حياة السجن

72 10 0
                                    

كان الجميع يحفرون محاولون استخراج المركبة الإضافية التي كانت جزءاً من مركبة تاي الكبيرة بينما كلارا قد وصلت للكوكب الآخر و حين نزلت من المركبة وجدت أن مكان كان كأنه صحراء رمادية مليء بالبنايات المحطمة و المركبات المحترقة و الناس المرميين على الأرض جثثاً هامدة فأصابها ذالك بالرعب لكنها حاولت إخفاء شعورها حتى وصلت لمبنى كبير محصن الجنود يحوطونه مسلحون فدخلت الفتاة للمبنى و هي مبتسمة و تمسك بذراع كلارا التي يداها مقيدتان فوجدت درج طويل عالٍ يجلس عليه الحاكم فصعدت الاثنتان نحوه حتى قال: أهذه هي الحب الفضائي خاصة تاي
الفتاة: أجل.. ذوقه غريب
الحاكم: لطالما تصرف بغرابة فهو الآن واقع بحب فتاة لونها غريب.. اول مرة ارى فتاة لونها بني و أيضاً شكل شعرها غريب أيضاً
كلارا: هو يرى الأشياء بمنظور جميل فهو شخص متفائل يحب كل ما يراه جديد و هو أفضل شخص عرفه تاريخ المجرة كاملة
لم يفهم الحاكم ما قالته كلارا لكنه شعر بحبها لتاي فقال: انظري انها تحبه كثيراً هه لم استطع تخيل ذلك فالحب قد انعدم في هذه الأيام
الفتاة: أجل.. هل تظنه حب حقيقي؟! هذا غريب فعلاً.. تاي مليء المفاجأت و الغرائب
كلارا: أين هو.. اريد الاطمئنان عليه
الفتاة: تريد رؤيته
الحاكم: لا بأس.. دعيها تسكن في الزنزانة التي تقابل زنزانته
الفتاة: حاضر سيدي
دفعت الفتاة كلارا لتسقط متدحرجة على الدرج حتى النهاية ثم أخذت تجرها من شعرها حتى وصلت لزنزانتها و رمتها هناك و ذهبت و هي تضحك فقامت كلارا من مكانها و ذهبت تنظر من بين القضبان تنادي: تاي.. هل أنت هنا!؟ تاي هل تسمعني؟
تاي: كلارا!! ماذا تفعلين هنا؟
كلارا: لقد أخذوني من بعد أن تركوا اخوتك هناك
تاي: لحظة.. قولي انكي نسيتي قول كلمة امك
كلارا: لم تكن امك معهما.. لقد كانا لوحدهما
تاي: و أين امي إذاً!!؟
كلارا: لا أدري.. ربما هي محبوسة هنا
تاي: و لم لم تهربي؟
كلارا: لأنني اردت المجيء.. اردت الاطمئنان عليك
تاي: يا الهي.. ماذا فعلتي.. سوف يقتلونك
كلارا: ليس مهم المهم أن تهرب من هنا و أن تعتني بإخوتك فهم لا يزالون صغار
تاي: والداكي سيعتنيان بهم لكن أنا لن أهرب بدونك.. أنا اردت التضحية من البداية حتى لا يقتربوا منكي.. لقد أحببتكي حقاً
كلارا: هل حقاً تحبني
تاي: أجل.. و كنت اريد الزواج بكي لكن.. لكن هذا الوضع لا يسمح بالزواج.. فعلينا إما الهرب أو الموت.. إن  متي فلن ابقى على قيد الحياة.. دعينا لا نفكر بسلبية.. نحن سنخرج من هنا مهما كلف الأمر
كلارا: يعجبني تفاؤلك... تاي.. اردت أن اسألك عن بعض الصور التي وجدتها في مركبتك.. ما هي و متى التقطتها؟
تاي: إنها ليست صور.. أعني لم التقطها باستخدام كاميرا بل هو ذكريات.. لدي آلة تطبع ذكرياتي.. و اردت أن انظر لصورك و أتأملك لكنني لم التقط صورة لكي فقررت استخدامها
كلارا: هه اتمنى لو كان لدي واحدة.. كنت أبدو جميلة في تلك الصور.. أعني الذكريات
تاي: أتعلمين لِمَ احب تلك الآلة.. لأنها تظهر الحقيقة فالكاميرا لا تعطي منظراً حقيقي.. مع أنها تستطيع توضيح الكثير من التفاصيل لكنها لا تظهر الأشخاص بالمظهر الذي نراه بأعيننا
كلارا: ربما أنت محق... منظر كوكبك كان في خيالي افضل حالاً مما ارى الآن.. حتى في الأفلام لم نرى شيء كهذا
تاي: أجل.. فلم أتوقع يوماً ان يحصل ما حصل فقد حل دمار شامل بسبب حاكمين ليس لديهما قلب.. إنهم لم يفكروا بالضحايا التي كانت بسبب شجارهما و قد قتل كل من في هذا الكوكب بسببهما.. يريدان لوم بعضهما لأن الكوكب يموت و يريد كل منهما اثبات انه الأفضل و أنه يستطيع إيجاد مكان ليسكنوا فيه.. لو أنهم حقاً يريدون ذلك لما قتلوا الناس بل لكانوا حافظوا على أرواحهم..
كلارا: هم فقط يفكرون بأنفسهم.. تاي هل تستطيع الاستفادة من هاتفي.. فهو لا يزال معي لكن لا شبكة هنا ليتصل بها
تاي: حقاً.. مرريه لي.. او لا فهناك أحد قادم
خبأت كلارا هاتفها في جيبها و جلست جانباً و رأت أحد الحرس يأخذ تاي من زنزانته و حين رأت وجهه على النور كان وجهه مليء بالدماء و ملابسه أيضاً فخافت كثيراً عليه لأنه قد تعرض للضرب و خافت أن يقتلوه لذا حاولت إيجاد شيء لتحفر به الحائط او الارض او لتكسر قضبان السجن لكن الزنزانة كانت فارغة و بعد فترة من الزمن عاد الحارس لكن معه فتاة كبيرة بالعمر فشعرت بقليل من الأمل و تم رميها بالزنزانة التي كان فيها تاي فقامت كلارا من مكانها و قالت: هاي من أنتي؟
الفتاة: اوه.. انا لست جيدة بهذه اللغة لكنني كنت أتعلمها مع ابنائي
كلارا: لا بأس.. فسوف أفهم ما تقولين لكن إن لم تفهمي أخبريني حتى احاول التفسير اتفقنا
الفتاة: اجل.. اتفقنا
كلارا: أنا اسمي كلارا و أنا حبيبة تاي الأرضية.. و من أنتي
الفتاة: أنتي هي حبيبته!! لقد أخبرني عنكي في رسائله التي كان يبعثها لنا لكننا لم نستطع الرد.. آسفة لأنني السبب في كونكي هنا فقد زلق لساني و قلت أن لديه حبيبة.. اعذريني لكن الألم أقوى مني
كلارا: لا بأس.. لم تخبريني من تكونين
الفتاة: أنا هي والدة تاي.. لا أدري إن اخبركي عني لكن انا هي.. لقد أخذوا الطفلين مني و يريدون أخذ اكبرهم
كلارا: لا لم يأخذوهم فهم في كوكبي الآن.. هم بخير فوالدي يعتنيان بهما و أصدقائي ايضاً.. أخبرني تاي انكم كنتم تختبؤون في مختبره فكيف عثروا عليكم؟
الأم: لقد فجروا كل شيء.. و أخذوني و أخذوا طفلي مني و لم أعرف أين هم الآن و لا أعرف أين هو تاي الآن
كلارا: هو هنا.. انتما تتشاركان الزنزانة.. تستطيعين ترك رسالة له في زنزانتك
الأم: شكراً لولاكي فلم أكن لأعرف..
بدأت ام تاي تكتب بدمائها على الأرض رسالة لتاي تطمئنه عن نفسها و تسأله عن أحواله حتى تعبت كثيراً و نامت على الأرض

حب الفضائي | Alien loveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن