِهَا .اِقْتَرَب منها وَقَال لها : ارتاحي جَيِّدًا .
ثُمَّ ذَهَبَ إلَى غُرْفَتِه وَهُوَ يَسْأَلُ نَفْسِهِ مَا هِيَ قِصَّتُهَا يَا تُرَى أَم أَنَّهُ مُجَرَّدُ تَمْثِيلٍ لتهرب مِنْ الْعِقَابِ ؟
إذَا أَعْجَبَك البارت لَا تَنْسَى دُعْمِي بتصويتك وَالعَوْدَةِ إِلَى البارتات السَّابِقَة وَدَعْمِها أَيْضًا
عَدَد كَلِمَات البارت ٤٨١
أنت تقرأ
بين شيفرة الإنتقام ودماء طاغي
Romansaالإِحتِراقُ في نَارِ حُزْنَِ باتَ أمراً مَحتُوماْ تِلكَ الذكرَياتُ الَتيِ كِدتُ أَن أُفارقها لكنِّها تأبى أَن تُفارقني .... عودةٌ إلى الحاضرْ......... للحاضرْ للقدرْ الذي خطَ حَياتي فَمن المُنتَصِرْ.... انتقامٌ تلوَ الإنّْتقام وصراعٌ. لدماءٍ تَغلي...