كيف سنصلح المركبة؟

166 14 0
                                    

دخلت كلارا لتنام في غرفتها لكن امها قد اوقفتها عند الدرج و سألتها عن ما كانت تفعل خارجاً فأجابت: امي كنت اريد رمي القمامة و لم اشأ ان انتظر حتى الصباح
الام: يا بنتي كم مرة يجب علي ان اعيد كلامي.. لا خروج من المنزل طالما القمر ساطع و الشمس مختبئة
كلارا: امي انتي تزوديها.. على الأقل انا ارتدي لون فاتح أي لن يحدث شيء
الام: اعلم لكن.. الم تتعرضي في جامعتك للتنمر من قبل بسبب لون بشرتك؟ لا تنكري فأنا أعرف كل ما يحدث
كلارا: امي حسناً اعرف انكي تعرفين لكن.. إن توقفت عن الخروج في المساء فهم لن يتوقفوا عن التنمر.. أعني.. إن خرجت و إن لم أخرج فلن يحدث شيء و أيضاً لا تحتجي بحجة التنمر فأنا كبيرة و أعرف بالتحديد ماذا حدث لكي و لوالدي و لن يحدث لي نفس الشيء
الام: انا فقط احاول الحرص عليكي فأنتي الشيء الوحيد المتبقي لي و لا أريد خسارتك
كلارا: أنتي تعلمين يا أمي انني قوية و استطيع تدبر امري
الام: حسناً لكن إن اردتي الخروج او التأخر عن البيت او اي شيء تريدين فعله فعليكي اخباري اولاً
كلارا: حسناً امي
قبلت كلارا جبين والدتها و أخذتها لسريرها و نامتا الاثنتان في تلك الليلة بهدوء و في اليوم التالي قامت كلارا لجامعتها و بعد أول محاضرة كانت تجلس وحيدة تستمع للموسيقى فجائت إحدى الفتيات و تدعى سيما و جلست إلى جانبها فقالت: مرحباً يا قصيرة
كلارا: ماذا تريدين
سيما: كنت اريد ان اعزمكي على حفل عيد ميلادي
كلارا: حقاً
سيما: اجل انه يوم الخميس و لكن من شروط حضور الحفل ان تحضري حبيبك معك
قالت فتاة من خلفها: هاي انتي تعرفين حق المعرفة ان لا أحد يود اصطحاب فتاة سوداء بشعة معه ولو كلف الأمر كثيراً
سيما: ههههه لا تفقدي الأمل فربما سيقبل جوي السمين بها ههههه
ثم قامت و ذهبت مع صديقاتها بينما كلارا عادت للاستماع و كأنها لم تسمع شيئاً فقد اعتادت على منادات الاخرين لها بالقبيحة او السوداء او وجه الضفدع و أمضت يومها كئيبة حتى عادت للمنزل و حين دخلت سألتها امها: ما بكي عزيزتي؟
كلارا: الفتيات.. كالعادة
الام: لقد حضرت لكي بعض الكعك.. لم لا تأخذيه و تذهبي لبيتك الخشبي..فلربما ستتحسن حالتك
كلارا: امم حسناً
ثم أخذت الكعك و ذهبت تقود دراجتها نحو البيت الخشبي و في الطريق تذكرت ان تاي هناك و حين وصلت طرقت الباب مرة و مرتان و ثلاث حتى فتحت الباب فقد خافت لكنها وجدت تاي يجلس على الفراش فقالت: لم لم تفتح الباب؟
نظر إليها تاي و قال: مرحباً كلارا
كلارا: اوه انت لطيف حين تقول هذا.. ماذا تفعل
ثم جلست إلى جانبه حيث كان يمسك بأسلاك و يركبها و يقطع اخرى حتى إنتهى و قال: تترراا
فقالت: ما هذا؟!
ثم وضعه على اذنها و بدأ يتحدث و هي كانت تسمعه يتحدث بلغتها حيث قال: ما رأيك باختراعي الجديد!؟
كلارا: واو هذا رائع.. مثل المسلسلات المدبلجة أنت تتحدث و فمك يتحرك بشكل آخر
تاي: هل أعجبك؟
كلارا: بالتأكيد أعجبني.. و الان تناول بعض الكعك المعد في المنزل
تناول تاي قطعة فأعجبه طعمها و بدأ يأكل اكثر و اكثر ثم قال: هذا لذيذ جداً.. لم اتناول طعاماً مثله من قبل
كلارا: ههه امي تصنع كعكاً لذيذاً..
جلس الاثنان صامتون لدقائق لا يعرفون ما يجب عليهم قوله حتى قال: شعرك جميل
كلارا: اوه شكراً لم يقل لي أحد هذا من قبل
تاي: حقاً!! غريب فشعرك اكثر شيء لفتني فيكي
كلارا: و اول ما لفتني بك هو عيناك.. انهما جميلتان
تاي: حقاً!! كانو يقولون لي ان عيناي بشعتان.. لأنهما غريبتان
كلارا: اتمزح! انهما رائعتان اعني.. جميلتان فقط
تاي: هههه دعينا نفعل شيئاً
كلارا: مثل ماذا
تاي:هل تستطيعين مساعدتي في تصليح مركبتي او اعادة بنائها؟
كلارا: دعنا نجرب
قام الاثنان متجهين إلى قمة الجبل يمشون وسط الأشجار الكثيفة حتى وصلا للقمة حيث رأت كلارا المركبة المتفحمة فقال تاي: يا الهي لم اتوقع ان الدمار سيكون لهذا الحد فقد كان الجانب الأيسر هو المتضرر لكن الآن مركبتي كلها متضررة همممم
كلارا: لا بأس سنحاول تصليحها.. انظر إنها من الداخل تبدو سليمة
ثم ركضت تحاول إبعاد الأجزاء الخارجية لكنها لم تستطع فضحك تاي و ابعدها ثم بيد واحدة استطاع كسر الجزء العلوي ثم مزق الصفائح المعدنية و دخل و اشار لها بالدخول فتبعته و حين دخلت كانت المركبة كبيرة جداً لكنها كانت غارقة تحت التراب فتعجبت كيف لم يلحظ أحد انفجارها فسألت: متى انفجرت مركبتك؟
تاي: البارحة على ما اعتقد.. اجل البارحة فالتاريخ اليوم هو ٦٣/١٨/٣٣٤٧
كلارا: ما هذا التاريخ الغريب.. و كيف عرفت ذلك؟
تاي: انظري إلى التاريخ فوق على الشاشة
نظرت حيث لم تفهم أي حرف او كلمة و بدأ تاي يمشي هنا و هناك باحثاً عن شيء معين حتى وجد بعض الأسلاك في غرفة مليئة بالدخان و بدأت كلارا تسعل و تنظر للكهرباء التي تخرج من الأسلاك خائفة و حين مد تاي يده و بدأ يمسك بالكهرباء تفاجأت انه لم يصب بأذى و ظلت تنظر حتى إنتهى تاى و قال: العطل كان بسيط لو انني لحقته قبل سقوط المركبة لكن لا بأس فالمشاكل الاخرى ستحل ببعض المعادن لكن كيف سوف احضرها؟
كلارا: عليك بشرائها
تاي: هل تقبلون بنقود غراسية؟
كلارا: ماذا!؟ غرا ماذا؟
تاي: هممم.. كيف سوف احصل على النقود؟!
كلارا: هل عليك ان تعمل؟
تاي: اجل لكن ماذا و كيف و أنا لا استطيع التحدث بلغتكم؟
كلارا: إما ان تتعلمها او ان تتظاهر بأنك لا تستطيع الكلام
تاي: حسنا و المشكلة الأكبر اين سأعمل فليس لدي شيء اعرفه عن كوكبكم
كلارا: يال الهول.. هل تستطيع ترجمة الكتب.. أعني هذا الشيء هل يستطيع؟
تاي: اجل.. هل ستعيريني بعض الكتب؟
كلارا: اجل سأفعل
خرج تاي و كلارا من المركبة الفضائية و اتجها نحو البيت الصغير حيث بدأت الشمس تغرب ثم ذهبت كلارا للمكتبة و بقيت هناك تحاول تنقية كتب تستطيع مساعدة تاي فيها حتى انتهت و في طريقها للعودة بدأت تسمع اصواتاً في الشارع فنظرت حولها لكنها لم ترى شيئاً و اكملت الطريق و عادت الأصوات تصدر مرة اخرى حتى خافت و ركضت

حب الفضائي | Alien loveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن