بارت 5

4.4K 192 56
                                    

____انجلترا___
مر شهران على ما حدث لانجل...مروا عليها كالجحيم بل هما الجحيم بحد ذاتهما...لم تر فيهما الخير ابدا... فمن بعد اخر موقف مع ماثيو صار يعاملها اسوء معاملة... كل يوم بل في كل لحظة يمارس عليها اسلوب التجريح والتشكيك...منعها منعا باتا من مقابلة اهلها حتى انه اخذ هاتفها ليضمن عدم اتصالها بهم.
كانت في كل يوم تموت الف مرة... حاولت الصمود اكثر امامه الا ان قواها خارت تماما بعد رحيل شقيقتها...فهي كانت مصدر قوتها بعد ابنتها... راسها مشوش ولم تستطع اتخاذ قرار مناسب..فهي تريد الانفصال في الحال عنه الا انها تحتمل لاجل ابنتها...تريد ان تدعس على قلبها الذي عشقه حد النخاع وتذهب بعيدا و ابنتها ...الا انها تعلم ان ماثيو لن يصمت...فهو غني جداا كعائلتها تماما وله نفوذ كبيرة وكثيرة في كل المجالات فبالطبع سيستطيع استرجاع ابنته ولربما يمنعها عنها ايضا.

كانت لا تزال في غرفتها منسدحة على سريرها تغمض عينيها بانهاك شديد...فالبارحة كان يوما حافلا بتلك الاشغال التي امرها ماثيو القيام بها وكأنها خادمته لا زوجته...تسللت دمعة يتيمة من احدى عينيها لتمسحها بسرعة بعد ان دخلت عليها ابنتها بضجيجها المعتاد... نظرت لها بحنان بالغ.. كيف كانت ستصمد امام ذلك الجلمود لو لم تكن تلك الصغيرة موجودة...استكون بهذه القوة يا ترى... اكانت تستطيع مجابهة قوته.

افاقت من سرحانها على يدين تلك الصغيرة وهي تلمس وجنتيها بنعومة:"مامي هل انت بخير"
ابتسمت لها:"بخير جداا جدااا" احتضنتها بقوة واردفت:"وكيف حال حلوتي الصغيرة"
وضعت الصغيرة سبابتها على ذقنها دلالة على تفكيرها لتجيبها بطفولة:"جيد؟"
همهمت الاخرى دلالة على تفهمها لتنقض عليها تدغدغها لتصيح الاخرى بضحك عاال وهي تتحرك بهستيرية:"مااامي ههههه يك هههه يكفي"
لم تستطع التحكم في نفسها اكثر لتضحك معها بصوت عالي جداا...بعد مدة تعبت وانسدحت معها على السرير الا ان صغيرتنا لم تتعب بل نهضت من مكانها وانقضت على امها هي الاخرى تدغدغها..ثم تقبل وجهها بقبلات ناعمة خفيفة جعلت من الاخرى تضحك بصوتها الناعم النشاز جاعلة من الشخص الواقف عند الباب يكاد قلبه يخرج من صدره لسرعة نبضاته ما ان سمع صوتها والذي افتقده نوعا ما خلال هذه الفترة
بقي ينظر لهما كيف يلعبان مع بعضهما وضحكهما الذي ملأ المكان...ترى عل ستختفي تلك الضحكات ما ان يدخل عليهما...وهل ستبقى نفس تلك النظرات السعيدة التي ترمق بها اميرته الصغيرة...هه بالطبع لا...يالله كيف يفكر...بالطبع ستتبدل تلك الضحكات الى صمت مخيف...وتلك النظرات ستصبح حزينة او باردة وربما خالية من اي مشاعر..
هز رأسه بقوة يعاتب نفسه على تفكيره بها بهذه الطريقة....اليس هذا ما يريده...ان تصبح التعاسة تخيم عليها... ان ينسيها ما يسمى بالسعادة... الضحك..الحماس... اذا لماذا لا يحتمل زعلها رغم ان تلك الفترة قضاها فقط في معاقبتها على ما تفوهت به من ترهات.
كلا انها تستحق...هي من فعلت ذلك في معشوقتك...لو انها رفضت لكنت الان سعيد معها...لكانت تلك الطفلة هي طفلتك انت ومعشوقتك وليس هذه... هي من دمرت كل شيء اذا فلتستحمل.

وحش قلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن