ملوك البحر الابيض : امطار اكتوبر -October ranis

Part27-البارت السابع والعشرون

(لندن -المملكة المتحدة)

سيرينا -تبتسم بدون ان تنظر- : استطيع ان اميز صوتك .. لقد مرت سنين طويلة

الشخص(ديانا) صديقة سيرينا القديمة -تبتسم و تأخذ نفساً وتجلس- : اكثر من ٣٠ سنة .. ذلك وقت طويل حقاً ..

سيرينا -تنظر لها و تقول بهدوء- : ٣٠ سنة لم تكلفي نفسك حتى عناء السؤال عني .. و كأننا لم نكن كصديقات مقربا بل اخوات في يوم من الايام ..

ديانا -تبتسم بهدوء- : و بأي وجه اتكلم معك ؟ لقد اخذني الامر ٣٠ سنة لاستطيع مواجهتك مرة اخرى ..

سيرينا -تشرب كأس النبيذ- : لا بأس ديانا صديقيني لقد شعرت بالسعادة عندما رأيتك مع لوكاس وقتها .. انت تستحقين شخصاً جيداً مثله .. -تبتسم- ، كيف حاله؟

ديانا -تنظر لسيرينا بندم و حزن قليلاً- : لقد انفصلنا انا و لوكاس بعد مدة ليست بالطويلة بعد سفرك الى البرازيل .. لم اتهنى به .. و لا بأي احد .. و كأن الرب انتقم لك مني..

سيرينا -بتأثر قليلاً- : لا تقولي ذلك .. لا يوجد شيء لينتقم الرب منك بسببه ، انت تبالغين .. على كل حال انا ولوكاس لم يكن لنا مستقبل ابداً .. انا كنت متزوجة بفيليب وقتها و لم اكن للوكاس مشاعر الحب ابداً .. لقد مررت بالكثير من الاشياء السيئة بحياتي و صدقيني انت ولوكاس لم تكونا يوماً منها .. بل كنتما دوماً معي و سنداً لي .. و انت لا تتخيلين مدى سعادتي برؤيتك الان ..

ديانا -بندم و خزن تهز رأسها نفياً- : الامر ليس بشأن لوكاس، لا اعني علاقتي مع لوكاس .. انا اتكلم عن امر اخر .. اعتقد انك لا تعلمينه..

سيرينا -باستغراب و تساؤل - : اي امر؟ انا لا افهم؟

ديانا -تنظر لسيرينا بتأثر لسيرينا- : لطالما كرهتك في داخل قلبي سيرينا .. لم احبك يوماً .. حتى عندما كنت احاول ان احبك او حتى استلطفك كنت تفعلين شيء او يحدث لك شيء يجعلني اكرهك اكثر من ذي قبل .. منذ ان كنا في الثانوية معاً .. الانظار كلها كانت موجهة نحوك .. الفتاة السمراء الجميلة .. ذات الوجه الحسن و الجسد المثالي .. الحائزة على لقب ملكة جمال حفلة التخرج من الثانوية .. الشباب كلهم ينظرون لم و يتمنوا ان يتكلموا معك .. اما انا فكنت كظلك ..نكرة .. لا شيء .. الفتاة الحمراء ذات النظارة الطبيبة و النمش المعتوهة التي لا ينظر لها احد .. تخرجنا من الثانوية .. تخليت عن النظارة وتقويم الاسنان و غيرت لون شعري و شعرت بأنني جميلة لأول مرة .. خرجنا معاً انا وانت .. و جلسنا في الحانة ، ذلك الشاب الوسيم الذي كنت اراقبه يمر من شارعنا كل يوم ليذهب للحانة .. تمنيته كما لم اتمنى شخصاً اخر في حياتي ، بدأت اخذك و نذهب للحانة بضعة مرات في الاسبوع ، فقط لاراه ، على امل ان يلاحظني و يكلمني .. -تتغير نظراتها الى نظرات الحقد- ، و في ليلة من الليالي و نحن نحتفل في الحانة ، يقترب هذا الشاب منا و انا اكاد اطير فرحاً لان حلمي كاد ان يتحقق و هو ذا قد لاحظني اخيرا. وجاء ليتكلم معي ، و اذ به يجلس بجانبك ، و يقول لك ( لديك شفاه كالكرز هل يمكنني تذوقهما!؟) !