بر الوالدين

38 13 7
                                    

قال العلماء: من أبواب الجنة: باب الوالد أي الوالدين.. وهذا الباب قد يدعى

أناس عليه يوم القيامة أن ادخلوا من هذا الباب، فيدخلون الجنة عن طريق

هذا الباب.  

ولكن يا ترى من هم هؤلاء الذين يدخلون من هذا الباب؟ إنهم أهل البر

بالوالدين إنه باب داخل البيوت، ولكن أكثر الناس لا يشعرون بذالك.  

وفي أحد الأيام والإمام الأعظم جالس في منزله أرادت أم أبو حنيفة أن تسأل عن أمر من أمور دينها فقال أبو حنيفة : أفتيك يا أماه فردت الأم بالرفض بل يفتيني عمر بن ذر.

فما كان من أبو حنيفة الإ أن حملها على حماره وذهب بها إلى عمر بن ذر وقال له أمي تطلب الفتوى منك فقال ابن ذر : أنا أفتيها وأنت موجود فرد أبو حنيفة : هذا أمره.

وعندما طرحت الأم طلبها للحصول علي الفتوي علي ابن ذر فطلب التشاور مع الإمام الأعظم وهو ما استجاب له الأخير قائلا الفتوى كذا وكذا فكتبه وختمه وقال مخاطبا أبو حنيفة هذه هي الفتوى.

أبو حنيفة ذهب لأمه بالفتوى مكتوبة ومختومة فقالت : هذه هي الفتوى لا فتوى أبو حنيفة رغم أن الفتوى وهي في الأصل فتوى أبو حنيفة ليعطي الإمام الأعظم درسا في بر والدته للجميع

✨✨✨✨✨✨

يحكي ان في يوم من الايام كان هناك شاب يعيش مع والدته بعد ان توفي

والده من زمن طويل، وصممت والدته أن تجعله يكمل دراسته وأن تتحمل

هي وحدها كافة مصاريفه فكانت تعمل وتصرف عليه وعلي دراسته وتمنعه

من العمل حتي يتمكن من الدراسة، وكان الشاب يفكر دائماً أنه عندما يكبر

وينتهي من دراسته سوف يعمل ليل نهار لتسديد جزء من جميل والدته

وفضلها عليه ومساعدتها وإراحتها من العمل والجهد الذي تبذله .

ولكن شاء الله عز وجل وتوفيت الأم رحمها الله قبل أن ينتهي الشاب من

إكمال دراسته، فحزن قلبه لفراقها وبكي عليها كثيراً ونذر لله عز وجل أن

يخرج من راتبه بشكل شكلي مبلغ يجعله للفقراء والمحتاجين وفي نيته أن

يكون ثواب وأجر هذه الصدقه إلي أمه، وأقسم علي نفسه أنه لن تفوته سجدة

واحدة إلا ودعا إلي أمه ويتصدق ويبني المساجد والبرادات و يفعل الخبر

ويهب ثواب وأجر كل هذا إليها رداً لجزء من جميلها وفعلها معه وهو صغير .

مرت الأيام وتزوج الشاب وأنجب ولداً أسماه محمد وفي يوم من الأيام بينما

هو خارج للصلاه رأي مجموعة من الرجال يضعون براد ماء في مسجد حيهم،

فضاق صدرة عندما أدرك أنه نسي هذا المسجد قائلاً في نفسه : لقد وضعت

في المشرق والمغرب ونسيت أن أضع براداً في مسجد جينا، وبينما هو يفكر

في ذلك فإذا بإمام المسجد يلحق به ويناديه قائلاً : بارك الله فيك وجزاك

خيراً يا أبا محمد علي براد الماء، تعجب الرجل من كلام الشيخ وقال : ولكن

هذا البرد ليس مني، فقال الشيخ : بلي هو منك، احضرها اليوم ابنك وقال أنها

منك، فإذا بإبنه الصغير يقبل عليه ويقبل يده قائلاً : أنها مني يا أبي ولكنني

نويت أن أهب اجرها لك، وأدعو الله عز وجل ان يتقبلها سقاك الله من أجرها بسلسبيل الجنة .

دمعت عين الرجل وسأل أبنه : ومن أين أحضرت ثمنها يا بني وأنت لاتزال في

الصف الاول الثانوي ولا تعمل وليس لك دخل ؟ فقال الابن : منذ خمس

سنوات بدأت أجمع وأدخل المال من مصروفي وعيدياتي ومن أى مال

تعطيني إياه حتي تمكنت اليوم من شراء هذا البراد لأبرك به كما بررت جدتي

رحمها الله علي مدار سنوات ورأيتك تفعل ذلك دائماً في كل موضع وحين .

سبحان الله .. صدق من قال قديماً ” البر دين ” وسيعود لك يوماً في اولادك

والعقوق كذلك سيرجع لك يوماً، ربي إرحم أمي وأبي وجميع المسلمين ❤

روح وريحانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن